ما هو الضابط لمعرفة الخبائث؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو الضابط لمعرفة الخبائث؟
A-
A=
A+
الحلبي : السؤال الأول يقول السائل من مسلمات ديننا الحنيف أن الله تبارك وتعالى أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث فما هو الضابط لمعرفة الخبائث؟
الشيخ : الضابط في ذلك ما كان معروفا عند العرب الأولين الذين نزلت عليهم تلك الآية الكريمة فهو الخبيث ثم إذا جد شيء فيما بعد لم يكن معهودا في عهدهم فينظر فإن كان له مثيل ألحق به أما الأصل في الضبط هي هذه القاعدة كما ذكر علماء التفسير قلت وما قد يحدث فيما بعد فينظر هل يمكن أن يلحق بما هو معروف خبثه في زمن السلف زمن نزول تلك الآية أو لا، فمثاله كما تعلمون الدخان الذي انتشر شربه في هذا الزمان فإن الفقيه الباحث الناظر في هذا النبات الذي انتشر شربه بين الناس من نظر فيه نظرة إمعان وعلم لا شك ولا يتردد في إلحاقه بالخبائث المذكورة في الآية المشار إليها آنفا ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد لفت نظرنا إلى أنه أطلق لفظة الخبث على نبات مجمع على حله ومع ذلك أطلق عليه لفظ الخبث لرائحته الكريهة وذلك هو الثوم والبصل مع أنه من المعلوم قديما وحديثا أنهما من النباتات والبقول التي فيها منافع كثيرة للناس ولا ضرر فيها إلا هذه الرائحة الخبيثة مع هذا كله قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مصلانا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ) فإذا انضم إلى الرائحة الكريهة فيه نبت آخر شيء من الضرر الجسمي والصحي كان لا شك أنه يلحق بالخبائث لأن طبيعة المحرمات في الإسلام أنها تضر في متعاطيها وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد صح عنه أنه قال ( لا ضرر ولا ضرار ) وثبت تجربة وعلميا ضرر تعاطي الدخان هذا لا شك أنه باجتماع هذه الأمور في الدخان نستطيع أن نلحقه والحالة هذه بالخبائث المذكورة في الآية الكريمة نعم.

مواضيع متعلقة