كلمة على أن كل خلق الله حسن . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة على أن كل خلق الله حسن .
A-
A=
A+
الشيخ : و بهذه المناسبة لابد لي أن أذكر حديثا أعتبره رائعا جدا بالنسبة لهذا الموضوع و الجواب عن هذا السؤال لقد رأى النبي صلى الله عليه و آله سلم رجلا من أصحابه يمشي و إزاره طويلا دون الكعبين فقال له عليه الصلاة و السلام ( يا فلان إرفع إزارك فإنه أتقى و أنقى ) فقال له " يا رسول الله إني أحنف " ماذا يعني أحنف يعني من محل الساقين تعرفوا هيك شئ لا لا مقوس مقوس ساق مستقيمة فى ناس بتلاقي فى فجوة طويلة و يكاد القدم يمس القدم الأخرى هذا معناه أحنف فهو أو هذا الذي أطال إزاره ليستر هذا العيب في ظنه فاعتذر لهذا السبب لإطالة إزاره فقال له عليه الصلاة و السلام ( يا فلان ) و هنا الشاهد ( كل خلق الله حسن ) و لهذا فما نراه نحن بأعيننا المادية البشرية يجب أن نحكم رأسا أنها رؤية قاصرة هى لا تنظر كما يقول المثل العربي القديم إلى أبعد من أرنبة أنفه فلان يقولون فلان لا ينظر إلى أبعد من أرنبة أنفه يعني من هنا إلى هنا أما أن ننظر إلى بعيد فلا , ثم مهما كانت نظرة الإنسان بعيدة و بعيدة جدا فهي نظرة قاصرة هذا صحابي من أصحاب الرسول عليه السلام يرى نفسه معيبا بسبب الحنف و الإنحناء الذي في ساقيه فستره بإطالة الإزار لأنه لو جعله فوق ذلك لظهر شئ من الحنف هذا فلفت النبي صلى الله عليه و آله و سلم نظره إلى أن هذا الذي تراه أنت عيبا ليس عيبا لأن الله هو الذي خلقك وليس هذا من صنعك كما قال الله عز و جل (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )) ما يخلقون من شئ إذا هذا الجنين إذا ولد ولادة طبيعية إذا كان معوقا أو كان مصابا بمرض قدره الأطباء سلفا و هذه مشيئة الله و هذا قدره ليكون عبرة للأصحاء كما قيل الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى و أيضا هناك توجيه نبوي كريم و عظيم جدا و هو ( لا تنظروا إلى من فوقكم و لكن انظروا إلى من هو دونكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ) فقد يكون هناك إنسان جميل الصورة جميل و لا خلاف حتى عند الذين ينظرون إلى أنفسهم بأنهم قبيحين صورة قد يقولون و الله هذا جميل فهذا التفاوت في الخلق و في الجمال هو من تقدير الله العزيز العليم الحكيم فحينما خلق الله الجمال و خلق نقيضه فذلك بما قلنا بحكمة بالغة يمكن التعبير عنها بما قيل قديما و بضدها تتبين الأشياء فلولا القباحة ما عرف الجمال لولا المرض ما عرفت الصحة لولا الذكر ما كان الأنثي لولا الأنثى ما كان الذكر فكل هذا الخلق الذي نراه على ما فطر الله عز و جل الناس عليها هو من حكمة الله عز و جل ولذلك لا ينبغي التجواب مع أراء الأطباء في الأمور التى لم تخرج بعد إلى ميدان الحياة فإذا ما خرجت إلى ميدان الحياة فهناك يأتي قوله عليه الصلاة و السلام ( يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا و أنزل له دواء ) هذا حديث أسامة بن شريك رضي الله عنه .

مواضيع متعلقة