ذكر أسلوب من أساليب اللغة العربية وهو : " إطلاق الجزء وإرادة الكلِّ " . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر أسلوب من أساليب اللغة العربية وهو : " إطلاق الجزء وإرادة الكلِّ " .
A-
A=
A+
الشيخ : ويقول أهل العلم باللغة العربية : إن هذا الأسلوب العربي إذا أطلق الجزء وأراد الكلَّ فهذا من باب بيان أهمية هذا الجزء في ذلك الكل ، وذلك كقوله - تبارك وتعالى - في الآية الأخرى : (( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ )) ، (( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ )) أقم - أيضًا - قرآن الفجر ؛ أي : صلاة الفجر ، فأطلق - أيضًا - هنا الجزءَ وأراد الكل ، هذا أسلوب في اللغة العربية معروف ؛ ولذلك فهذه الآية بعد أن ظَهَرَ تفسيرها من علماء التفسير دونَ خلاف بين سلفِهم وخلفهم لم يَجُزْ ردُّ الحديث الأول والثاني بدعوى أنه حديث آحاد لا يجوز تفسير القرآن بحديث الآحاد ؛ لأن الآية المذكورة فُسِّرت في أقوال العلماء العارفين بلغة القرآن أوَّلًا ، ولأنَّ حديث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يخالف القرآن بل يفسِّره ويوضِّحه كما ذكرنا في مطلع هذه الكلمة ، فكيف والآية ليس لها علاقة بموضوع ما يجب أن يقرَأَه المسلم في الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة ؟

أما الحديثان المذكوران آنفًا فموضوعهما صريح بأن صلاة المصلى لا تصح إلا بقراءة الفاتحة : ( لا صلاة لِمَن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ، ( من لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته خداج ، فصلاته خداج ، فصلاته خداج غير تمام ) أي : هي ناقصة . ومن انصرف من صلاته وهي ناقصة فما صلى ، وتكون صلاته حينئذٍ باطلة كما هو ظاهر الحديث الأول : ( لا صلاة لِمَن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) .

إذا تبيَّنت لنا هذه الحقيقة حينئذٍ نطمئنُّ إلى الأحاديث التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مروية في كتب السنة أوَّلًا ، ثم بالأسانيد الصحيحة ثانيًا ، ولا نشكُّ ولا نرتاب فيها بفلسفة الأحاديث التي نسمَعُها في هذا العصر الحاضر وهي التي تقول : لا نعبأ بأحاديث الآحاد ما دامت لم تَرِدْ في الأحكام ، وإنما هي في العقائد ، والعقائد لا تقوم على أحاديث الآحاد ، هكذا زعموا ، فقد عَرَفْتُم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أرسَلَ معاذًا يدعوهم إلى العقيدة الأولى ؛ ألا وهي التوحيد ، وهو شخص واحد .

وبهذا القدر كفاية في هذه الكلمة التي أردْتُ بيانها ، وهي تتعلَّق بـ " كيف يجب علينا أن نفسِّر القرآن الكريم ؟ " .

وقبل أن نتكلم عن الأسئلة التي قد تجمَّعت مع بعض إخواننا وأراها كثيرة وكثيرة جدًّا ... واحد منهم صفحة مليئة بالأسئلة ، واحد منهم صفحة مليئة بالأسئلة ، لو أننا جلسنا للإجابة عليها لَرُبَّما طلع علينا الصباح ؛ ولذلك فيجب أن نفسِحَ المجال لكلِّ إخواننا الحاضرين ليسأل كلُّ فرد سؤالًا حتى تكون الأسئلة مشاعة بين الأفراد الحاضرين ولا يحظى بالجواب عن كلِّ الأسئلة فردٌ واحد ؛ لأن ذلك يتعلق بحبِّ الذات أو ما يُقال بالأنانية ، وهذا ليس من الإسلام في شيء ، فينبغي أن نكون منظَّمين في الأسئلة ولا نعتدي أو يعتدي بعضنا على بعض فيها .

مواضيع متعلقة