هل يجوز الجلوس على مائدة يجلس عليها أناس يغضبون الله مع العلم أنهم من ذوي المحارم؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز الجلوس على مائدة يجلس عليها أناس يغضبون الله مع العلم أنهم من ذوي المحارم؟
A-
A=
A+
السائل : يسأل السائل هل يجوز الجلوس على مائدة يجلس عليها أناس يغضبون الله جدا مع العلم أنهم من ذوي المحارم أفتونا جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : أعد أعد السؤال.
السائل : هل يجوز في الجلوس على مائدة يجلس عليها أناس يصيبون حدا من حدود الله مع أنهم من ذوي المحارم ؟
الشيخ : لا يجوز قطعا أن يجلس المسلم مجلس يعصى الله فيه بأي نوع من معاصيه, لا يجوز للمسلم أن يجلس مجلسا يعصى الله فيه بأي معصية من معاصيه هناك النص القرآني العام الشامل الدال على هذا الحكم ألا وهو قوله تبارك وتعالى (( فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) , لا شك أن كل مجلس يعصى الله فيه فالعاصي أو العصاة فيه هم من الظالمين لأنفسهم فلا يجوز للمسلم الذي لا يريد أن يشارك الآخرين في ظلمهم لأنفسهم بسبب معصيتهم لربهم أن يشاركهم في الجلوس وليس في المعصية, لو كان العاصي يعصي ربه وحده فهو عاصٍ لكن الجواب الآن هو في شخص يجالس أقواما هم يعصون الله أما الجالس فلا يشاركهم في المعصية فهو عاص بجلوسه معهم ولو لم يشاركهم في المعصية ودليل هذا الحكم النص الصريح الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألا وهو قوله ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس -وفي لفظ آخر- فلا يقعد على مائدة يدار فيها الخمر ) هو لا يشرب لكنه جالس حول هذه الطاولة الخبيثة هذه يشاركهم لماذا يشاركهم؟ لأنه بينه وبينهم إما قرابة كما جاء في السؤال أو صداقة أو مودة أو مصلحة مادية تجارية وهي أخبث المبررات لمثل هذا الجلوس وليس في ذلك ما يبرر هذا الجلوس إطلاقا لذلك قال عليه الصلاة والسلام ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار فيها الخمر ) وفي هذا الحديث فقرة أخرى وهي من هذا النوع أيضا يقول الرسول عليه السلام ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ) بالحاء المهملة وليس بالخاء المعجمة شتان بين خليلته وبين حليلته, الحليلة هي الزوجة الحلال أما الخليلة فهي الصاحبة المخادنة فلا يجوز بنص هذا الحديث للزوج الغيور على دينه وعلى أخلاق زوجته أن يسمح لها بدخول حمام السوق لماذا؟ لأن هذا الحمام تكتشف فيه العورات وهذا الحكم قد يظهر بادي الرأي أنه يختلف مع تمام الحديث في الفقرة الثالثة ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ) هذا الخطاب للرجال ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ) يعني بما يستر به عورته لكننا نقول بناء على الآية وعلى الفقرتين السابقتين من الحديث نفسه أنه إذا ظهر وعرف بأن الحماميم الخاصة بالرجال أصبحوا أعني الرجال يستهترون بالأحكام الشرعية ولا يتسترون بالستار الشرعي حينئذ يرد المبدأ الأول (( فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) وهنا قصة تروى عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله أنه دخل الحمام وتعلمون يومئذ كان المسلمون لا يزالون حريصين على التمسك بالأحكام الشرعية إلا من شذ منهم ولكنه كان نادرا والنادر لا حكم له, فتروى هذه الرواية أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله دخل الحمام يوما فوقع بصره على أحدهم في الحمام وقد كشف عن شيء من عورته فأغمض الإمام عينيه فقال له ذلك الرجل مستهترا به متى أعمى الله بصرك؟ قال منذ أعمى الله بصيرتك, فأبو حنيفة كما هو ظاهر يغمض عينيه لكيلا يقع بصره على عورة أما ذاك لا يبالي بمعصيته لربه لذلك قال له منذ أعمى الله بصيرتك فالمسلم إذا خلاصة الجواب أيّ مجلس فيه معصية لله فلا يحضره وهذا باب واسع جدا من أوضحها مثالا الأعراس والحفلات التي تقام الآن فهي لا تخلو من مخالفة شرعية جلية صريحة ولذلك فلا يجوز حضور هذه الحفلات ولو كانت حفلة أب أو أخ أو أخت لأنه لا يجوز للمسلم أن يداهن في دين الله أحدا ولو كان من محارمه.

مواضيع متعلقة