كلمة علي حسن عن الإنتماء إلى الإسلام و ضرورة الرجوع إليه . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة علي حسن عن الإنتماء إلى الإسلام و ضرورة الرجوع إليه .
A-
A=
A+
علي حسن : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله أما بعد فلو لا الإشارة التي إشار إليّ بها شيخنا حفظ الله لما تكلمت بين يده أولا و بين يدي إخواني الذين هم أكبر مني علما و أوسع مني قدرا وأقدم مني سلما و لكن هذا من تمام البر بشيخي حفظه الله تعالى فأقول: لقد جالت في ذهني عدة كلمات أقولها منذ أشار شيخنا إليّ بهذه الكلمة و كان أبلغها ما وفقني الله إليه عند سماعي كلمة يسيرة من كلام شيخنا أبي مالك حيث وصف المسلمين بأنهم ينتمون إلى الإسلام فالانتماء إلى الإسلام هل هذا أمر يسير أن نكون مسلمين منتمين إلى إسلامنا لسنا منسلخين عنه و لسنا متبركين به فقط هل هذا أمر يسير و الله إنه ليسير على من يسره الله عليه و عليه و هذا الانتماء إلى الإسلام أتكلم عليه بنقتطين اثنتين فأما الأولى تلك الهوة الحادثة بيننا بصفتنا مسلمين وبين العلم الذي يلقى إلينا و نسمعه و نقرأه بل يتكرر على أسماعنا إلى متى ستبقى هذه الهوة و هذا البرزخ و هذا الفيصل و نحن نقول نحن مسلمون الإسلام يعني الاستسلام لأمر الله جلّ و على و الله تبارك و تعالى يريد منا أن نكون مسلمين حقا بانتمائنا إلى الإسلام صدقا و عملا و فعلا فكم منا يسمع النهي عن الله ثم يجريه و يطبقه و كم من يسمع الأمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم يخالف عنه و يبتعد منه إن الانتماء للإسلام يوجب علينا أن نكون أصحاب شخصية إسلامية حقا منوطة بكتاب ربها و مرتبطة بسنة نبيها صلى الله تعالى عليه وسلم ليس بأفهام العقلانيين من المعاصريين و ليس بأفهام أولئك المجددين بل المبددين لهذا الدين و لكن بفهم سلف الأمة الصالحين رجعة إلى ذلك الفهم المزكى على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم و الذي لا فوز و لا صلاح و لا نجاة للأمة إلا به و عليه و أما النقطة الثانية أيها الإخوة في الله فهي أمر قد يراود بعض النفوس و قد يداعب بعض الأفكار و العقول و هي أن يقول: قائل انظر إلى هذا المجلس الذي جمع مئتين إن لم يكن أكثر من الرجال و الشباب ضاع الكلام فيه عن التمسك بالإسلام أو عن التعدد أو عن الزواج بينما أهل الكفر يُعدّون لضرب المسلمين و يديكون لأولياء الله المتقين و يمكرون بعباد الله الصالحين فأقول هذه وسوسة يجب أن يدفع في نحرها كل مسلم موحد لله تبارك و تعالى لأن مثل هذا الكلام هو اللبنات التي تبنى عليها تلك الشخصية المنتمية حقا للإسلام حتى تكون من تلك الأمة التي قال تبارك و تعالى فيها: (( و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا )) فلا يمكن لهذه الأمة أفرادا وجماعات أن تكون شاهدة على الأمم كلها في الدنيا فضلا عن يوم القيامة إلا بأن تلتزم بأوامر الله جلّ و علا بأحكام دينها بسنة نبيها صلى الله عليه و سلم غير مفرقة بين كبير و صغير بين جليل و حقير بين يسير و عظيم فإن العظمة و اليسر أن يكون هذا الأمر موصولا بدين الله و نابعا من دين الله عزّ وجل أما عقلي و عقلك يا عبد الله فهو أن يحدد هذا يسير و هذا كبير فهذا ليس له مجال في دنيا الناس اليوم بل في دين الله تبارك وتعالى ثم تتميما لهذه النقطة أقول إن الالتزام بالدين هو السلاح الوحيد الباقي لنا نحن المسلمين يقول النبي صلى الله عليه و سلم: ( إنما تنصرون و ترزقون بضعفائكم بدعائهم و صلاتهم ) هذا أمر نغفله لأننا ارتكسنا في المادة لأننا غرقنا في الدنيا لأن عقولنا و قلوبنا برمجت في أحوال العصر و محدثاته فصرنا نقيس تقدم أمة الإسلام بتقدم أمم الكفر سرنا نقيس مدى تخلف أمتنا بتقدم تلك الأمم فنقول انظروا إلى أمريكا و ما عندها من صواريخ و معدات و أقمار صناعية و ما شابه ذلك نقول انظروا إلى تشتت الأمة و بعدها عن المادة ثم بالمقابل ذلك النظام العالم الجديد الذي يهيمن على الدنيا يجب علينا أن نعلم أن التزامنا بأمر الله هو وحده الكفيل بأن يقضي على كل ما هو مقدم من بلاد الكفر و من أهل الكفر و الله تبارك و تعالى يقول: (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) و لا يكون ذلك كذلك إلا إذا كنا منتمين حقا لإسلامنا آخذين ديننا منهجا قائما على التلقي للتنفيذ لا على التلقي للثقافة لا على التلقي لمجرد البركة لا على التلقي لإضاعة الوقت و الله تبارك و تعالى يريد هذا منا حتى نكون عبادا لله ربانيين أسأل الله لي و لكم التوفيق و السداد و الهدى و الرشاد و أسأل الله أن يبارك لأخينا عاصم زواجه و أن يجعله نواة عائلة مطبقة لأمر الله ملتزمة بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و أهنئه بتهنئة النبي صلى الله تعالى عليه و سلم لا بتهنئة الجاهلية فأقول بارك الله لكما و عليكما و جمع بينكما في خير و صلى الله و سلم وبارك على نبينا و على آله و صحبه آجمعين .

الطلاب : أحسن الله إليك .

مواضيع متعلقة