تكميل للمسألة السابقة سنِّيَّة البداءة باليمين في السُّقيا ، مع الكلام على مسألة الإيثار وضوابطه . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تكميل للمسألة السابقة سنِّيَّة البداءة باليمين في السُّقيا ، مع الكلام على مسألة الإيثار وضوابطه .
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، يعني هناك استدلال يمكن يعني بهذا الحديث نفسه ؛ وهو أنُّو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استأذن الغلام ؛ يعني استئذان النبي - صلى الله عليه وسلم - للغلام - أيضًا - دلالة لا بأس بل يعني لها اعتبارها ، وإلا فلو كان هذا الأصل مطَّردًا في كل الأحوال لَمَا استأذن ولَمَا احتاج النبي - صلى الله عليه وسلم - لِاستئذان هذا الغلام وإنما كان بدأ بالغلام ... إلى أبي بكر ؛ يعني واعتباره يعني لما بدأ ولم يطلب في الرواية يعني أبو بكر شيئًا من هذا الفضل يعني ، الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذي بدأ ، المسألة الأخرى وهي .

الشيخ : وحدة وحدة .

السائل : نعم .

الشيخ : واحدة ، خلِّيك في الأولى ، وتكون نتيجة ما قلته من اعتبار ، تكون النتيجة ماذا ؟ يبدأ بكبير القوم أم بِمَن عن يمينه ؟

السائل : لا ، لأنُّو ما أقول أنُّو هناك فرق .

الشيخ : أرجو أن تجيب باختصار ، متى تكون نتيجة الملاحظة التي أبديتَها وهي ملاحظة لها قيمتها ، لكن هل مؤدَّاها أن يبدأ بكبير القوم أم بِمَن عن يمينه الساقي ؟ أرجو أن تقول واحدة من هذه الثِّنتين .

السائل : اليمين ، بلا شك اليمين .

الشيخ : فإذًا هذا هو البحث ، وما ذكرته آنفًا لا يرد على البحث ، كلُّ ما في الأمر أنُّو والله هذا غلام وهذا شيخ كبير ، إي ، استأذن ، ما في مانع ، لكن أنا عليَّ أن أبدأ بِمَن ؟ بِمَن عن يمينه ، فهذا لا ينقض هذا ، يعني يكون الإنسان يؤثر أخاه المسلم بشيء هذا شيء آخر ، وهذا يعني ينبغي ملاحظته . وأقول هنا بهذه المناسبة الإيثار (( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )) هذه بلا شك يعني شريعة معروفة ، ولكن ليست على إطلاقها ، هذه جملة معترضة ، فأنتَ لاحظتَ تمامًا أننا نقول بهذا الإيثار الذي أنت دندنت حوله ، لكن خشيت أن تفهم من الإيثار نقض قاعدة : ( الأيمن فالأيمن ) ، وإن الأمر ليس كذلك فإذًا " وافَقَ شنٌّ طبقَه ، وافَقَه فعانَقَه " .

لكن اسمح لي ، أريد أن أُلفِتَ النظر إلى أن الإيثار ليس على إطلاقه ، الإيثار يكون في الأمور المادية وليس في الأمور التعبُّدية . نحن نلاحظ في كثير من المساجد - مثلًا - أنا أحضر أقف في الصف الثاني ، يكون بين يدي شاب يتأخَّر عن الصف الأول ويقدِّمني إليه ؛ هذا ليس من الإيثار المشروع ، إلا لو كان وراء الإمام ، إلا لو كان وراء الإمام حينئذٍ بتأخُّره وتقديمه لغيره ممَّن يظَنُّ فيه العلم والفقه والقراءة ونحو ذلك يكون قد طبَّق قوله - عليه السلام - : ( لِيلينِّي منكم أولوا الأحلام والنهى ) ، أما أنا - مثلًا - في آخر الصف وهو في آخر الصف الأول فيقدِّمني إلى الصف الأول ؛ هذا ليس من الإيثار المشروع .

هذا الذي أردت التنبيه ، إذًا - فالحمد لله - لا منافاةَ بين عرض الرسول على ابن عباس أن يُؤثر أبا بكر وبين القاعدة التي لَفَتْنا النظر إلى أنها على عمومها وشمولها .

لكن لا بد - أيضًا - من استدراك شيء آخر ، هذا آثَرَ هذا ، فيبدأ الساقي بهذا أم بهذا ؟ لا بد ما يمشي الدور ؛ ( الأيمن فالأيمن ) ؛ ماشي ؟ جزاك الله خير .

سائل آخر : الإيثار ما رح ... الدور .

السائل : لو هو استأذَنَنا وبدأ بك لَكان - أيضًا - طبَّق السنة ؛ يعني هذه - أيضًا - ملاحظة ... .

الشيخ : هذه بقى اسمها بلغة البلد : دوبلة " .

الحاضرون : [ الجميع يضحك ! ] .

الشيخ : هذه ح تعطِّل السنة ، هذا أوَّلًا ، نحن نريد أن نُحيي السنة ؛ فهل أنت تظن - بارك الله فيك - أننا نحيي السنة بهذا الاقتراح أم نُمِيتُها كما هي ميتة ؟ لا بد من إحياء السنة وجعل الناس يتجاوبون معها ويتسامحون بهذه العادات والتقاليد التي غلبَتْ عليهم ، هذا من جهة . من جهة ثانية قد تؤثر أنت الشَّيخ الذي ابتُليتم بتصدُّره للمجلس هذا وزيد وبكر وعمر ، لكن أنت ما تشقُّ قلوب الناس ، قد يكون هناك كما يقال : " في الزوايا خبايا " ، يقول : إيش هذه الأثرة مثلًا ؟ لماذا ؟ فلا يرضى أن يؤثر الشَّيخ ؛ إذًا أنت تفعل ما في نفسك ، ولا تجعلها قاعدة عامة تفرضها على جميع الحاضرين .

طيب .

تفضل .

مواضيع متعلقة