ما حكم الشرع في طفل الأنبوب ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم الشرع في طفل الأنبوب ؟
A-
A=
A+
السائل : يسأل السائل فيقول : ما حكم الشرع في طفل الأنابيب ؟ مع العلم أن هناك بعض الأطباء يأخذ منيَّ الرجل ويضعه في بويضة أنثى غير زوجته ؟ أعطنا الدليل ، وجزاك الله خيرًا ؟

الشيخ : لقد ظننتُ أن يكون السؤال نقل منيِّ الرجل إلى زوجته ؛ لأن هذا الذي قد يُشكل على بعض الناس ، أما أن يُنقل منيُّ الرجل إلى غير زوجته ؛ فهو طريقة عصرية لتخليط أنساب الناس ، الذي هو عادة ينشأ من الزنا ، فهذا نوع من الزنا بطريقة طبية لطيفة تنطلي على كثير من الناس ، وإلا ما معنى تكرار مثل هذا السؤال في الجرائد والمجلات ؟ وتدوم وتحوم هذه الأسئلة إلى ما شاء الله !! والناس في تيهٍ في ضياعٍ شديد جدًّا ، هذا أمر لا يجوز ، ولا ينبغي أن يتساءل عنه المسلم ، لكن الذي ينبغي أن يتساءل عنه : هل يجوز نقل ماء الرجل إلى زوجته بهذه الطريقة الطبية الحديثة ؟

الشاهد ، السؤال الذي قد يشكل على بعض الناس هو : هل يجوز للرجل أن يسمح للطبيب أن ينقل ماءه إلى زوجته ؟ نقول : لا يجوز ، ذلك لأن هذا النقل يستلزم على الأقل أن يكشف الطبيب عن عورة الزوجة ، وهذا لا يخفى على الجميع أن الاطلاع على عورات النساء هذا أمر لا يجوز ، وما لا يجوز شرعًا لا يجوز مواقعته وارتكابه إلا لضرورة ، ولا نتصور مطلقًا أن يكون هناك ضرورة في رجل لينقل ماءَه بهذه الطريقة المحرمة إلى فرج زوجته ، وقد يستلزم الأمر أحيانًا وهذا لا أؤكده ؛ لأنه أمر يعود إلى الأطباء ، لكني أتصور أن الأمر قد يستلزم أحيانًا - أيضًا - اطلاع الرجل اطلاع الطبيب على عورة الرجل - أيضًا - فيضطر حينئذ الأمر أن يرتكب هذا الطبيب مخالفتين : الأولى : أن يكشف عن عورة المرأة الزوجة ، والأخرى : أن يكشف عن عورة الزوج ، هذا لا يجوز ، بالإضافة إلى ذلك أن سلوك هذه الطرق يكفي أنها تُنبئ عن شيئين اثنين :

الشيء الأول : أننا نقلد الأوروبيين في كلِّ ما يأتون وما يذرون ، وهذا لا يجوز كما كنت ذكرت لكم في مناسبة مضت من قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) ، وفي الرواية الأخرى في الترمذي وغيره : ( حتى ولو كان فيهم من يأتي أمَّه على قارعة الطريق لَكان فيكم من يفعل ذلك ) .

وهكذا نحن نتَّبع سُنن أو سَنن هؤلاء الكفار ، فبدعة أطفال الأنابيب جاءتنا من هناك ، فنحن الآن نُشغل أنفسنا ونحاول أن نستصدر من الفتاوى ما يُبيح للمسلمين أن يكشفوا عن عوراتهم في سبيل الحصول على طفل بهذه الطريقة .

المشكلة الثانية : وهي أن هذا الإنسان الذي لم يُرزق ولدًا طيلة هذه الحياة الزوجية التي قضاها مع زوجته بالطريقة الكونية الإلهية الشرعية ؛ معنى ذلك أنه لم يرضَ بقضاء الله وقدره ، فهو يحاول أن يتغلَّب على ذلك ، ولو بارتكاب السّبل والوسائل غير المشروعة ، وإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحض المسلمين على أن يسلكوا الطرق المشروعة في سبيل تحصيل الرزق والكسب الحلال ؛ فمن باب أولى أن يحضَّهم على أن يسلكوا السبل المشروعة في سبيل الحصول على الولد من الطريق المشروع ، لقد قال - عليه السلام - : ( يا أيها الناس ، لقد نفث روح القدس في رُوعي إن نفسًا لن تموتَ حتى تستكملَ رزقها وأجلها ؛ فأجملوا في الطَّلب ) ، فأجملوا في الطلب أي : اسلكوا الطريق الجميل المشروع في طلب الرزق الحلال ، ( فأجملوا في الطلب ؛ فإن ما عند الله لا يُنال بالحرام ؛ خذوا ما حلَّ ودَعُوا ما حرّم ) ، لذلك نقول : اسلكوا السبل المشروعة في أن يرزقَكم الله الرزق الحلال والولد الحلال ، ودعوا هذه البنيَّات بنيَّات الطريق التي يسلكها من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر .

مواضيع متعلقة