الكلام في عدم استعجال الأمر والعمل بالسياسة ، وأهمية الدعوة إلى الكتاب والسنة على فهم السلف . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام في عدم استعجال الأمر والعمل بالسياسة ، وأهمية الدعوة إلى الكتاب والسنة على فهم السلف .
A-
A=
A+
الشيخ : أن نستبق الأمور للحكمة القديمة التي تقول " من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " والتاريخ المعاصر اليوم يؤكد هذه الحكمة فإن بعض الجماعات الإسلامية استعجلوا الأمر هنا وهناك فكانت عاقبة أمرهم بورا ولم يستفيدوا من ثورتهم شيئا مذكورا ذلك لأن الجماعة التي تتحد حتى تصير على قلب رجل واحد كما كان الأمر في عهد الرسول - عليه السلام - حيث كان أولا يربيهم على الإسلام الذي لا يحتاج إلى تصفية كنحن لأنه غض طري نازل من السماء فربى أصحابه على هذا الإسلام حتى صارت كتلة لها وزنها وكان لها أثرها في أعداء الله حتى أعز الله جنده لذلك فنحن لا يجوز لنا أن ننسى دعوتنا وأن ننشغل بشيء يعرف اليوم بالسياسة أو بالتكتل الحزبي أو بنحو ذلك أنا لا أنكر السياسة ولكن ليس هذا أوانها لأننا لم نر بعد كتلة اجتمعوا على فهم الإسلام فهما صحيحا وربوا عليه تربية صحيحة ثم لم يبق لهم إلا أحد شيئين إما كما يقولون عندنا في سوريا يسند الحيطان يعني لا يعملون شيئا وإما أن يعملوا شيء وهو العمل السياسي التنظيم السياسي فأين هذا التنظيم وكيف يمكن تحقيقه قبل أن نضع الأسس الأساسية لتحقيق الدعوة الإسلامية فهما وعملا أنا أذكر من تاريخ حياتي هناك في سوريا أنني دعيت مرارا وتكرارا إلى المخابرات وأنتم تعلمون المخابرات هناك يعني أقل ما يقال فيهم إنهم ليسوا من الإسلام بسبيل وفيهم الملاحدة الكفار العلويين الإسماعيليين وفيهم بعض المنافقين ممن يقال لهم إنهم أهل السنة والجماعة المهم استنطقت واستجوبت مرارا وتكرارا منذ بضع سنين كان بعض هذه الاستجوابات فالمعتاد هناك أن يقال عنا ويشار إنه هذا رجل وهابي ويدعو للدعوة الوهابية والسياسة السعودية ونحو ذلك فجرى استنطاق حول هذه النقطة فبينت له نحن لسنا حزبا ولا ننتمي إلى دولة على وجه الأرض وإنما ننتمي إلى العمل بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح وشرحت له هذه الدعوة وذكرت إنه ليس هناك دعوة على وجه الأرض اسمها وهابية وإنما بعض الأعداء بسبب سياسة تركية كانت قديما أشاع إخوان التوحيد الذين يعني بعثهم الله عز وجل في نجد لإحياء دعوة التوحيد أشاعوا عنهم لأجل إثارة الأمة الإسلامية ضدهم بأنهم وهابيون ومذهب خامس ونحو ذلك من الكلمات المنفرة هؤلاء جماعة التوحيد ومذهبهم مذهب حنبلي معروف لدى من يعرف التواريخ العصرية القائمة نحن لا ننتمي لا لهؤلاء ولا لهؤلاء إنما إلى الكتاب وإلى السنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح وشرحت له ما وسعني الشرح أمام مثل هذا المستنطق أخيرا لما لم يجد مغمزا ومأخذا في كلامي قال انصرف وأنا كان لي حلقات في مكان معد للدروس ما كنا نخرج بدعوتنا للمساجد لأن المشايخ مع الأسف هم مع هؤلاء الحكام علينا, الحكام علينا بسبب سياستهم اللاإسلامية والشيوخ علينا بسبب عصبيتهم المذهبية فكنا ندعو في البيوت وندعو في المجالس وفي المساجد بما نستطيع قال إذن أنت اذهب وتابع دروسك لأنه كان ممنوع هناك التكتل بزعم ما يسمونه بإيش بالأحكام العرفية ألق دروسك بس لا تقترب من الناحية السياسية وهنا الشاهد من كلامي قلت له أنا كنت ذكرت لك آنفا أن نحن دعوتنا إصلاحية وليست دعوتنا سياسية أما وأنت تلح علي الآن وبتقولي إنه لا تتكلم في السياسة فأريد أن أوضح لك شيئا حتى لا تظن أننا نحن ننافق لكم أو نداهنكم أنا حينما قلت لك أنه لا نعمل الآن بالسياسة وإنما لإصلاح العقائد وإصلاح الفقه وإصلاح السلوك والأخلاق إلى آخره كما هو الإسلام كلا لا يتجزأ أرجو أن لا تفهم أن العمل بالسياسة ليس من الإسلام لأن الإسلام لا تقوم دولته إلا بالعمل بهذا الإسلام وهو الذي يعرف بالعمل السياسي لكنني أنا شخصيا لعظمة المسؤولية القائمة على بعض الدعاة على الأقل الإسلاميين وبسبب ابتعاد المسلمين عن أصول دينهم نرى أن الأمر الواجب علينا الاشتغال به الآن هو إصلاح العقائد والتوحيد ونحو ذلك وضربت له بعض الأمثلة وإن كان هو يعني لا يهمه ذلك فلا تتوهمن أن العمل السياسي ليس من الإسلام بل هو من الإسلام لكني أعتقد أنه من السياسة الآن ترك السياسة هذا الذي قلته لهذا الإنسان فأنا رميت بذلك عصفورين كما يقولون بحجر واحد أفهمته أولا إنه العمل للإسلام الذي يسمونه بالعمل السياسي هذا أمر واجب لكن متى حينما نتمكن من إيجاد جماعة تستطيع أن تكون قبل كل شيء على قلب رجل واحد متحابين متوادين غير متدابرين غير مختلفين وأنتم ترون الآن المثل المؤسف جدا في أفغانستان وما وقع فيهم بعد عشر سنوات من الصبر والجلد و و إلى آخر ما هنالك من مصائب لحقت بهم وإذا بنهاية المطاف تتدخل الحزبية والأحزاب السياسية التي فرقت عليهم سبعة أحزاب قامت الحرب الأفغانية لإقامة دولة الإسلام بسبعة أحزاب وكل حزب بما لديهم فرحون فأنا قلت لهذا الرجل المستنطق نحن لا نرى العمل السياسي اليوم ليس لأنه لا يجب بل هو يجب ولكن قبل ذلك نرى أن ننشغل بإصلاح ما فسد من العقائد والأفكار والأخلاق ونحو ذلك وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. فإذا تحقق أنه فرج السجون من كابل وحل فيها المسلمون فذلك هو النصر المبين .

مواضيع متعلقة