كيف ترد على من يحلّل الغناء الذي لا يصاحبه كلام فاحش؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف ترد على من يحلّل الغناء الذي لا يصاحبه كلام فاحش؟
A-
A=
A+
السائل : هنا سؤال يقول هناك من يقول بتحليل سماع الموسيقى إذا لم تكن مصاحبة بالغناء الفاحش مستدلا بأنه لا يوجد نص قرآني أو نص حديثي قطعي يحرم سماعها إذا كانت خالية من الكلام الفاحش فكيف ترد على ذلك ردا علميا وافيا مقنعا؟
الشيخ : أظن هذا الكلام مستقى من بعض من ينسب إلى العلم في العصر الحاضر ويقال إنه من الدعاة الدعاة الإسلاميون اليوم يجب أن نأخذ عنهم فكرة صحيحة, الدعاة الإسلاميون اليوم كلهم يدعون إلى الإسلام ولكن مع الأسف الشديد لا يدعون إلى إسلام بمفهوم موحد الإسلام حينما أنزله الله تبارك وتعالى على قلب محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن له إلا مفهوم واحد وإلا تفسير واحد وأظن أن هذا الأمر ما يحتاج إلى بيان كثير لأن الله عز وجل كما هو معلوم من الدين بالضرورة كان ينزل الوحي على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم تارة بقرآن يتلى وتارة بوحي يحفظ في الحديث النبوي وفي السنة الصحيحة ولكن لا يتلى كما يتلى القرآن الكريم ثم كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبلغ ما أنزل الله عز وجل عليه من الوحي المتلو وهو القرآن أو الوحي غير المتلو وهو السنة كان عليه الصلاة والسلام يبلّغ ذلك إلى أصحابه كما أوحي إليه وليس هناك وحي ثان كان من قبل هناك شرائع معلومة كالإنجيل والتوراة والزبور ونحو ذلك ثمّ ألغيت هذه الشرائع ولم يبق هناك إلا شريعة الإسلام وإلاّ ما أنزل الله عز وجل على قلب نبيه عليه الصلاة والسلام فإذا لم يكن هناك حينما أنزل هذا الإسلام على النبي عليه الصلاة والسلام إلا مفهوم واحد.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : - وعليكم السلام تزاحموا تفضل لهون يا أبا محمد - إذاً حينما نزل الإسلام على قلب النبي عليه الصلاة والسلام وبلغه إلى أصحابه الكرام لم يكن له مفهوم إلا مفهوم واحد ثم لما صار هذا الإسلام منقولا إلى أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام هنا بدأ شيء جديد لما يكن معروفا من قبل ألا وهو اجتهادات من بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء كانت هذه الإجتهادات في حضوره صلّى الله عليه وآله وسلّم أو في غيبته وهذا الإجتهاد كأصل مشروع في الإسلام بحكم قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ) اجتهد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قلنا بالصّورتين المذكورتين تارة بحضوره تارة في غيبته إذا كان الإجتهاد في حضوره عليه السلام وكان خطأ فسرعان ما عليه الصلاة والسلام يبادر إلى تصحيحه فيعود إلى منبعه وهو الرأي الواحد الذي لا يقبل رأيا آخر أما إذا كان الإجتهاد في غيبته عليه الصلاة والسلام فيمكن أن يظلّ على الإختلاف وعلى الرأيين وربما أكثر من ذلك, لأن هذا الإختلاف الذي قد يقع في غيبته عليه الصلاة والسلام ينقسم بواقع الأمر أيضا إلى قسمين: قسم يبلغه وقسم لا يبلغه, يبلغه في حياته القسم الآخر لا يبلغه لأنه يقع بعد وفاته فما يبلغه عليه الصلاة والسلام في حياته فشأن ذلك الإجتهاد إن كان خطأ أنه عليه الصلاة والسلام يبادر إلى تصحيحه أما إذا كان الخلاف وقع بعده عليه السلام فسينقل هذا الخلاف إلى الجيل الثاني وهم التابعون وهكذا المهم أن الوحي الذي نزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قلنا قرآنا كان أو سنة فهو واحد ولا يقبل وجها آخر إطلاقا لكن الله عز وجل بمشيئته وحكمته قدر أن يستمر الإجتهاد في هذه الأمة لحكمة بالغة لذلك تعدّدت بعض الآراء بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا التعدد كان تارة بقصد حسن وتارة كان بقصد سيّء أمّا القصد الحسن فإنما يصدر من العلماء المخلصين الّذين يبتغون معرفة الحق الذي أنزله الله على قلب محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وتارة يكون بباعث من هوى النفس أو الإنتصار النفس هذا النوع ليس له علاج إلا أن يتقي الله صاحبه أما النوع الأول وهو الإجتهاد الذي ينبع من صاحبه قاصدا به أن يصل إلى معرفة الحق فهذا الخلاف أمر جائز وهو الذي عناه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم بالحديث السابق ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ) فيكون المجتهد ولو كان مخطئا يكون مأجورا أما إذا أصاب فيكون مأجورا مرتين لا أريد أن أطيل البحث في هذا النوع أو ذاك النوع من الخلاف إنما أريد أن ألفت النظر أن الإسلام اليوم ليس هو الإسلام الذي كان أنزل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام ذاك الإسلام له مفهوم واحد أما هذا الإسلام اليوم فله مفاهيم كثيرة وكثيرة جدا وحسبكم دلالة على ذلك الحديث المعروف بحديث الفرق وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر بأن الأمة المسلمة ستتفرق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا " من هي يا رسول الله ؟ " قال ( ما أنا عليه وأصحابي ) إذًا الحق واحد وهو محصور في فرقة واحدة أمّا الفرق الأخرى فهي بعيدة عن الحق كلّ البعد ولذلك استحقّت أن تكون من أهل النار, إذا كان الأمر كذلك وهنا كما يقال بيت القصيد أي إذا كان الإسلام اليوم له من المفاهيم وفي كثير من أحكامه ومن مسائله فلا بد للمسلم أن يتحرّى الصواب من هذا الإختلاف الذي قد يسمعه في مسألة أو في أخرى نحن الآن أمام هذا السؤال عن حكم آلات الطرب إذا كان لم يقترن معها شيء من الغناء الذي فيه ألفاظ قبيحة يجمع العلماء جميعا على المنع منها أو على تحريمها فما حكم هذه الآلات الموسيقية إذا كانت قد تعرّت من مثل ذلك الكلام الذي النطق به عادة لا يجوز فضلا عن أن يقترن به آلات الطرب وآلات الموسيقى؟ جاء في السؤال بأنه لا يوجد نص قطعي في القرآن أو في السنة بتحريم الآلات الموسيقية.

مواضيع متعلقة