لم لا تكون الأناشيد بديلاً عن الأغاني .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
لم لا تكون الأناشيد بديلاً عن الأغاني .؟
A-
A=
A+
الشيخ : في أحد عنده سؤال؟ تفضل

السائل : على نفس الموضوع طيب -يا شيخ!- ليش ما يكون بالنسبة للأناشيد الإسلامية تكون النِّيـَّة حسنة مش إنّه مخالفة شرعية؟ مثلاً: تكون بديل إسلامي بدل من الأغاني، بدل ما أنا أكون أريد أعمل حفلة، بدل ما أعملها حفلة جاهلية يُعصى الله -عزَّ وجلَّ- لم ما نجيء بمنشدين إسلاميين ينشدون في هذه الحفلة حتى إنه -ارتكاب -إن صحَّ التعبير- ارتكاب أخف الضررين، ليش ما يكون من هذا القبيل؟

الشيخ : هذا كلام -بارك الله فيك- خطأ، ارتكاب أخفف الضررين إنما محله -بارك الله فيك- حينما يكون المسلم مُلزمًا ولا بدَّ من أن يقعَ في أحد الضررين. مفهوم هذا الكلام حتى لا أمضي كثيرًا؟ أخف الضررين متى؟ حينما يكونُ المسلم لابدَّ مضَّطر شاء أم أبى أن يقعَ في أحد الضررين؛ مثاله: إنسان في الصحراء، تعرض للموت جوعًا، وجد لحم ميت ضأني، ولحم ميت أسد. ما هو أخف الضررين؟ كلاهما ميت؛ لكن الأوَّل لو كان حيًّا جاز ذبحه وأكله، الآخر لو كان حيًّا لم يجز ذبحه، ولم يجز أكله. إذن هنا أخف الضررين ماذا؟ أن يأكلَ من لحم الضاني الميت. طيب، إذا ما أكل ما يصيبه؟ راح يموت. إذن هذا أخف الضررين. أما أنا بدي أعمل حفلة، ما الضرر الذي يصيبني أنا إذا عملت حفلة ودعوت فيها الشباب المسلم، ودعوت إنسان عالم فاضل، أو قارئ يُحسن القراءة، ولا يمط فيها ويطلع وينزل على القوانين أيضًا الموسيقية وإلى آخره. بحيث أنه يَصدُق فيه كما قال عليه السلام حينما سُئل: " من أحسن الناس قراءة يا رسول الله!؟ " قال: ( هُوَ الَّذِيِ إِذَا سَمِعْتَهُ يَقْرَأُ رَأَيْتَهُ يَخْشَى اللهَ ) . أكثر القراء اليوم؛ خاصة القرَّاء المصريين اللي يذيعوها أحيانًا، وكل آية أو آيتين تسمع كلام الحاضرين: " الله! اللهمَّ صلِّ على محمد! صلُّوا على النَّبيِّ " إلى آخره. هؤلاء يَلغون في قراءة القرآن، ولا يُصغون، ولا يستمعون، إلى آخره. فشو المانع أن يعمل حفلة ويأتي بقارئ يحسن القراءة -وعليكم السلام - أو بواعِظ يَعِظ النَّاس، ويُحسن الوعظ أيضًا بالكتاب وبالسنة الصَّحيحة، ولا يَذكر أحاديث ضعيفة وموضوعة، أو يأتي برجلٍ عالم مُفقَّهٌ في الدِّين الى آخره؟ وين الضرورة -يا أخي!- في هذه الحالة؟ ما في ضرورة. ولكن، شيء ذكرني هذا السؤال؛ كان من الضَّروري أن أذكره؛ ولكن هكذا قُدِّر، (( وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم )) . هذه الأناشيد الدينية الآن حلَّت محل قراءة القرآن، لقد بلغني عن أكثر من مصدر واحد أن كثيرًا من الشباب في أثناء عملهم في محلِّهم، في دكَّانهم، يقطعون فراغهم بأن يسمعوا هذه الأناشيد الدينية! وأنا أذْكُر نفسي -ولا أذكُر هذا حامِدًا وإنما مُذكِّرًا - أنا لمّا كنتُ في أولِ الشباب في نحو العشرين أو أقلّ كنتُ ساعاتي، مصلح الساعات، وأنتم تعرفون أن تصليح الساعات هذه فيها دقة متناهية، فكنت أفتح القرآن؛ فمن جهة أعمل ومن جهة أقرأ لأحفظ، والحفظ هذا بدو فراغ خاص، مع ذلك فأنا لكوني كنت منشغل بالعلم أيضًا بالإضافة إلى المهنة، فكنت أغتنمها فرصة حينما لا يوجد عندي أحد، أضع هذا القرآن بين يدي، ويومئذ ما في مسجلات ولا في كل هذه الأشياء التي ذللت وتيسرت اليوم؛ حيث لم يبق بيت إلا وفيه مسجلة أو أكثر، فكنت أُعنَى بحفظ القرآن، وأنا في عملي الدَّقيق هذا. كيف لو كان عندي أنا الآن في أحيانًا لما أكون فارغًا أسجّل القرآن وأسْمع وأنتبه أحيانًا لبعض الفوائد لا يتيسر لي الإصغاء إليها، بسبب انشغالي بالمطالعة أو الكتابة أو نحو ذلك. فالآن قامت الأناشيد العلميَّة مقام قوله عليه السَّلام: ( مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا ) . فإذن ما الذي يَحمِل الشَّباب اليوم على أن يُلهو أنفسهم، وأن يقطعوا ويضيعوا أوقاتهم بسماعِهم للأناشيد الدينية بديل أن يشغلوا أنفسهم وأن يقطعوا أوقاتَهم؛ بإما أن يقرؤوا قرآن وهذا خير لهم، وأن يتعلموه بأنفسهم، وإما -إن كانوا لا يحسنون- أن يصغوا إلى تلاوة القرآن؟

هذا من مساوئ الأناشيد الدينية.

السائل : تكملة

الشيخ : تكملة؟ تفضل.

السائل : يا شيخ! أنت قلت أيضا إنه بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام جعل حسان بن ثابت يهجوهم بالشعر، والشعر الحماسي جائز، كذلك الأناشيد الإسلامية تعطي الطابع الحماسي عند الناس حتى إنها بتعبيهم جهاديًا؛ مثلاً: نسمع من الأناشيد، كثير من الأناشيد تكون جهادية فشو كمان المانع ..

الشيخ : أنا أسألك الآن سؤال يا أخي!

السائل : تفضل.

الشيخ : سمعت أنت أناشيد مصرية ولا بد، وأناشيد سورية، وأناشيد سعودية سمعت؟

السائل : لا، ما سمعت، سمعت الأناشيد

الشيخ : ولا ايش سمعت؟ نعم؟

السائل : أنا أقصد التي تكون الأناشيد التي بالأردن.

الشيخ : الله يهديك! أنا ذكرت لك ثلاثة أنواع: أناشيد سورية، أناشيد أردنية، أناشيد سعودية؟ ما تقولي لا!

السائل : ذكرت مصرية.

الشيخ : مصرية، وسورية

السائل : ما جئت له بالأدرنية.

الشيخ : آه، طيب المهم ما سمعت شيئًا من هذه الأشياء. طيب هذا النشيد الذي سمعته هنا ليس موزونًا بالموازين الموسيقية؟

السائل : موزون.

الشيخ : طيب! ما عم نحكي نحن من ساعة؟! اسمح لي هل كان هذا في الشعر الحماسي الذي أنت ألمحتَ إليه بصورة عامة، وضربته مثلاً وتبعتني في ذلك بشعر حسَّان؟ هل كان شعرُه كذلك، موزونًا؟ قل : لا واسترح.

الشيخ : غيره.

مواضيع متعلقة