ما هي أفضل الأماكن في التَّعليم هل هي المساجد أم المدارس ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هي أفضل الأماكن في التَّعليم هل هي المساجد أم المدارس ؟
A-
A=
A+
الشيخ : أما أنا رأيي أن السؤال خطأ ؛ لأنه نابع من عُرفٍ طارئ ؛ وهو مسجد ومدرسة ، تُرى كيف كان الأمر في العهد الأول السلفي الأطهر ؟ المساجد هي المدارس ؛ ولذلك لو كان يصحُّ توجيه مثل هذا السؤال فلا أقلَّ من أن نقول : لا ، شتَّان بين المسجد وبين المدرسة !! المسجد أبدى من المدرسة ، لكنَّنا أقول : السؤال خطأ في أصله ؛ لأننا يجب أن نحقِّق المثل السائر : " التاريخ يعيد نفسه " ، يجب أن نرجع نحن في آخر الزمان إلى ما كان عليه أول الزمان ، الأمور التعبُّديُّة هكذا ينبغي ، فالمساجد الآن عبارة عن مثل كنائس - ولا تشبيه !! - ، المساجد مثل الكنائس من حيث الواقع ، من حيث كونها تحت إشراف وزارات لا تقوم بشريعة الله - عز وجل - حقًّا ، فالمساجد فقط إيش ؟ صلِّ هالصلاة وسكِّر الباب ، بينما هذه المساجد يجب أن تكون فيها مدارس مختلفة كما كان الأمر في الزمن الأول ، أنا على أني من جيل العصر الحاضر أدركت في " المسجد الأموي " عندنا في دمشق هنا حلقة تُعلِّم الحديث ، هنا حلقة النحو ، هنا حلقة الفقه الحنفي والشافعي وإلى آخره ، فالمسجد عامر بالتدريس والتعليم ، والتاريخ يذكر حتى علم الفلك كان يُدرَس في بعض العصور التي مضت في المساجد .

فإذًا فلا ينبغي أن نقرِّر مثل هذا السؤال توجيهًا ، بل علينا أن ننسفَه نسفًا ، وأن نقول :

" أَلَم تَرَ أن السيفَ ينقصُ قدرُهُ *** إذا قيلَ : إنَّ السيفَ أمضى من العصا "

شو جاب المدرسة للمسجد ؟!! المدارس هذه تليق ممن لا مساجد عندهم ، أما من كان عندهم مساجد فهي مساجد للصلوات والعبادات ، وهي مساجد لتعليم العلم ، وهنا حكمة ؛ فهذه المدارس التي تكون في المساجد تكون متقيِّدة بتعليم ما ينفع وليس بتعليم ما يضرُّ ؛ أي : حينئذٍ لا يُدرَّس علم الاقتصاد في المسجد وفيه تعامل بالربا والحسابات الدقيقة وما يتعلق بذلك وإلى آخره ، فيكون جعل المدرسة في المسجد سببًا مادِّيًّا لا شعوريًّا إلى إبعاد المسلمين عن دراسة ما لا يجوز ؛ لأنُّو هذا مسجد ، ففي المدارس اليوم تُدرَس فيها كما يقولون الفنون إيش ؟ الجميلة ، يُدرس فيها الغناء والموسيقى وآلات الطرب ونحو ذلك والتمثيل والغناء و و إلى آخره ؛ لذلك أقول : لا سواء ، المسجد هو الذي يُقدَّم على المدرسة ، ثم المسجد حينما يسلك المسلمون طريقَ سلفهم الصالح ينقلب المسجد إلى خير من مدرسة ، لا أقول إلى مدرسة ، إنما إلى خير من مدرسة ؛ ولذلك فعليكم بعمارة المساجد تُغنيكم عن المدارس .

السائل : طيب شيخ ، لو أنَّا دمجنا فصول دراسية بالمسجد ، وأصبحت الفصول يعني محيطة بالمسجد كما فعل الأتراك ... تركيا ؛ فإيش رأيك شيخ في هذا الأمر ؟

الشيخ : والله هذا يختلف طبعًا عندي عن مدارس ، لكن - أيضًا - أرى الأفضل أن تكون في نفس المسجد ؛ حتى يتمكَّن من الاستفادة من هذه الدروس غير النظاميين في الدروس ؛ يعني حينما تصبح المدارس لها أبواب خاصة ولو في المسجد = -- جزاك الله خير -- = عامة المصلين ما يشهدون درسًا لا في الحديث ولا في الفقه ولا في أيِّ علم من العلوم النافعة إلا إذا انتظموا رسميِّين أنُّو هدول طلاب في المدرسة الفلانية ، ففي جعل المدارس عبارة عن غرف حول المسجد وهذا موجود عندنا في دمشق بكثرة ، أذكر على سبيل المثال مدرسة تُسمَّى باسم غريب عندنا في دمشق ، في محلَّة اسمها " القيمرية " " مدرسة القطاط " ؛ يعني مدرسة القطط ، يقولون أنُّو كان هناك وقف خاص لإطعام القطط ، وهذا طبعًا مما يفخر به الكُتَّاب المعاصرون اليوم ، وهذا الفخر وإن كان يحقُّ لنا به لكن هم يتظاهرون بهذا أمام الكفار يعني هدول أنُّو المدنية من عندنا مش من عندكم ، الرفق بالحيوان وصل عندنا يعني إلى مرتبة فوق الخيال ، لكن مع المنطق المعقول والشرع المنقول .

كان عندنا في دمشق مروج موقوفة لرعاية الخيل ، وقف .

السائل : مروج .

الشيخ : إي نعم ، مين عنده خيل يجي يرعى بلاش ، ومن ذلك هالمدرسة هذه اسمها " مدرسة القطاط " ؛ يعني القطط .

الشاهد : عبارة عن مسجد طبعًا إلى القبلة ، وهذا الجانب الغربي والشرقي غرف ، هذه الغرف عبارة عن مدارس يعني غرف مدارس ، كذلك عندنا مسجد " السلطان سليم " ، هذا في دمشق إذا رحتوا لدمشق عند المستشفى اللي بيسموه " الوطني " ، وكان يسمُّونه قديمًا بـ " مستشفى الغرباء " ، أيضًا يوجد هناك على الطرفين غرف كثيرة جدًّا وعلى الطريقة التركية ؛ كل غرفة عليها قبة صغيرة من فوق ، إي نعم ، أنا لا أرى هذا الفصل أبدًا بين المسجد والمدرسة ؛ لأن أوَّلًا على طريقتنا التي تقول :

" وكلُّ خيرٍ في اتِّباع مَن سَلَفْ *** وكلُّ شرٍّ في ابتداعِ مَن خَلَفْ "

وثانيًا : فيه تقليل للخير لما تكون الحلقات المنظَّمة الدروس المنظَّمة التي نريد أن نجعلها في غرف يُغلق أبوابها على الطلبة محصورين معدودين ؛ هذه الدروس حينما تُجعل في المسجد طريقة تصير إيش ؟ الفائدة تتعدَّى هؤلاء الطلاب ، وهذا في الواقع كما بدأت الإشارة إليه أنُّو أنا أدركت في المسجد الأموي عديدًا من الحلقات التي كان طلاب العلم يقصدونها ، وإن كان في بعض هذه الحلقات - مثلًا - أشياء نحن ننكرها ، من مثل - مثلًا - اجتماعهم على ذكر غير مشروع ، وعلى إنشاد الأناشيد التي يسمُّونها بالأناشيد الدينية ، والتطريب بها والتمايل هكذا يمينًا ويسارًا .

لكن الفائدة بلا شك إذا كانت الدروس طليقة غير مقيَّدة بالمدارس الفائدة أعم وأشمل ، لكن - مع الأسف الشديد - يغلب على المسلمين التقليد ، وليس فقط للآباء والأجداد من المسلمين ، التقليد حتى للغربيين ؛ فهو مصداق قوله - عليه السلام - : ( لَتتبعنَّ سننَ مَن قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع ؛ حتى لو سلكوا جحر ضب - أو دخلوا جحر ضبٍّ - لَدخلتموه ) . فى رواية في " سنن الترمذي " : ( حتى لو كان فيهم مَن يأتي أمَّه على قارعة الطريق لَكان فيكم مَن يفعل ذلك ) . سبحان الله ! يعني هذا التقليد الأعمى واضح تمامًا .

بالأمس القريب كنت أتحدَّث مع أبو عبد الله حول الفَجَرَة القتلة هدول اللي كتبت عنهم الجرائد ؛ أنُّو حكموا عليهم بالإعدام ، كاتبين يعني عرض هاللي وضع هؤلاء وما فعلوا ، وأنُّو المحكمة قرَّرت شنقهم أربعة منهم ، ما بيذكروا الشرع إطلاقًا ، ما بيذكروا غير أنُّو هدول أخلُّوا بشرف الإنسانية ، ما يعرفوا قيمة الإنسانية ، ما كذا ، كلام لو قاله كافر أو قاله مؤمن سواء ، ما بيدل أنُّو هادا لما يكتب هذا يا ترى شو هويته مسلم ولَّا كافر ؟ آية : (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )) ما يتعرَّضون لذكرها .

نعم ؟

السائل : كاتبين في الأخير : وعين الله ترعى هذه البلدة .

الشيخ : كيف ؟

السائل : كاتبين في الأخير : وعين الله ترعى هذه البلدة .

الشيخ : هذه مين كاتبها هَيْ ؟ نحن عم نحكي عن الحكام اللي بيصدروا هذه الأحكام أنُّو ما يستندوا لشريعة الله - عز وجل - ، وبعدين القتل بطريقة الشنق هذه وسيلة غير مشروعة أبدًا في الإسلام ، وخلاف قوله - عليه السلام - : ( لا قَوَدَ إلا بالسيف ) . ( لا قَوَد إلا بالسيف ) يعني لا قصاص إلا بالسيف ، هذه هي القاعدة ، لكن إذا كان أحد القتلة الفَجَرَة قتل بريئًا بطريقة خاصة مثلًا فهو يُقتل بمثلها ، قلت في الأمس القريب رجل يقتل آخر خنقًا فيخنق ، آخر يقتل شخصًا بطريق الإيش ؟ الرَّضخ الرأس بالحجارة كما فعل اليهودي في زمن رسول - عليه السلام - مع تلك الجارية حيث قَتَلَها رضخًا بالحجارة ثم ولَّى ، فأدركها بعض الناس وفيها رَمَق من الحياة ، فسألوها قالت : فلان اليهودي .

لا ، بدك تشتغل بالميزان بالمعلقة ، مو تكتّ هيك كتّ الكلاب بدون حساب !!

سائل آخر : أنا شربت ... .

الشيخ : عندك وجع رأس ؟

سائل آخر : صداع ، نعم .

الشيخ : هو قال لك : ما يجوز !

السائل : إذا كان عنده ضغط عالي ... .

الشيخ : لا ، معه صداع ؛ فإذًا ... .

مواضيع متعلقة