تكلم الشيخ على آداب المجالس . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تكلم الشيخ على آداب المجالس .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساؤلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز وفوزا عظيما )) أما بعد ، فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، قبل أن نقدم إليكم ما ييسره الله لي من ارتجال كلمة حول الدعوة التي بعث الله تبارك وتعالى بها محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرى لزاما عليّ أن أذكر بأدب من آداب المجالس العلمية التي أخل بها جماهير الناس وفيهم بعض طلبة العلم فإنّنا نجد في كثير من المجالس تعقد حلقة علمية واسعة كما كان الأمر حينما دخلنا في هذا المكان المبارك إن شاء الله تعالى حيث كان المفروض أن الناس يجلسون على أطراف هذا المكان الوسيع لا بأس من الجلوس مثل هذه الجلسة في غير الجلسة العلمية أما الجلسة العلمية فأدبها الانضمام والتجمع والتكتل لكي لا يكون المسلمون المجتمعون لطلب العلم بعيدين بأجسامهم بعضهم عن بعض لأن الظاهر عنوان الباطن كما جاء في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الأحاديث التي تتعلق بأدب الجلوس في طلب العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما مسجده فرأى الناس متفرقين حلقات حلقات فقال لهم: ( ما لي أراكم عزين ) أي متفرقين والحديث هذا في صحيح مسلم فلفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم نظر الجالسين في المسجد النبوي يومئذ أن لا تتعدّد حلقاتهم وأن يوحدوا الحلقة العلمية وأن يجتمع بعضهم إلى بعض بل ... .

السائل : السّلام عليكم .

الشيخ : و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته , لقد اهتم النبي صلى الله عليه و آله وسلم بتجميع النّاس وحذّرهم من أن يتفرقوا في أجسامهم وأجسادهم حتى ولو كانوا في العراء أو الصحراء فقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله تعالى عنه قال: كنا إذا سافرنا مع النبي صلّى الله عليه وسلم تفرّقنا في الشّعاب والوديان فقال لنا يوما: ( إنما تفرقكم هذا من عمل الشيطان ) ليسوا في جلسة علمية وإنما في سفرة في البرية كانوا يتفرقون كل ينتحي ناحية من أشجار ظليلة أو واد رطب أو نحو ذلك فأنكر عليه الصلاة والسلام ذلك التفرق وقال: ( إنما تفرقكم هذا من عمل الشيطان ) ، قال أبو ثعلبة رضي الله تعالى عنه: ( فكنا بعد ذلك إذا نزلنا واديا اجتمعنا حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا ) استجابوا لله وللرسول حينما دعاهم فكانوا لا يتفرقون في منازلهم وهم قوم سفر مسافرون كانوا يجتمعون ما السر في اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم في تجميع الناس وأن لا يسمح لهم أن لا يتفرقوا في أبدانهم حتى في الصحراء ما هو السر ؟ سبق مني آنفا الإشارة إلى ذلك ولكن الإشارة في كثير من الأحيان لا تغني عن صريح العبارة بل صريح العبارة تحتاح أحيانا إلى البيان والشرح والتوضيح فلا بد لي من شيء من هذا قلت آنفا لأن ... .

مواضيع متعلقة