حكم من استخف بمعصية من معاصي الله. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حكم من استخف بمعصية من معاصي الله.
A-
A=
A+
السائل : في أخ أعطاني سؤال هنا أن من استخف بمعصية من معاصي الله.
الشيخ : من استهزأ يعني؟
السائل : ما أدري هل استخف بمعنى استهزأ.
الشيخ : لا, نحن ما نجيب عن شيء إلا ما نعرف قصد السائل.
السائل : من استخف بفرائض الله عز وجل كفر.
الشيخ : هذا أخي من الكلمات التي تتحمل معاني انظر الآن قوله عليه السلام ( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرا والحرير والخمر والمعازف ) إلى آخره يستحلون شو حكمهم هؤلاء؟ بدنا نعرف هل هو استحلال عملي أم استحلال قلبي, فإن كان استحلال قلبي فهو الكفر وإن كان استحلالا عمليا فما أكثر المستحلين لحرمات الله عز وجل فهو الفسق والخروج عن الطاعة, الآن هنا كلمة استخف تحتمل معنى استخفاف بمعنى الاستهزاء وبمعنى الإنكار فهذا كفر وإذا كان المقصود بالاستخفاف هو يعني عدم الاهتمام بطاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عملا فهذا فسق وليس كفرا ولذلك فسواء كان مقصود السائل هذا أو ذاك ما وراء هذا السؤال؟
السائل : باللغة العربية (( استخف قومه فأطاعوه )) استهزاء في اللغة العربية سأل المعنى استخف بمعنى تساهل أو؟
الشيخ : اللغة العربية يا أخي ذات وجوه بارك الله فيك ما بيصح أن نقف عند اللفظة وهي تحتمل عدة معاني أظن هذا الكلمة هذه جاءت يمكن في بعض الأحاديث والله يهديهم.
السائل : شو الحديث تذكرون حديثا.
الشيخ : إي نعم عم أفكر وقبل نشوف هذا الحديث يصلح شاهدا أتمم كلامي السابق فأقول اللغة العربية ذات وجوه وأحيانا بتكون الكلمة الواحدة تعطي معنيين متعاكسين تذكر هذه الحقيقة؟ الكلمة الواحدة بيسموه من ألفاظ التضاد يقال بانت الشمس أي طلعت بانت الشمس أي غربت يقال رجل جدير أي عظيم ويقال جدير أي حقير وحجبلك كمان نكتة مع القسيس الماروني هذا اللبناني تطرقنا في مناقشتنا إياه حول ترجمة القرآن أنكر على المسلمين أنهم يحرمون ترجمة القرآن فأنا بينت له أن ترجمة القرآن بتكون على وجهين محرم بل غير ممكن إلا مع التحريف والقرآن منزه وجائز بل واجب, الترجمة المحرمة هي الترجمة اللفظية والترجمة الواجبة هي الترجمة المعنوية قلنا له خلينا ندخل معك في تجربة وهو رجل مثقف حقيقة وماروني لبناني ينطقون الفرنسية مثل الفرنسيين أنفسهم قلت له خلينا ندخل في تجرية ترجم لي الآية التالية على قصرها ترجمة لفظية, قال ما هي؟ قلت له قال تعالى (( والليل إذا عسعس )) قال لي ما عسعس؟ قلت له هنا الشاهد عسعس من ألفاظ التضاد أقبل أدبر وهذه من آيات من بلاغة القرآن جاء بلفظة واحدة ليثبت آيتين إلهيتين كما يقولون اليوم طبيعتين إقبال الليل وإدباره بلا شك كل منهما آية لفظة وحدة (( والليل إذا عسعس )) فكر الحقيقة هو صدم تعرف شو قال أنا بشوف وهذا دليل على أنه مثقف وخبير أنا بشوف السياق والسباق لأنه هذا بيقولوا علمائنا من المقيدات قال بشوف السياق والسباق وبحدد المعنى فإذا ترجح عندي أحد المعنيين (( واليل إذا عسعس )) باللغة الفرنسية جاب طبعا لفظة أنا ما أفقهها يعني إذا أقبل قلت له يجي واحد ثاني مترجم آخر بيخالفك بيقول إذا أدبر صار عندنا مصحفين بمعنين ولفظين متعاكسين تماما ومن هنا جاءكم التغيير والتبديل في التوراة والإنجيل.
السائل : (( والصبح إذا تنفس )) .
الشيخ : قال أنا بجمع بين الأمرين بقول والليل إذا عسعس أقبل وأدبر, قلت له قد يأتي ثالث ويقول أقبل أو أدبر الخلاصة الرجل أفحم وأقيمت الحجة عليه الشاهد الآن ففي القرآن معاني من هذا القبيل وهو كلام الله عز وجل فما بالك إذا تكلم إنسان بعبارة فيها استخف حينئذ يجب أن ننظر أولا إلى قصده بعد ذلك إلى لفظه نحن يمكن أنت تعرف نحن لا نوافق على الاستنكار على الذين يستغيثون برسول الله صلى الله عليه وسلم نحكم عليهم بأنهم كفار مجرد إيش؟ الاستغاثة لأن كثيرا منهم ومنهم هذا الطحان بيتأول الاستغاثة بالتوسل والتوسل وإن كنا نحن ننكره لكن لا يبلغ الأمر بنا أن نسويه مع الاستغاثة بغير الله فنحن ننظر إلى هذا الذي يستغيث ماذا يقد, إن كان يقصد طلب المدد العافية والرزق إلى آخره فبلا شك شرك وكفر إلى آخره وإن يقصد التوسل ننكر عليه لكن ليس كإنكارنا على ما لو قصد الاستغاثة وغيرها إلى آخره.
السائل : الطحان أنتم بلغكم الكتاب الذي رددت عليه وصلكم.
الشيخ : مين هو؟
السائل : عبد الرحيم الطحان بعد ما سمعت الشريط بينك وبينه وناصحته وصلكم الكتاب.
الشيخ : إي وصلنا.
السائل : فما رأيكم فيه؟ وجدنا بعض المتعصبين لا يبيعونه. الحمد لله الذي هدانا.
الشيخ : أغيثونا بالماء بيجوز؟ بيجوز.
السائل : (( فاستغاثه الذي من شيعته )) هذا الطحان لا يفرق بين التوسل والاستغاثة.
الشيخ : والله عهدي به بعيد نسأل له الهداية والتوفيق.
السائل : بينما نسأل له الهداية وهو يدعو علينا بالشر.
الشيخ : الله يهديه إي هنا نقول لأمثاله فحسبكمو هذا التفاوت بيننا وكل إناء بما فيه ينضح.
السائل : الله أكبر.
الشيخ : بيكفي.
السائل : الحديث الذي فيه استخف يعني؟
الشيخ : إي نعم, شوف الحديث ( خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن ) قل لي بقى كفر اصح تلحق حالك بالمكفرين هدول.
السائل : أعوذ بالله أنا كتبت كتاب ضدهم الآن.
الشيخ : معليش لكن الاستخفاف لازم بقى ... بمعنى واسع ( فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة ولم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) الاستخفاف الآن مثل الاستحلال قد يكون عمليا وقد يكون قلبيا فكل منهما يأخذ حكمه المعروف واضح؟
السائل : لكن في الغالب ما بيكون في الاعتقاد في الغالب.
الشيخ : لا أنا ما بحكم في الغالب لأن المسألة تتعلق بالأشخاص.
السائل : لم يضيع منهن شيئا استخفافا.
الشيخ : بحقهن يعني تهاونا.
السائل : الدليل كان حقا على الله أن يدخله الجنة.
الشيخ : والعكس بالعكس إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.

مواضيع متعلقة