أحاديث من " رياض الصالحين " للنووي ، باب الإِخلاصِ وإحضار النيَّة في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفيَّة ، حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعًا وعشرين درجة ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أحاديث من " رياض الصالحين " للنووي ، باب الإِخلاصِ وإحضار النيَّة في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفيَّة ، حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعًا وعشرين درجة ) .
A-
A=
A+
الشيخ : الحديث الحادي عشر ، قال : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعًا وعشرين درجة ؛ وذلك أن أحدهم إذا توضَّأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة ، لا ينهزه إلا الصلاة ، لا يدفعه إلا الصلاة ؛ لم يخطُ خطوةً إلا رُفِعَ له بها درجة ، وحُطَّ عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد ، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبِسُه ، والملائكة يصلُّون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلَّى فيه يقولون : اللهم ارحمه ، اللهم اغفر له ، اللهم تُبْ عليه ؛ ما لم يؤذِ فيه - في المسجد - ما لم يُحدِثْ فيه ) . متفق عليه ، وهذا لفظ مسلم .

وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( ينهزه ) هو بفتح الياء والهاء وبالزاي ؛ أي : يُخرِجُه ويُنهِضُه .

في هذا الحديث بيان فضيلة صلاة الجماعة ، وليس هذا فقط ؛ وفضيلة الخطوات التي يخطوها لصلاة الجماعة ، وليس هذا فقط ؛ بل والجلوس في المسجد ينتظر صلاة الجماعة ، في كلِّ هذه المقدِّمات بين يدي صلاة الجماعة هذه الفضائل وهذه الحسنات التي ذَكَرَها - عليه الصلاة والسلام - ، أما صلاة الجماعة نفسها ففضلُها سبع وعشرون درجة كما في بعض الأحاديث الصريحة ، وهذه تفسير للبِضْع المذكور في هذا الحديث ؛ حيث قال - عليه السلام - : ( صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في سوقه ، في محلِّه ، في دكَّانه ، في متجره ، وفي بيته إذا صلى وحده بضعًا وعشرين درجة ) ، فالبضع هنا من حيث اللغة معلوم أنه ما دون العشرة ، فجاء تفسيره في حديث - أيضًا - البخاري ومسلم سبع وعشرين درجة ، وهذا العدد لا ينافي الرواية الأخرى خمس وعشرين درجة ؛ لأنه من القواعد المعروفة عند علماء الأصول وعلماء الحديث أنه دائمًا يُؤخذ بالزائد فالزائد من الأحكام ومن الأخبار ، فالخمس والعشرون داخلة في السبع والعشرين ، وكلٌّ من العددين الخمس والعشرون والسبع والعشرون مفسِّر للبضع من الناحية العربية ؛ ولذلك فالذي ينبغي اعتقاده أن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد سواء صلَّاها في البيت أو صلَّاها في السوق بسبع وعشرين درجة .

مواضيع متعلقة