الموضع الثالث من مواضع جواز الغيبة وهو المحذِّر . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الموضع الثالث من مواضع جواز الغيبة وهو المحذِّر .
A-
A=
A+
الشيخ : " ومحذِّر " الخصلة الثالثة ، أنا شايف فلان عم يعاشر فلان ، إجي أقول له : اصح تمشي مع فلان . خير إن شاء الله ؟ هذا أخلاقه كذا كذا . بأستغيبه ؛ ليش ؟ لأن هذا المقصود فيه تحذير الشاب الصالح نحذِّره من أن يُخالط الشاب الفاسد ، الشاب ذو الخلق الحَسَن ننهاه أن يخالط الشاب ذو الخلق السَّيِّئ ؛ ليه ؟ لأن طبيعة الناس أنها تنعدي مثل الفواكه الجميلة إذا وُضِعت بجانب الفاكهة الفاسدة أفسَدَتْها ، وسَرَت إليها العدوى سنَّة الله في خلقه ، (( وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا )) .

ومن أجل ذلك حذَّرَ الرسول - عليه السلام - من رفقة السوء ، فقال : ( مَثَل الجليس الصالح كمَثَل بائع المسك ؛ إما أن يُحذِيَك ) أي : يعطيك بالمجَّان . ( وإما أن تشتريَ منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحة طيِّبة ) . فجليس الرجل الصالح على كلِّ حال كسبان ، مَثَله كمَثَل اللي يجالس العطَّار ؛ إما أن يعطيه مجَّانًا ، وإما أن يشتري منه بالمصاري ، وإما على الأقل يكتفي بهالشَّم الرائحة الطَّيِّبة .

أما مَثَل الجليس السوء فهو قال - عليه السلام - في تمام الحديث : ( كمَثَل الحداد ؛ إما أن يحرقَ ثيابك ، وإما أن تشمَّ منه رائحة كريهة ) ، هذا وذاك مَثَل الجليس الصالح ومَثَل جليس السوء ، فإذا رأينا إنسانًا صالحًا يخالط إنسانًا طالحًا فنحن نحذِّره نقول له : فلان اللي عم تمشي معه ، يفعل كذا ، ويقول كذا ، وبيعتقد كذا ، وإلى آخره ، ولا نتورَّع نقول : لا ، نحن ما بدنا نستغيب الناس ! هذه ما هي غيبة مكروهة ، بل هذه غيبة واجبة مو بس جائزة ، هذا تحذير ، إياك أن تمشي مع فلان ؛ لأنُّو صفته كذا وكذا ؛ هذا واجب .

إذًا صار معنا حتى الآن ثلاثة خصال ؛ متظلِّم ومعرِّف ومحذِّر .

مواضيع متعلقة