بعض الألعاب العصرية نريد أن يعرف حكم الإسلام فيها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بعض الألعاب العصرية نريد أن يعرف حكم الإسلام فيها ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، في بعض الألعاب العصرية نريد أن يعرف حكم الإسلام فيها ؟ ... إيش حكم الإسلام فيها ؟

الشيخ : هذه الألعاب بلا شك هي أنواع ، - مثلًا - الشدة هذه لعبة الورق ، هذه بلا شك لعبة الكفار المشركين الذين مثَّلوا عقيدتهم وشركهم في بعض الصور التي طبعوها على بعض الأوراق ، ففيها ... وفيها الشاب وفيها البنت ونحو ذلك ، فاللعب بهذا النوع من الورق كما تعلمون بحثنا ليس في المقامرة القمار ... حرامًا ، لكن اللعب بهذا النوع من الورق من باب التسلية ، وكما يقولون تقطيع الوقت وتضييعه ، وهذا من جهل المسلمين اليوم حيث لا يعرفون الحكمة العربية القديمة : " الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " . وهذا مما يعني يعيشه المسلمون اليوم فيضيِّعون ما قيمته أغلى من الذهب والفضة ؛ ألا هو الوقت ، فالشاهد اللعب بهذا الورق بدون قمار لا يخلو من كراهة على الأقل لِما فيها من استعمال هذه الصور والإقبال والانكباب عليها باهتمام باللعب فيها كما هو مشاهد من اللاعبين ، وهذا يذكِّرني بأثرٍ روي عن علي وأنا أعني ما أقول حينما أقول رُوي ؛ لأن كلمة رُوي كناية عن التضعيف ، فروي عن علي - رضي الله عنه - أنه مرَّ بقوم يلعبون الشِّطرنج ، وهم منكبون عليه ، فقال لهم : (( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون )) ؟ فنزع عليهم بهذه الآية ، لماذا ؟ لأن فعلًا الشِّطرنج فيه تماثيل ، فيه فرس ، فيه فيل ، فيه ملك ، إلى آخره ، وهؤلاء منكبون عليه ، فاستدل عليهم مُنكرًا هذا الاهتمام ، وهذا الانكباب ، هم بلا شك لا يقصدون التماثيل ، يقصدون اللعب وشحن الذاكرة والحافظة ونحو ذلك ، لكن هذه الهيئة قبيحة ... ، الانكباب على التماثيل وعلى الصور ، من هذا الجانب أرى كراهة اللعب بهذه الأوراق لِما فيها من صور التي يتمثَّل فيها كفر أولئك الذين ابتدعوا هذا الورق .

ثم ثم اللعب بهذا الورق له أنواع : بعضه قائم على تشغيل الحافظة والذاكرة ، وبعضه قائم على ما يسمونه بالحظِّ ، فهذا النوع الأخير فيه شبه بينه وبين النَّرد الذي جاء النص الصحيح الصريح في تحريمه ، فقد جاء في " صحيح مسلم " عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : ( أن الذي يلعب بالنرد فمثله كمثل الذي يغمس يده في لحم خنزير ودمه ) ، كذلك نهى - في حديث أبي موسى الأشعري - : ( نهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن النرد ) فالنرد قائم على الحظِّ ، ولذلك تجد اللاعبين به ينادي أحدهم : يا زهر ، يا حظ ، هذا النوع من اللعب بالورق هو حكمه كحكم اللعب بالنرد المحرم نصًّا ، أما ما كان منه من باب تشحين الذاكرة ؛ فحكمه حكم الشطرنج ، باستثناء أقول : حكمه حكم الشطرنج من حيث أن فيه إعمال العقل ، لكن استثنينا هذه الصور وأنه لا يجوز الانكباب عليها ، ولذلك ننصح من كان مبتلًى بهذا اللعب أحيانًا أن تُقطع رؤوس هذه التماثيل الصغيرة ، حتى يجوز المحافظة عليها في هذا اللعب . وهكذا .

البحث هذا له صور وله يعني تفاصيل قد يطول الوقت في الخوض فيها ، وإنما الضابط أنَّ أيَّ لعب فيه تماثيل فيه صور ؛ فيجب الابتعاد عنه ، أما ما ليس فيه شيء من ذلك ؛ فيجوز اللعب به أحيانًا من باب الترويح عن النفس ، أما أن يُتَّخذ ذلك ديدنًا بحيث أنه يأخذ كل وقته وكل تفكيره ، وربما ينسى صلاته وعبادته ، ربما ينسى أهله وأولاده ؛ فهذا حينئذٍ يعتبر كالخمر التي تصدُّ عن الصلاة وعن ذكر الله ، ففي بعض الأحيان تعاطي هذه اللعب من باب التسلية والترويح عن النفس لا مانع من ذلك ، أما البعض التي سمَّاها الأخ ففي الواقع أنا أجهل مسمَّياتها ، لأني ما سمعتها إلا الآن ، فإذا كان هذا يكفي الجواب كقاعدة يمكن أن ينطلق منها المسلم ، ما كان من الألعاب فيها صور وتماثيل فيجب الابتعاد عنها ، وما لم يكن فيها شيء من ذلك ، وكان اللعب ليس مبنيًّا على الحظِّ واليانصيب ، وإنما على الذاكرة واستعمال العقل ؛ فيجوز بالشرط الأخير ، وهو ألا يصد عن ذكر الله عن الصلاة وعن ذكر الله .

السائل : ... .

الشيخ : الألعاب إيش ؟ وين هذه الألعاب ؟ أنا أريد أن أتذكَّر هل رأيتها أم لا ؟

السائل : ... .

الشيخ : إذا رجعنا إلى كلامنا إلى القاعدة ؛ فيها صور أم لا .

سائل آخر : ... .

الشيخ : إذا كان تعني بالتحدي يعني مفاصلة ؛ فهذا من أسباب المنع هذا اللعب ، أما إن كان التحدي فكري لا يترتب منه أي محظور .

مواضيع متعلقة