ما حكم المصافحة في المجلس مع بيان الشيخ فضل المصافحة وإفشاء السلام .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم المصافحة في المجلس مع بيان الشيخ فضل المصافحة وإفشاء السلام .؟
A-
A=
A+
الشيخ : هذا الحقيقة سؤال جيد وعملي ، وجوابنا عليه في فرق بين حلقة وأخرى ، من جهة وأخرى أيضًا ، بين أن تكون الحلقة دائرة مستكملة ، تضطر الداخل أن يتخطى أو يجلس حيث ينتهي به المجلس , بين حلقة تكون مفتوحة ، بحيث يدخل إليها بسهولة ودون أن يتخطى رقاب إخوانه ، فهذه طبعًا غير تلك ، وشيء ثاني وأخير بين أن يكون الجمع كثيرا ، بحيث أنه الداخل يتحرج من مصافحتهم فردًا فردًا ، وبين أن يكون العدد قليل ، فإذًا (( إن مع العسر يسرا )) ، إذا دخل الداخل ألقى نظرة سريعة , حلقة مكتملة فيجلس كما قلنا ، لا مُفتحة من جانبٍ ما ، يستطيع أن يدخل , والعدد ليس بالعدد الكثير الوفير ، بحيث أنه هو يتحرج من مصافحة كل فرد منهم ، صافحهم وإلا فلا ، فالقضية ما فيها التشديد والتضييق من جهة , ومن جهة أخرى أنه المصافحة ليست كالسلام ، فلو أن الداخل إلى المجلس , ونأخذ الصورة الأولى في المجلس فرد واحد ، قال : السلام عليكم ، وجلس ولم يصافح , فلا ضير عليه ، لكن نقول من تمام التحية المصافحة ، وقولنا هذا نقوله قولاً لنا ، فهمًا منا ، وإلا كان في وسعنا لو صح هذا عن نبينا أن نقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من تمام التحية المصافحة ) وقد جاء هذا حديثًا مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنن الترمذي , ولكن ما صح إسناده , ولذلك نقول نحن من تمام التحية المصافحة ، وذلك لما جاء في فضلها في السنة ، يعني فضل عظيم جدًا لو أنفق الإنسان دهره حياته كلها في سبيل الحصول على هذه الفائدة ، وعلى هذه الثمرة التي تنتج من مجرد المصافحة لكان الثمن بخسًا قبلاً ، ذلك قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحاتت الورق عن الشجر في الخريف ) تحاتت ذنوبهما معناها غفر الله له ، فإذًا إذا سعى الإنسان بأيسر الأسباب إلى مغفرة الله - عزَّ وجلّ - يكون قد غني غناءً ما بعده فقر ، وإذا أهمل الأخذ بهذا السبب يكون رجلاً أحمق ؛ لأنه قد تيسر له السبيل الأيسر المبذول لتنال مغفرة الله وإذا هو يُعرض عن ذلك السبب ، لا شك أنه يكون رجلاً أحمقًا ؛ لأن كلاً منا كما يشهد طبيعة الإنسان التي دمغها الله - عزَّ وجلّ - في القرآن بقوله - تبارك وتعالى- : (( وإنه لحب الخير لشديد )) فإذا تسنى لأي إنسان منا أن يحظى بأكبر مادة من حطام الدنيا بسبب يسير ما تجد منا أحدًا يتقاعس ولا يسرع إلى ذلك , ليه ؟ لأنه كسب مادي عاجل ، فما بال المسلم لا يسعى لاكتساب الأجر الآجل الذي فيه سعادته في الدنيا وفي الآخرة بأيسر الأسباب ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحاتت الورق عن الشجر في الخريف ) إذا كان الأمر كذلك فمن دخل المجلس ووجد أناسًا كثيرين فعليه أن يصافح ما استطاع إلى ذلك سبيلا دون أن يجد في ذلك حرجًا قليلاً أو كثيرًا , لماذا ؟ لأن الغنيمة كبيرة جدًا , وبخاصة قد يصافح من لا يروق له مصافحته ، ولكن قد يتيسر له أن يصافح أناسًا آخرين مخلصين في هذا الجمهور ، فحينئذٍ لا بد أن ينال هذه المغفرة التي تضمنها هذا الحديث .

السائل : شيخ ، اشتراط الحلقة ، إذا كان هذا الرأي - كما ذكرتم - هو الأفضل ، فما هو تصوركم العملي للحلقة الدائرة ، كما يدخل علينا كل دقيقة أحد الأخوة ، فإذا استمر كل واحدٍ منهم بالمصافحة من جديد ، فإنه تضيع قيمة الدرس حقيقة ، وأعتقد أنه الأفضل المحافظة على هدوء الجو ، وترجيح هذه المصلحة ، وتقديم مصلحة اكتساب العلم كأولى .

الشيخ : أظن سبق الجواب عن مثل هذا , لأنه قلنا نحن إن لم يكن هناك حرج ، أنت الآن تأتي بصورة فيها الحرج ، لكن أخشى أن يؤدي بنا الموافقة على هذا السؤال ، فما رأيك إذا كان هناك درس قائم حتى وفي المسجد ، فجاء رجل لا يصافح لكن يُسلم أم لا يُسلم ؟ إن قلت لا يُسلم فالأمر مشكل ، وإن قلت يُسلم فالأمر أشكل ، ليه ؟ لأن نظام الدرس - حسب ما ذكرت أنت آنفًا - حيضطرب ؛ أليس كذلك ؟

السائل : لكن أقل اضطرابًا من أن تقوم بمصافحة كل منهم .

الشيخ : معليش ، هل نوافق على هذا الاضطراب الذي هو أقل ؟

السائل : لترجيح المصلحة ؛ لأن الدرس أو الحلقة اجتمعت للعلم وليس للمصافحة أساسًا .

الشيخ : عفوا , عفوا ، لا ما أجبتني ، هل نقول بجواز هذا الاضطراب الأقل باعترافك ؟ أم نلحقه بالاضطراب الأكبر ؟ أي هل مجلس حلقة الدرس دائرة وقائمة , فدخل الداخل قلنا إذا بده يصافح وقع شيء من الاضطراب ، وافقنا نحن أن هذا لا يشرع والحالة هذه ، لكن أنا أردت أن أنتقل من هذا إلى شيء آخر ، هل يسلم ؟

فأنا كأني فهمت منك أنه يُسلم ، لكن نقضت ما فهمت , أفهمتني أن هذا أيضًا اضطراب لكن ذاك الاضطراب أوسع من هذا الاضطراب ، فهذا الذي فهمته خطأ أم صواب ؟

السائل : لا ، صواب .

الشيخ : لكني أقول السلام يختلف عن المصافحة , وذلك ما رميت إليه بقولي أنه لو دخل الداخل وليس في المجلس إلا شخص واحد وسلم عليه ولم يصافحه ، فقد قام بالواجب ؛ لأن المصافحة ليست فريضة ، لكن الآن على العكس من ذلك تمامًا ، دخل الداخل ... .

مواضيع متعلقة