استعمال اللطف في الدعوة (الحق مر فلا نزيده مرارة) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
استعمال اللطف في الدعوة (الحق مر فلا نزيده مرارة) .
A-
A=
A+
الشيخ : ... أن دين الله كامل وبدعة حسنة في القرآن ما في وأن هذا الذي يفعله كثير من الناس هذه عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان لكن حينما نريد أن ننصح وأن نبين كلام وارد ما نستعمل الشدة, أنا أقول لإخواننا وبعضهم حاضرون الآن يا إخواننا دعوتنا هي دعوة الحق لأنها دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحق مرّ, الحق مرّ بطبيعته (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) فما نريد أن نزيد على الناس مرارة أخرى ليس لنا أن نذيقهم لها لأن مرارة الحق فقط يكفي, فإذا هذا الحق الذي هدانا الله إليه وندعو الناس إليه يكفي أن نقدمه إليهم بكل لطف ولا نستعمل الشدة, هذا حق وأنا لا أبرئ نفسي ولا أبرئ غيري أنه قد يقع الإنسان في شيء من الشدة التي لا ينبغي أن يقع فيها وقد يقع غيرنا في شيء من اللين والسياسة التي يظنون أنها سياسة شرعية وهذا اللين وليس من السياسة الشرعية في شيء, يمكن أن يكون هذا ويمكن أن يكون هذا ولذلك علينا نحن أن نسلك السبيل الذي شرعه الله عز وجل لنا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم وبواسطته التي من أنكرها فقد أنكر الإسلام برمته قال تعالى: (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) ثم لا يضرنا إذا نحن دعونا الناس إلى الحق وسمونا أننا نفرق فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرق وقد كان القرآن يفرق ولذلك سمي الفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل يفرق بين أهل الحق وأهل الباطل يفرق بين الابن وأبيه بين الأب وابنه هذا لا بد منه والتاريخ يعيد نفسه لكن نحن علينا أن ننطلق كما قال تعالى: (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) أنا لو أردت أن أقابل أبا أسامة بنصيحة من مثلها كنا بنقول إنت كمان اتق الله عز وجل في إخوانك الذين قد تسمعهم يدعون إلى الكتاب والسنة وأنت لا تثق بعلمهم أو كما قيل: " من عرفك صغيرا لم يوقرك كبيرا " إلخ لكن الحقيقة أنا ما رأيته ولا شفته لذلك ما أستطيع أن أقول له مثل هذا الكلام لأن هذا الكلام فيه اتهام له غير مباشر فذكرنا بنصيحة نقول له جزاك الله خيرا .

أما إذا قال يعني زيدا من الناس حينئذ بنقل له تفضل ماذا رأيت منه؟ آه قال أنه هذه بدعة طيب انظر هذه بدعة وإلا سنة؟ فإن كنت تعلم أنها سنة نقول: (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) وإن كنت تعلم أنها بدعة فليس من السياسة أن تسكت بل أن تكون عونا لأخيك على أن تبين للناس الحكم الشرعي لأنه كما يقول بعض الفقهاء: " الساكت عن الحق شيطان أخرس " وهو بطبيعة الحال لا يريد أن يوصف بهذا الوصف .

أما لا هذه سنة (( هاتوا برهانكم )) بهذه الطريق يمكن للمسلمين أن يتفاهموا وبغير ذلك سيظلون متفرقين ونحن على كل حال نقول لأخينا أبي أسامة أننا نذكر أن التفرق أمر طبيعي أمر إرادة كونة إلاهية لا مفر للناس منها ولكن قال تعالى: (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) فإذا رأيت بارك الله فيك خلافا لا شك يجب أن تقطع فورا أنه أحد وجهي الخلاف هو الحق والآخر هو الباطل فيجب أن تنصر الحق على الباطل بالحكمة والموعظة الحسّنة أما أن نقول بلسان القال أو بلسان الحال كما قال لي أحد المشايخ في دمشق منذ نحو يمكن خمسين سنة أو أكثر جمعني معه شخص من إخوانا سمعني أنا أقول بأنه الصلاة في المسجد الذي فيه قبر فالصلاة فيه محرمة.

نقل هذا الكلام إلى أحد المشائخ هناك, قال له لا هذا خطأ وهذا ما يجوز وخلي هذا الرجل يجي لعندي وأنا أبين له وأنا كنت حريصا على اللقاء مع أي شخص كان أكبر مني سنا علما فضلا دونني في ذلك أنا مستعد لأنه أنا بأقول أنا مثل المنشار على الطالع وعلى النازل أستفيد إن كان الذي اجتمع به أعلم مني أستفيد منه وإن كان أقل مني علما يستفيد مني فعلى كل حال أنا مثل المنشار على الطالع والنازل .

السائل : تلك هي وصية لقمان .

الشيخ : آه.

السائل : يا بني جالس العلماء.

الشيخ : هذا هو . المقصود فاجتمعنا به فسمع مني ما قلت ما استطاع يقل لي إنت والله كلامك خطأ ما استطاع لأنه يعرف أنه هذه حقيقة لكن ماذا يقول الناس المحيطين به كلهم يصلون في مثل هذه المساجد فقال لي وأنا يومئذ ناشئ في علم الحديث

مواضيع متعلقة