ما حكم تسمية الإصبع بالسبابة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم تسمية الإصبع بالسبابة ؟
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة لما ذكرتم قبل قليل من كراهة بعض العلماء تسمية المسبحة بالسبابة, فيروى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث ( أنا وكافل اليتيم في الجنة وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى ) , فإذا كان الحديث صحيحا فلا مجال لرأي العلماء في كراهية تسمية هذه الأصبع بالسبابة, والله أعلم ؟

الشيخ : أولا الحديث الذي تذكره أنت يختلف عن الحديث الذي ذكرته أنا آنفا, أنه رفع السبابة, ولا ما انتبهت إلى هذا؟ هذا أولا ... معليش, أولا يعني أنا سبقتك بإيراد الحديث الذي فيه لفظة السبابة.

السائل : نعم صح.

الشيخ : لكن نحن نريد أن نفهم شيئا جديد, في حديثك لفظة السبابة ممن حصلت أو صدرت ؟

السائل : من راوي الحديث.

الشيخ : طيب, أن قلت عن راوي الحديث قال إن الرسول رفع السبابة, وأنت كذلك, فأي شيء في هذا, على أنني نقول لو نطق الرسول عليه السلام بذلك, وثبت ذلك عنه, وأنا لا أستبعد ذلك أبدا, لأن الرسول عليه السلام عربي, فهو يتكلم بلسان العرب, وبلهجة العرب, وهذا لا ينافي أن يستعمل الرسول عليه السلام بعض الكلمات التي استعملها العرب, وهو شرعا لا يستعملها, ولا يحبذها ولا يرغب فيها, ومن ذلك مثلا, كما أظنك تعلم, أنه نهى عن تسمية العشاء بالعتمة, وقال هذه تسمية الأعراب, تعرف هذا الحديث؟

مع ذلك فهو سماها في بعض الأحاديث, يقول العلماء جمعا بين ما نهى عنه, وبين ما صدر منه, أنه فعل ذلك بيانا للجواز, لكن الأفضل ألا يستعمل المسلم هذه اللفظة التي هي من طبيعة استعمال الأعراب, كذلك مثلا, لعلك تذكر معي, أن الرسول عليه السلام لما سئل عن العقيقة, قال: ( إني لا أحب العقوق ) مع أن العقيقة جاء ذكرها في أحاديث كثيرة جدا, لماذا؟ لأن هذه اللفظة هي استعمال العرب, لكن هو الرسول عليه الصلاة والسلام من تمام شرعه أنه كما أقول في كثير من المناسبات, أن النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء فقط لإصلاح البواطن فقط, بل ومعها إصلاح الظواهر, فمن ذلك الألفاظ, فينبغي للإنسان إذا نطق أن ينطق بكلمة حلوة جميلة, ويدع الكلمات الأخرى التي تؤدي نفس المعنى, ويختار اللفظ الجميل, حتى بلغ به الأمر عليه الصلاة والسلام أن يقول: ( لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن لقست نفسي ) شو معنى لقست؟ لقست يساوي خبثت في اللغة, لكن شوفوا الفرق بين لقست, ما أنعمها وألطفهاواظرفها, بخلاف خبثت, لكن المعنى واحد واللفظ تغير. وأفضل من هذا وأعظم بكثير: ( لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء محمد, ولكن ليقل ما شاء الله وحده, أو ليقل ما شاء الله ثم ما شاء محمد ) هذا من باب إصلاح النطق, الذي هو يتعلق بظاهر الإنسان, أما الباطن فلا يعلمه إلا علام الغيوب, ولما خطب الرسول صلى الله عليه وسلم يوما, فقام أحد الصحابة يريد أن يقول له سمعا وطاعة, لكن طلع منه أن قال: ما شاء الله وشئت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال له: ( أجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله وحده ) أجعلتني لله ندا؟ أي بلفظك مش بقلبك, لأنه لو كان جعله بقلبه ندا كفر, وقال له جدد إيمانك وجدد عقدك على زوجتك ونحو ذلك, ولكن هذا الرجل أساء لفظا ولم يسئ عقيدة, فاكتفى منه أن حسن له لفظه.

علما إذا ثبت في بعض الأحاديث من قوله عليه السلام أن ذكر السبابة, فلا مانع من ذلك, فهو تعبير عربي كما قلنا آنفا, لكن إن لجئ عنها إلى اللفظة الأخرى التي تؤدي معنى الأولى, يكون أفضل وأحرى, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مواضيع متعلقة