ما معنى حديث : " ما أكَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - على خوانٍ قطُّ " ؟ وهل يشملنا هذا النفي ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما معنى حديث : " ما أكَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - على خوانٍ قطُّ " ؟ وهل يشملنا هذا النفي ؟
A-
A=
A+
السائل : ما معنى الحديث : " ما أكل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على خوان قطُّ " ؟ وهل يمثِّل هذا النقل ؟ وهل يشملنا هذا النفي ممَّا انتقده " حبيب الرحمن الأعظمي " ؟

الشيخ : السؤال مفهوم ، لكن التعبير خطأ ، أما مفهوميته ؛ فهو أنُّو ما دام الرسول - عليه السلام - ما كان يأكل على يعني مائدة عالية مرتفعة عن الأرض كما هو عادة كثير من المسلمين اليوم ؛ فهذا نفي من حيث الإخبار عن واقع الرسول - عليه السلام - أنه ما أكل .

لكن قوله : هل يشملنا هذا النفي ؟ هذا سؤال خطأ ؛ لأن النفي قد يمكن أن يُقال : يشمل أو لا فيما لو نفى الرسول - عليه السلام - أن يكون من السنة الأكل على خوان ، لكن الغرض مفهوم ، وهو هل يُستحَبُّ للمسلمين أن يقتدوا بالرسول - عليه السلام - بأن يأكلوا على الأرض كما كان - عليه السلام - يأكل ولا يأكل على الطاولات والأشياء المرتفعة ؟

الجواب : نعم ، إن الارتفاع في الطعام هو أوَّلًا من زيِّ المتكبرين ، وثانيًا هو من صنيع الكافرين ، وثالثًا هو مخالف لسيِّد المتواضعين وهو رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - ، فالاقتداء .

نعم ؟

السائل : ... .

الشيخ : كنت راح تكمِّلها ، لكن ... حالي بقى ... .

فالاقتداء به - عليه الصلاة والسلام - بلا شك .

السائل : أولى .

الشيخ : هو يعني من المرغوب فيه ؛ لا سيما وقد قال - عليه السلام - : ( إنما أنا عبد ؛ آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ) ، فكان يجلس يأكل على الأرض ، فلا أشك أبدًا بأن هذا الكلام يعني مما فيه إخبار عن هدي الرسول في الطعام هو أدب للمسلمين ينبغي أن يلتزموه ، لكن يجب أن نقف عند حدود الشرع ، فليس كلُّ إنسان مكلَّف بيتمسَّك بالواجبات والسنن والمستحبات والمندوبات ، لكن الفرق بين أن يُقال : هذا بدعة ؛ فلا يجوز ، وبين أن يُقال : هذا مستحب ؛ فمن شاء فليتقدَّم إلى الاقتداء بالرسول - عليه السلام - في كلِّ ما فعله مما عليه دليل مشروعية الاقتداء به - عليه الصلاة والسلام - ، من أجل هذا وغيره نحن نقول : إن باب الابتداع في الدين مغلق ؛ لأنه ما المقصود من الابتداع في الدين ؟ هو زيادة التقرُّب إلى الله ، من الذي يستطيع أن يأتي على كلِّ فعلٍ فعَلَه الرسول - عليه السلام - مما يقرِّبنا إلى الله زلفى حتى يقول : أنا أتيت على كلِّ السنن والمستحبَّات التي فعلها الرسول - عليه السلام - ، وبقي عندي فراغ من الوقت ، فراغ من الفكر ، فتعال بقى نبتدع ونخترع ؟!

لا ، إنما جاء به الرسول - عليه السلام - لا يستطيع أن ينهض به أعبد الناس ، ولو كان هو الذي قال عنه الرسول - عليه السلام - : ( كان داودُ أعبدَ البشر ) ، فداود نفسه ما يستطيع أن يقوم بمثل ما شرع الرسول - عليه السلام - من المستحبات والمندوبات ، لكن كما قلت : لا يجوز المغالاة في مثل هذه القضايا ، فتبقى على أنُّو الأحسن أن يفعل كما فعل الرسول - عليه السلام - ، لكن لو الإنسان صلى على مذهب الأعرابي الذي قال : والله يا رسول الله ، لا أزيد عليهنَّ ولا أنقص ؛ ما صلى السنة مطلقًا لا مؤكدة ولا مستحبة ولا مندوبة ، ولا فعل أيَّ شيء من أفعال الرسول - عليه السلام - التي ليست بواجبة ، واقتصر فقط على الإتيان بالفرائض والابتعاد عن المحرَّمات ؛ لا يُنكَر عليه ؛ لا سيما وقد سُئِل الرسول - عليه السلام - من أعرابي قال : يا رسول الله ، أرأيت إن أنا صليت الصلوات الخمس ، وحلَّلت الحلال ، وحرَّمت الحرام ؛ أَأَدخُلُ الجنة ؟ فقال له - عليه الصلاة والسلام - : ( إن أنتَ صلَّيت الصلوات الخمس ، وحلَّلت الحلال ، وحرَّمت الحرام ؛ فأنت في الجنة ) ، أي : يُعرض للناس هذا الذي يقنع به عامة الناس ، وذاك الذي يليق بأهل الهمم من خواصِّ الناس ، فيُعرض هذا وهذا ؛ يأخذ كل إنسان ما يُناسبه ؛ نفسه ، مقامه ، وقته ، ونحو ذلك .

غيره ؟

مواضيع متعلقة