متى يجب إنكار المنكر باللسان واليد ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
متى يجب إنكار المنكر باللسان واليد ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول إخواننا هناك: نحن نعتقد أننا في ما يسمى بالمجتمع المكي من الصبر ومن الدّعوة الدعوة والصبر لكن يقول: خان يونس كل أهلها مسلمين وأحيانا نضطر إلى إزالة المنكر باليد فهل يجوز لنا أن نزيل منكرا باليد وأًعطي مثالا كانت توجد في خان يونس سينما للدعارة لنشر الفساد فقام إخواننا بالسيطرة عليها وشرائها من صاحبها وقام صاحبها بأن استدعى الجيش الإسرائيلي اليهود لحمايتها لكنهم صمدوا قرابة كان عددهم حوالي ألفين شخص !

الشيخ : كيف أنت بتقول اشتروا؟

السائل : هم في البداية ... اضطروا لشرائها بعدين الأول أرادوا قفلها لكنهم اشتروا السينما .

الشيخ : طيب اشتروها ؟

السائل : اشتروها نعم .

الشيخ : طيب خلاص بقى شو... .

السائل : المرحلة الثانية لكنهم أنا أقول لك ما فعلوه بالمرحلة الأولى !

الشيخ : لكن مش واضح !

السائل : المرحلة الأولى أنهم قاموا بإقفالها بقفلها فغضب صاحبها فاستدعى الجيش فقاموا صمدوا أمام السينما يعني لا يتنازلون لا بد من قفلها فلعله حصل مناورات بينهم وبين الجيش لعل الجيش حسب فهمي أنه رجع ثم قاموا في المرحلة الثانية يعني صاحب السينما عرف أن المسألة الآن ما يستطيع عليها لأن هؤلاء غالب أهل المنطقة ولا يريدون هذه السينما !

سائل آخر : عربي ؟

السائل : لا عربي. نعم من خان يونس فاشتروها قسّموها كأقساط غير ربوية يدفعون لصاحبها حتى اشتروها منه الآن يسألون هل هذا الفعل ابتداءً باليد هل كان موافقا للكتاب والسنة أم أنهم خالفوا وقس على ذلك أمور كثيرة يقولون كان يأتينا أناس إلى المسجد يسبوننا من أهل المنطقة هم مسلمين يسبوننا ويشتموننا فإذا سكتنا عليهم تمادوا أما إذا يعني أثبتنا لهم نحن أقوياء بديننا نعتز بديننا وتريدون المضاربة نضاربكم فيتراجعون فلا أدري ... ؟

الشيخ : أولا خرج منك كلمة أظن أنها لم تكن مقصودة معناها أو بعبارة أخرى سبق لسان عنهم ولا أظن أنهم يقصدون معنى ذلك اللفظ ذكرت فيما علق في ذهني أنهم يعتبرون أنفسهم في العهد المكي أقلت هذا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب هم يقولون هذا؟

السائل : نعم .

الشيخ : ولّا قد يقولون نحو ذلك .

السائل : يقولون نحن قريبين من العهد المكي .

الشيخ : تعدلت شوية العبارة !

السائل : ولعله ... إليه نعم.

الشيخ : لأننا نسمع نحن من بعض الناس أنهم فعلا يعتبرون أنفسهم بسبب بعض الظروف والضغوط التي يعيشونها أنهم في العهد المكي وهذا فيه ضلال مبين لأن اعتبار المسلم نفسه في العهد المكي معناه أنه يتخلص من أحكام مقطوع بين علماء المسلمين بوجوب إتيانها أو بوجوب الابتعاد عنها وهذا لا يقوله مسلم أبدا ، وفي ظني أن الذي يحملهم على مثل هذا الكلمة فضلا عن أن يعتقدوا معناها هو شعورهم بأنهم لا يستطيعون أن يقوموا هم بأنفسهم بكثير أو قليل على الأقل من الأحكام الشرعية فالذي يحملهم على هذا هو في الواقع جهلهم بالإسلام ، جهلهم بالإسلام وبالقواعد العلمية الإسلامية التي بها يتمكن المسلم من أن يتجاوب مع كل الظروف التي يعيشها دون أن يزعم بأنه يعيش في العهد المكي أو في مثل العهد المكي بعد أن لفت النظر إلى تلك الكلمة وأوضحنا المعنى المقصود منها أعود للإجابة عن السؤال هل لهم أن يغيروا المنكر بيدهم؟ الحقيقة أنه مثل هذا السؤال لا مبرر له - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا - لا مسوغ له بعد أن كل مسلم يعلم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) فإذن تغيير المنكر باليد أمر منصوص عليه وليس اجتهادا من بعض العلماء ولذلك يكون السؤال هل يجوز تغيير المنكر باليد؟ هكذا مجملا غير مرضي عنه لكن كثيرا ما يكون السؤال مجملا والتفصيل في قلب السائل الذي أجمل السؤال ولم يوضحه فكأن إخواننا هناك يقولون هل يجوز لأمثالنا ونحن نعيش في مثل الأوضاع المعروفة لدينا أن نغير المنكر باليد؟؟ الجواب سواء باليد أو باللسان لأن كلاً من إنكار المنكر باليد أو باللسان له علاقة بالمجتمع الذي يحياه الإنسان بخلاف التغيير بالقلب لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى ولا يترتب وراء تغيير المنكر قلبا أيّ مفسدة إطلاقا ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم آخر مراتب الإنكار هو الإنكار القلبي وإذا لم يحصل هذا الإنكار القلبي قال عليه السلام : ( وليس وراء ذلك ذرة من إيمان ) ، إذن إذا كان عن تغيير المنكر باليد هو لما قد يخشى أن يقع من فتنة هذا ينقلنا أيضا إلى تغيير المنكر باللسان أيضا لأنه حتى باللسان قد يمكن أن يقع منكر ما إذن لنجب عن الإنكارين معا سواء كان الإنكار باليد أو كان الإنكار باللسان هل يقول المسلم ، هل يتساءل المسلم: هل يجوز إنكار المنكر باللسان إذا قلنا لا يجوز أن يقال: هل يجوز الإنكار باليد لأنه منصوص في الحديث فمن باب أولى أنه لا يجوز أن يقال: هل يجوز تغيير المنكر باللسان لكن أيضا يعود الملاحظة يعود الكلام إلى تلك الملاحظة وهي كأن إخواننا يريدون أن يقولوا: هل يجوز تغيير المنكر باليد وأنا أزيد فأقول: وباللسان إذا ترتب من وراء ذلك مفسدة هكذا يكون السؤال من أي مسلم مهما كانت ثقافته ضحلة لا يسأل هل يجوز إنكار المنكر باليد أو باللسان ولو لم يكن مفسدة لا هذا ما يخطر في بال مسلم وإنما يعني إذا كان يترتب من وراء إنكار المنكر باليد أو باللسان مفسدة هل يجوز؟ الجواب: قد يجوز وقد لا يجوز الأمر يعود إلى تقدير المفسدة التي يظن أنها قد تقع فيما إذا غُير المنكر باليد أو باللسان والعلماء هنا يقولون كلمتا حق وهي إذا المفسدة التي يظن أنها ستقع أكبر من المصلحة حين ذاك يؤجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدا أو لسانا أما إذا كان لا يقع مفسدة أكبر من المصلحة فدائما ودائما أبدا يترتب من وراء إنكار المنكر باليد أو اللسان مفسدة لكن هذه المفسدة لا تكون مفسدة شرعية بمعنى أن الشارع ينهى عن إحداثها لأن المصلحة التي تترتب من وراء إنكار المنكر باليد أو باللسان هي أكبر بكثير من تلك المفسدة ، من المعلوم في الشرع أن من أسماء القرآن الكريم الفرقان لماذا؟ لأن الله عز وجل يفرق به بين الحق والباطل ، وقليل من يعلم أن من أسماء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الفارق قليل ممن يعلم أن من أسماء الرسول عليه السلام الفارق أو المفرق لأنه كان سببا للتفريق بين الأب والولد وهذا التاريخ يحدث بذلك كثيرا وكثيرا جدا طيب التفريق بين الأب والابن هذه مفسدة لكن ليست مفسدة شرعية ما دام أن السبب الذي نتج منه هذا التفريق هو سبب الدعوة إلى التوحيد إلى كتاب الله إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكون الداعي يدعو جماعة من الناس إلى الإيمان فيؤمن الوالد دون الولد فيتعاد الوالد مع الولد هذه مفسدة لكن لا المصلحة أكبر أو العكس يؤمن الولد ويظل الوالد في كفره فمثل هذه المفسدة لا ينظر إليها إطلاقا أما إذا كان يخشى أن يترتب من وراء تغيير المنكر سواء كان باليد أو باللسان مفسدة أكبر من المصلحة فهنا يقال لا تنكر ولا تغير والأسوة في ذلك ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما فتح الله عليه مكة وقضى على الشرك وأهله ودخل مكة فاتحا منصورا وصلى في جوف الكعبة ركعتين ولما خرج منها أرادت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن تصلي أيضا في جوف الكعبة اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال لها عليه الصلاة والسلام: ( صلي في الحجر فإنه من الكعبة وإن قومك لما بنوا الكعبة قصرت بهم النفقة فأخرجوا الحجر من الكعبة ولو لا - وهنا الشاهد - ولولا أن قومك حديثوا عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولجعلت لها بابين مع الأرض بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه ) فما غير الكعبة وتركها على بناء الجاهلية ولم يعدها على بناء إبراهيم عليه السلام ، لماذا لأنه خشي أن يصاب ضعفاء المؤمنين المحدثين في الإسلام أن يتراجعوا أن يضطربوا وأن يقولوا أيضا الكعبة هدمها فأقر ذلك على كان عليه حيث بناه أهل الجاهلية فلم يغير المنكر من مثل هذا الحديث ينهى الفقه الصحيح المستنبط من القرآن والسّنة أن لا يغير المنكر إذا خشي منه مفسدة أكبر من المصلحة هذا هو الجواب عن السؤال الثاني.

مواضيع متعلقة