كلمة من الشيخ في أدب المجالس . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة من الشيخ في أدب المجالس .
A-
A=
A+
الشيخ : إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيّئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له , و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله . أمّا بعد فأرجو من إخواننا الحاضرين أن ينضمّ بعضهم إلى و أن لا يتفرّقوا في مجلس العلم لأنّ من آداب مجالس العلم هو الانضمام و عدم التّفرّق فقد جاء عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أحاديث كثيرة تحضّ على الاجتماع ليس فقط في مجالس العلم و الانضمام فيها بل و لو حتّى نزلوا منزلا في أثناء سفر من أسفارهم فقد جاء في مسند الإمام أحمد من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله تعالى عنه قال: ( كنّا إذا سافرنا مع النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم فنزلنا واديا من الوديان أو في شعب من الشّعاب تفرّقنا فيها فقال لهم عليه الصّلاة و السّلام ألا إنّ تفرّقكم هذا في الشّعاب و الوديان من عمل الشّيطان فكانوا بعد ذلك إذا نزلوا في مكان اجتمعوا قال: " حتّى لو جلسنا على بساط لوسعنا " ) فهذا من أدب المجالس عدم التّفرّق فيها , من أدب المجالس الاجتماع و التّضام فيها. و هناك حديث آخر و في صحيح مسلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم دخل يوما مسجده فوجد النّاس متفرّقين فيه حلقات حلقات فقال لهم: ( ما لي أراكم عزين ) أي متفرّقين حلقة هنا و حلقة هنا فإذن من آداب المجالس العلميّة هو الاجتماع فيها و عدم التّفرّق فيها و لعلّكم تعلمون أنّ من آثار التّفرّق في الأبدان التّفرّق في القلوب و يشير إلى ذلك أحاديث كثيرة و كثيرة جدّا من أهمّها ما تعلمونه من سنّة النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أنّه كان إذا أقيمت الصّلاة لا يبدأ فيها إلاّ بعد أن يأمر بتسوية الصّفوف و كان يقول لهم في جملة ما يقول: ( لتسونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) , ( لتسونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) أي إنّ الاختلاف في تسوية الصّفّ هذا يتقدّم و ذاك يتأخّر هذا الاختلاف في الأبدان يكون سببا لوقوع الاختلاف في القلوب و لذلك فالأمر كما يقال: " الظّاهر عنوان الباطن " فإذا المسلمون اهتمّوا بإصلاح ظواهرهم على مقتضى شريعة ربّهم كان ذلك سببا لحلول الصّلاح في قلوبهم و قد أشار عليه الصّلاة و السّلام إلى هذه الحقيقة النّفسيّة الأخلاقيّة في قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم في حديث النّعمان بن بشير المعروف في آخره يقول: ( ألا و إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه و إذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا و هي القلب ) فإذن صلاح القلب بصلاح الجسد فالطّبّ الرّوحي إذا صحّ التّعبير و الطّبّ المادّي أيضا فلا بدّ من إصلاح الظّواهر و من ذاك ما كنّا في صدده كثير من المساجد حينما تعقد الحلقة العلميّة فيها يشكّلون حلقة كبيرة جدّا هذا خلاف السّنّة . يبدو عندك شيء ؟

السائل : عندنا بعض الأسئلة أحضرها الشّباب فإذا سمحتم أن نلقيها عليكم شيخنا .

الشيخ : تفضّل .

مواضيع متعلقة