الذهب الأبيض هل له نفس أحكام الذهب الأصفر ؟ وما حكم تركيب أضراس من ذهب سواء في الضرورة أو غيرها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الذهب الأبيض هل له نفس أحكام الذهب الأصفر ؟ وما حكم تركيب أضراس من ذهب سواء في الضرورة أو غيرها ؟
A-
A=
A+
عيد عباسي : أيضًا قريب من الموضوع السابق ؛ هناك ذهب يُطلق عليه الذهب الأبيض أسعاره نفس الذهب الأصفر ، هل حكمه حكم الذهب الأصفر أم لا ؟ وهل يجوز تركيب الأضراس منه من الذهب عند الضرورة أو وفي غير الضرورة ؟ شقين صار .

الشيخ : الذهب الأبيض فيما علمنا نقلًا ؛ لأني لست صائغًا ؛ عَلِمْنا أن الذهب الأبيض نوعان ، والأصل فيه هو المعدن المعروف البلاتين ، ولما كان البلاتين أثمن وأغلى من الذهب المعروف الأحمر لجأ الصُّوَّاغ وهم كما جاء في بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة : ( أكذب الناس الصُّوَّاغ ) ، بس حديث ضعيف وموضوع ها ، ما تأخذوه عنا أنُّو حديث عن الرسول - عليه السلام - !

الشاهد فلما لاحظ الصُّوَّاغ بأنُّو البلاتين صار له قيمة عند الناس وصار فيه إقبال قلَّدوه ، وذلك بأن صبُّوا بعض المواد الكيميائية على الذهب الأحمر ، فصار الذهب الأحمر أبيض يبرق ، وسمُّوه إيش ؟ بالذهب الأبيض ؛ إذًا سيكون الجواب على التفصيل ؛ إن كان الذهب الأبيض هو يعني البلاتين له حكم ، وإن كان الذهب الأبيض هو الذهب الأحمر الملبَّس بالبياض فهذا له حكم ثاني .

البلاتين صحيح أنه أغلى من الذهب ، أو لا يجوز لي أن أقول هذا الكلام في الواقع بعد ارتفاع أسعار الذهب الارتفاعات الفاحشة كما نسمع ؛ فقد يمكن أن يكون البلاتين الآن صار أرخص الله أعلم ، ما بيهمني هذا ، لكن يوم كان البلاتين أغلى من الذهب فالتحريم لا يشمله ؛ لأنُّو تحريم الذهب ليس لأنه يعني أثمن من أيِّ معدن آخر ، فهناك الجواهر التي يسمُّونها بالأحجار الكريمة هي أغلى من الذهب بكثير ، مع ذلك فهي مباحة خاصَّة بالنسبة لمين ؟ للنساء ، فـ ... التحريم لا يُلاحظ فيه غلاء المعدن هذا ، وإنما يُلاحظ فيه النَّصُّ ، فالنَّصُّ حرَّم الذهب ؛ لذلك إذا كان البلاتين هو بلاتين فهو جائز ، وبالتالي يكون حشو الأضراس أو كسوة الأضراس بالبلاتين إذا جاز أو صح ذلك طبِّيًّا أصح شرعًا من كسوتها بالذهب الأحمر ؛ لأنُّو الأصل في الذهب الأحمر التحريم ؛ إذًا البلاتين مباح استعماله التزيُّن به إلى آخره .

الذهب حرام كله على الرجال ، وإنما يحلُّ منه للنساء ما عدا الذهب المحلَّق كما هو مفصَّل في رسالة " آداب الزفاف " ، فإذا لم يتمكَّن الطبيب المختص بتصليح الأضراس من كسوة الأضراس بالمعدن أول بلاتين لسبب ما حينئذٍ يجوز كسوة الأضراس بالذهب الأحمر ، ولو للرجال ؛ لأنُّو صحيح الذهب محرَّم لكن له مستثنيات ، فهناك قصة رجل من الصحابة اسمه " عرفجة بن سعد " كان أُصِيبَ أنفه في وقعة كُلاب في الجاهلية ، أرنبة أنفه طاحت في وقعة في الجاهلية ، فقبل إسلامه كان اتَّخذ آنفًا من فضة من وَرِق ، فأنتَنَ عليه ، ولما أسلم وما أسلم إلا لأنه عَلِمَ أن الإسلام به تُحَلُّ المشاكل كلها في الدنيا قبل الآخرة ، ومن مشاكله أنُّو لما اتخذ الأنف من وَرِق من فضة أنتَنَ عليه صدَّى ، وهذه طبيعة الفضة فعلًا هاللي بيتعاطوا اللّحام بها يعرفون أنه صدأ كصدء النحاس تقريبًا أخضر ، فأنتَنَ عليه ، فجاء إلى الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - وشكا له الأمر ، فأمَرَه - عليه الصلاة والسلام - بأن يتَّخذ آنفًا من ذهب .

ولا يخفاكم أن هذا الأمر فيه رحمة فيه سعة على عباده المؤمنين ؛ لأنُّو إذا كان هو حرَّم عليهم التحلي بالذهب باعتبارهم رجال فقد وسَّع عليهم بعض السعة عند الحاجة ، والحاجة هنا هي محاولة إعادة خلق الله - عز وجل - إلى ما كان عليه قبل أن يُعتَدَى عليه من عبدٍ من عباده ، فالأنف خلقه - عز وجل - كما ترون كاملًا ، فلما ذهب رأسُه صار الإنسان صاحبه مشوَّهًا ، فرخَّصَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك الرجل عرفجة بن سعد بأن يتخذ أنفًا من ذهب ؛ تُرى هل اتخاذ الأنف من ذهب الإنسان أحوج إليه وأشد اضطرارًا إليه أم الضرس وحشوه وكسوته بهذا شو بيسموه ؟ الطربوش هذا ؟ لا شك أنُّو هذا أحوج إليه من قضية أرنبة الأنف ؛ لأنُّو هذا فيه كما أشرنا إعادة أو محاولة إعادة الوضع إلى ما كان عليه ، وإلا يستطيع أنه يعيش بدون أيِّ تضرُّر لا ظاهرًا ولا باطنًا ، بينما إذا الإنسان استغنى عن معالجة أضراسه بهذه المعالجات العصرية اليوم ربما أدَّى ذلك إلى فساد معدته ، وذلك قد يضرُّ بحياته بل قد يؤدي بها .

خلاصة القول : يجوز استعمال البلاتين بدون أيِّ ضرورة ؛ لأنه معدن غير محرَّم ، أما الذهب ... .

مواضيع متعلقة