عندنا في المادة رقم : ( 206 ) من الجزاء الكويتي منع الخمر بيعها واستيرادها ، واستثنت من ذلك السفارات .... . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
عندنا في المادة رقم : ( 206 ) من الجزاء الكويتي منع الخمر بيعها واستيرادها ، واستثنت من ذلك السفارات .... .
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، في المادة : ( 206 ) من قانون الجزاء الكويتي منع تداول الخمر بيعها شربها ، واستثنت من ذلك السفارات ... الدبلوماسية الموجودة في ... .

الشيخ : أظن التعليل يحتاج إلى توضيح ؛ يعني أنت تريد أن تقول : السفارات الكافرة ؟

السائل : ما فيه كافرة ولا مسلمة ... .

الشيخ : هذا خلاف ما سمعنا !

السائل : أنا قاعد أقول لك الآن الواقع اللي صار .

الشيخ : طيب .

السائل : فاستثنت السفارات دون أن يكون هناك مسلم أو كافر أو مشرك أو غيره .

الشيخ : لا ، أنا ما قصدت أن يكون فيها ، قد تكون سفارتها سفارة إسلامية .

السائل : سفارة سعودية .

الشيخ : سعودية - مثلًا - تونسية إلى آخره .

السائل : لا ، ما فيه .

الشيخ : داخلين في النَّصِّ ؟

السائل : داخلين في النَّصِّ .

الشيخ : طيب .

السائل : فالسفارات هذه استغلَّت طبعًا الموضوع استغلال سيِّئ ، أولًا ... تستورد عن طريق بعض الشركات الكويتية للأشخاص الكويتيين ... وبعدين تعطي نوع من الهدايا للمسلمين منهم مواطنين و ... غيرهم ... يكون هناك مجال للبيع والشراء أيضًا ، فنحن تقدَّمنا بمشروع للمجلس ... لتعديل هذه المادة وإلغاء الاستثناء .

الشيخ : لإيش ؟

السائل : لإبقاء النَّصِّ عامًّا وإلغاء الاستثناء هذا ، ما فيه هناك استثناء ، لكن الحقيقة اصطدمنا ببعض الأقوال أن الكفار أو النصارى أو اليهود لهم حق يستعملون الخمر حتى في ديار المسلمين ، وبالتالي يمكن استيرادها ؛ فنبغي الحكم في الموضوع هذا ؟

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

السائل : لأنُّو - إن شاء الله - غدًا ... يروح للمجلس .

الشيخ : مما لا شك فيه أنُّو ... هذا أو القرار ليس إسلاميًّا ، وما دام أنه أطلق السفارت ولم يقيِّدها بالسفارات الكافرات ، ومعنى ذلك صراحةً أن القانون سمح للسفارت المسلمة أن تشرب الخمر وأن تشتريه - أيضًا - وتُدخله إلى الكويت . =

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

= فهذه مخالفة صريحة تنافي القصد مما تتقدَّم به الجماعات المسلمة كيعني اقتراح على الدولة بوجوب تحريم ما حرَّم الله ورسوله من الخمر ، ليس فقط شربًا ، بل وبيعًا وشراءً ونحو ذلك مما يساعدهم على شرب هذا المنكر ، فالقرار إذًا في أصله غير إسلامي ، فإذا كان لا بد من تعديله فيُخصُّ بالسماح السفارات التي تكون لدول كافرة ، ويُشترط عليهم أن لا أوَّلًا يكلِّفوا أحدًا من المسلمين أو شركات المسلمين في الدولة بأن يستوردوا لهم تلك الخمور ، هذا أوَّلًا ، وثانيًا : أن لا يُعلنوا شربهم أمام المسلمين في مجتمعاتهم ، وأن لا يظهروا في الطرقات وهم سكارى أو أشباه سكارى ، وإنما يتعاطون خمرَتَهم في عقر بيوتهم ودورهم ، فإذا هم التزموا هذه الشروط فنفي نحن لهم بعهدهم ونسمح له بأن يُدخلوا مع عفشهم وأمتعتهم وطعامهم وشرابهم ما هم بحاجة إليه من خمرهم ، أما أن يكلِّفوا ولو سرًّا بعض الأشخاص أو الشركات باستيراد الخمر فهذا يكون ممنوعًا أوَّلًا ، ومشروطًا عليهم أنهم إن أخلُّوا بهذا الشرط يُمنعون من استجلاب الخمر ولو كما يقولون بالحقيبة الدبلوماسية ، لا يجوز إطلاقًا ؛ فهذا ما يمكن أن يُقال بالنسبة لهذا السؤال .

السائل : طيب شيخ ، هم ... عندهم الآن في حفلاتهم ومناسباتهم اللي قاعدين يعملونها قد ... الخمر علنًا ؛ بالرغم من أن في المسلمين في غير المسلمين ، أيضًا في الهدايا والبيع حاصل ، الرشوة عن طريق الخمر الممنوعة في ... .

الشيخ : ما هذا كله يكون سبب لسحب الرخصة لهم .

السائل : من باب سدِّ الذرائع إذًا تقدَّمنا بالمشروع هذا .

الشيخ : لا ، بس نحن لا سيما في أول خطوة في سبيل يعني تسليك الحكم الشرعي وتنفيذه ما نشتط فنحرِّم على الأديان الأخرى ما هو مباح لديهم ، وليس من الإسلام في شيء أن يُحرَّم عليه أكل لحم الخنزير ، وهو محرَّم لدينا بصريح القرآن الكريم ، لكن يشترون الخنزير ويذبحونه ويأكلونه بس في دائرتهم في بيوتهم في محلاتهم الخاصة بهم ، فما نريد أن نشتط طفرة وحدة ؛ لأنُّو الحقيقة من الحكمة في الشيء ما أشار إليه الشاعر الحكيم :

" إذا لم تستطِعْ شيئًا فدَعْهُ ***و جاوِزْه إلى ما تستطيعُ "

أنا في ظني أنكم إذا طلبتم من الدولة منع الخمر مطلقًا حتى بالنسبة لهالدبلوماسيين الكفار فسوف لا تُستجابون لطلبكم ؛ ولذلك فنتجاوز هذا لأن ليس هذا التجاوز مخالف للشرع ، بل هو عين الشرع تمامًا ، ونكتفي بأن نقول أنُّو أنتم تشربون الخمر وتستوردون الخمر بالطرق التي تستوردون أيَّ حاجة لكم ، بس ما تتعدُّون ذلك إلى ناس آخرين ولو هدية .

أما الشيء اللي ذكرته أنت بأنهم في حفلاتهم يقدِّمون الخمر وفيها المسلمون ؛ الواقع هذه كمان مخالفة شرعية أخرى ، فالرسول - عليه السلام - يقول : ( مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدَنَّ على مائدة يُدار فيها الخمر ) ؛ يعني نحن سيصبح عندهم عند هؤلاء الكفار محجوجين حينما نقول لهم : أنتم تعرضونها في حفلاتكم وفيها المسلمون ، سيقولون ... الإسلام يقول كذا كذا ، هذا إذا كانوا عارفين طبعًا بما عندنا ، وقد يكون فيه طبعًا بعض المستشرقين اللي يعرفوا دقائق أحكام الشريعة عندنا ؛ ولذلك فما نفتح أمامهم طريقًا للمهاجمة ويكون الحق معهم ، نحن نسد أمامهم الطريق ، ونقول : هذا لكم في دينكم ، أما في ديننا وفي مسلمينا هذا شيء حرام ، فلا يجوز أن تتجاوزوا تلك الحدود ، أنا أرى أن هذا أوَّلًا أشرع ، ثم أقرب إلى تحقيق هذا الاقتراح .

السائل : لا ، هو أقرب لتحقيق ... أما اللي ما تتفضَّل فيه فالحكومة رح تحتج بالأعراف الدبلوماسية وشو اسمه ؟ ومعاهدة جنيف أن ما تفرِّق بين الدبلوماسيين بين المسلم وغير المسلم ، وأن كثير من السفراء المسلمين في دولهم مباح الخمر ، فمستحيل أن الحكومة تجي وتفرِّق بين سفارة وسفارة ؛ سواء كافرة أو مسلمة .

الشيخ : كيف ... ؟

السائل : ما تفرِّق بينهم .

الشيخ : لا ، عفوًا .

السائل : احنا ... .

الشيخ : أنت تقول : لا تفرِّق ؛ يعني لا تريد أن تفرِّق ؟

السائل : إي ، لا تريد أن تفرِّق .

الشيخ : أما مستحيل تفرِّق ؛ كيف مستحيل ؟ إذا كان هذا مستحيلًا فمستحيل أكثر منها أن يطلب منها تحريم إدخال الخمر مطلقًا ؛ ما تحتج كمان بجنيف أو مقرَّرات جنيف ؟!

السائل : هي الآن ، عفوًا شيخ ، هي الآن بعدها تحتج بهذا الشيء ، احنا في فرق عندنا بين الاقتراح اللي نحن نقترحه على الحكومة وقد يُؤخذ فيه وقد لا يُؤخذ .

الشيخ : أيوا .

السائل : وبين مشروع القانون المقدَّم ، احنا مقدمينه مشروع قانون ، وهذا منصوص عليه بمجلس ... ملزم للحكومة ؛ يُنفَّذ .

الشيخ : ليس البحث بارك الله فيك ، هذا مفهوم ، لكن أنت تقول أنُّو فيه هناك مؤتمر جنيف تحتج .

نعم ؟

السائل : معاهدة جنيف .

الشيخ : معاهدة جنيف ، تحتج بالمعاهدة أن الدولة ما عندها استعداد أنُّو تنقض المعاهدة هذه ، في ماذا ما عندها استعداد ؟ في التفريق بين سفير مسلم وسفير كافر ، عندها استعداد أنُّو لا الكافر - أيضًا - يُسمح له بأن يشرب الخمر ؛ أيهما أهون ؟

السائل : لا ... في الدول الإسلامية سفارات الدول الإسلامية ... رح يحتجون على الدولة يحتجون على الكويت أنُّو كيف منعتونا وسمحتم ... من ناحية إسلامية ... فنحن في دولنا مسموح هذا الشيء . هو في طريقين شيخ ، طريق الاستيراد فيما بيَّنَّاه ، وطريق الحقائب الدبلوماسية ، احنا الحقائب الدبلوماسية ما تعرَّضنا لها ؛ لأن السفارات ... ممكن تجلب معها عن طريق حقائبها الدبلوماسية ما تحتاجها من خمور ، احنا تعرضنا إلى مسألة الاستيراد ومسألة السماح العلني لهم .

الشيخ : الاستيراد ممنوع مطلقًا يا أخي ، البحث لم يكن هنا ، الاستيراد قلنا نحن بشرط أن لا يكلِّفوا شركة مسلمة أن تستورد لهم الخمر هذا ، فالاستيراد يُمنع قطعيًّا ؛ يعني الاقتراح لازم يكون كذلك ما فيه خلاف ، لكن هل الاقتراح يشمل منع الدبلوماسيين الكفار أن يشربوا الخمر في سفاراتهم أم ؟

السائل : ... الأخ خالد عنده زيادة في الإيضاح .

الشيخ : تفضل .

السائل : شيخ ، مفهوم الاستيراد مو أنُّو الشرط أن الشركة تستورده أو أشخاص مسلمين يستوردونه ، مفهوم الاستيراد هنا ... تستورده ولكن جمارك الكويت تسمح لها بالدخول إلى الكويت .

الشيخ : معروف ... .

السائل : فالقصد من مفهوم الاستيراد السماح له بدخول الكويت عن طريق ... هذا واحد ، اثنين ممكن الوصول للتَّمييز بين السفارة المسلمة والسفارة الكافرة بنصِّ القانون ؛ ولذلك ... الحكومة ، وبالتالي الاحتجاج بأن عدم المعاملة بالمثل ممكن ... !

الشيخ : فإذًا نمشي مع الشرع ، الاستيراد وتفصيلك الاستيراد هذه قضية شكلية ؛ لأنُّو إذا كان الاستيراد بأيِّ طريق كان بدو يمر ع الجمارك فالجمارك ستسمح للذِّمِّي بأن يستورد إيه ؟ الخمر ، وفي الأصل تعلمون جميعًا أنُّو ما فيه عندنا الإسلام فيه شيء اسمه جمارك ؛ فإذًا بطبيعة الحال إذا كان نصراني دخل من بلدة إلى أخرى وهو يحمل خمر ؛ الإسلام ما يتعرَّض له إطلاقًا ، كما لو دخلت امرأة أجنبية لا ... .

مواضيع متعلقة