هل يمكن قياس بدأ نفخ الروح طبيا؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يمكن قياس بدأ نفخ الروح طبيا؟
A-
A=
A+
الشيخ : أما هل يمكن إدخال علم الطب في مثل هذه المسألة الغيبية التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلم الطب أقل ما يقال فيه وما يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء فعلم الطب صحيح أنه ارتقى عما كان عليه سابقا ولكنه ما اغرتف إلا قطرة من بحر من العلم الذي قال الله عز وجل (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) ولذلك فيعتمد على علم الطب وعلى سائر العلوم الأخرى ما لم تخالف نصا شرعيا لأن هذا النص الشرعي إنما جاء من العليم الخبير أما ما يأتي ببحث العلماء سواء كان في الطب أو في الفلك أو غير ذلك من العلوم فإنما هي أطوار يمرون بها قد يثبتون على ما وصلوا إليه من علم وقد يتراجعون عنه أو يعدلون فيه فالطب الآن لم يصل إلى هذه الحقيقة التي يعرفها أو أخبرنا بها الشرع ذلك لأن الأمر يختلط عليهم بين نفخ الروح وبين الحياة التي يعرفونها حتى في الحونات التي لا تزال في صلب الرجل قبل أن تنزل هذه الحونات وتلتقي مع بويضات المرأة فهي حونات صغيرة جدا ولها حياة فهذه الحياة كلما كبر هذا الحوين كلما تجلى لكن هذه الحياة غير الروح التي تنفخ في هذا الجنين ليخرج بعد ذلك من بطن أمه بشرا سويا فما يتحدث العلم عنه غير ما يتحدث به الشرع.
وهذا له أمثلة كثيرة ولعله من المفيد أن نذكركم بشيء من ذلك العلم الآن لا يعرف الحقيقة الشرعية التي يتحدث بها ربنا عز وجل في مثل قوله (( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) (( أم لم قلوب لا يعقلون بها )) وفي الحديث الصحيح ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) الطب لا يعرف من حقيقة هذا القلب سوى أنه سبب الحياة بنضح الدم نضحه وتغييره وتصفيته إلى آخره أما أنه مركز هذه الجوهرة التي أنعم الله بها على الناس ليعقلوا أحكام الله عز وجل فهذه ما يعرفونها بل ما يعرفون هذه الجوهرة إلا أنها في الدماغ فقط فالعقل عندهم هو في الدماغ لكن الشرع بقول (( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) فهم يجهلون هذه الحقيقة لذلك نحن معهم في أن الدماغ مركز للفهم وكلنه ليس هو المركز الأساسي المركز الأساسي هو القلب ومنه إلى الدماغ ومنه يصدر الأمر إلى بقية الجوارح فإذا الطب يعلم شيئا لا يكاد يذكر بالنسبة للمقدار الذي يجهلونه فإذا هذا الحديث نبقى في فهمه على رواية ابن مسعود أما الرواية الأخرى فلا نقيم لها وزنا لاضطراب الراوي فيها أما الطب فندعه وشأنه ولا نعتمد عليه في ما يخالف شرعنا والحمد لله رب العالمين.
غيره في شيء،

مواضيع متعلقة