ذكرتم فيما مضى أن قضية العذر بالجهل بالنسبة للصفات ، فهل يعذر بالجهل من كان في بلدة يقام فيها الذَّبح للأولياء ، والطواف حول قبورهم ، وهم يدَّعون الإسلام ؛ فهل هذا الرجل يُعذر بالجهل مع اعتقاده أن الأولياء ينفعون ويضرُّون ، وهذا المعتقد هو السائد في تلك البلاد ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكرتم فيما مضى أن قضية العذر بالجهل بالنسبة للصفات ، فهل يعذر بالجهل من كان في بلدة يقام فيها الذَّبح للأولياء ، والطواف حول قبورهم ، وهم يدَّعون الإسلام ؛ فهل هذا الرجل يُعذر بالجهل مع اعتقاده أن الأولياء ينفعون ويضرُّون ، وهذا المعتقد هو السائد في تلك البلاد ؟
A-
A=
A+
السائل : يا شيخ .

الشيخ : تفضَّل .

السائل : بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله ؛ أما بعد : قد ذكرتَ فيما مضى من الأسئلة السابقة أنُّو قضيَّة العذر بالجهل هذا بالنسبة للصفات ، هل يُعذر بالجهل مَن كان في بلدة يُقام فيها الذَّبح للأولياء ، والطواف حول قبورهم ، وهم يدَّعون الإسلام ، وبلدهم أو بلادهم الطَّابع هذا كلُّه في جميع البلاد ؛ فهل هذا الرجل يُعذر بالجهل أم لا ؟ ويعتقد إن الأولياء أو أن هذا الذي يطوف حوله ينفع ويضرُّ ، وهذا المعتقد السائد في هذا البلد ؛ فهل هذا الرجل يُعذر بالجهل أم ماذا ؟ والسؤال الثاني هو ... .

الشيخ : لا ، حسبك ، سؤالًا سؤالًا ، أنا جوابي على سؤالك بكل صراحة نعم ، وهو مفهوم من جوابي السابق تمامًا ؛ لأن السؤال كما قلت أنت الآن في العقيدة ؛ هل يعذر إذا كان ضالًّا في العقيدة أم لا ؟ وما دندنتُ حوله من الطَّواف حول القبور هو من الإشراك بالله - تبارك وتعالى - ، فالجواب هو الجواب الذي دندنَّا حوله ، وصرَّحنا به في ما مضى ، وليس في السؤال شيء جديد ، إذا تذكَّرت بأنني جعلتُ المجتمع الذي يعيش فيه هذا الذي يُعذر أو لا يُعذر ؛ جعلت المجتمعات ثلاثة ، إما مجتمع إسلامي صحيح ، وإما مجتمع كافر ، وإما مجتمع اسمًا مجتمع إسلامي ، ولكن العلماء الذين هم يعني مفروض فيهم أن يكونوا هداةً هادين لغيرهم هم في أنفسهم ضالُّون ، وقد ذكرتُ ومن أين يأتيه علم هذا الجاهل ؟ فهو معذور إذا وُجد في مثل المجتمع الثاني المجتمع الكافر ، أو المجتمع الثالث المجتمع المسلم الذي ليس فيه أهل التوحيد وأهل العقيدة الصحيحة ، فما الذي حملك على أن تجدِّد السؤال بضرب مثال مع أن الأمثلة كثيرة لا تُعدُّ ولا تحصى ؟ قد يكون هناك شيء خَفِيَ أمره على بعض الحاضرين ، وقد تكون أنت منهم ؛ فهل تستطيع تقول : ما الذي حملك على توجيه هذا السؤال ؛ وهو داخل في الجواب السابق ؟

تفضَّل .

السائل : في آيات من القرآن كثيرة إن الأولياء إذا دعوهم الناس لا يضرُّوهم ولا ينفعوهم .

الشيخ : ما فيه داعي يا أخي ، أنت الآن كأنك تناقش إنسانًا يقرُّ دعوة غير الله - عز وجل - من الأموات ، لسنا في هذا الصَّدد ، بحثنا هذا الجاهل يعيش بين أناسٍ يعتقدون أنُّو هذه الاستغاثة بغير الله هو من باب التوسل المشروع ، لسنا في هذا الصَّدد ، نحن - والحمد لله - منذ نعومة أظفارنا ونحن من أهل التوحيد ، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ، لكن بحثنا الآن من وُجد في مجتمع شرك ؛ هل أقيمت حجة الله عليه ؟ هل أقيمت حجة الله عليه ؟

السائل : ... إذا كان علماء أهل البلد على العقائد هذه ؟

الشيخ : واضح أن الحجة لم تُقَمْ ، فهذا الذي نحن ندندن حوله ، ولذلك ففي سؤالك ليس فيه شيء جديد ، ونحن حين نقول : إنه معذور يمكن هذه النقطة تحتاج إلى توضيح ؛ ماذا نعني إنه معذور ؟ بمعنى إننا لا نحكم عليه بأنه من أهل الكفر المخلَّدين في النار ، هذا الذي نعنيه ، وليس نعني أنه يدخل الجنة " ترنزيت " ، لا ما نعني هذا ؛ لا يدخل الجنة - كما قال عليه السلام - إلا نفس مؤمنة ، هذا أعلنَه في حجة الوداع ، ولكنِّي أريد من قولي : إنه معذور ؛ أي : لا نحكم له بالنار التي وُعِدَ بها الكفار ، له معاملة يوم القيامة معروفة في بعض الأحاديث الثابتة ، فإن أطاع دخل الجنة وإن عصى دخل النار .
  • فتاوى جدة - شريط : 11
  • توقيت الفهرسة : 01:18:45
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة