الحكمة في الدعوة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الحكمة في الدعوة .
A-
A=
A+
الشيخ : و لقد طبق النبي صلى الله عليه وآله و سلم هذا التسلسل في إنكار المنكر في بعض تصرفاته الحيكمة و من مثلها أخذ العلماء قولهم: " من كان آمرا بالمعروف فليأمر بالمعروف " أخذوا ذلك من مثل قوله عليه الصلاة و السلام حينما نصره الله على مشركي مكة و فتح له مكة فصلى في جوف الكعبة كما هو معلوم فلما خرج عليه الصلاة و السلام أراد عائشة زوج النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن تدخل الكعبة و أن تصلي فيها تحقيقا منها لقول ربنا تبارك و تعالى: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فلما عرف ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم منها قال لها: ( صلي في الحجر فإنه من الكعبة و لو لا أن قومك حديث عهد بالشرك لهدمت الكعبة و لبنيتها على أساس إبراهيم عليه الصلاة و السلام و لجعلت لها بابين مع الأرض بابا يدخلون منه و بابا يخرجون منه ) فترك عليه الصلاة و السلام بناء الكعبة على ما بناه عليه المشركون خوفا من أن يشك بعض المؤمنين أو بعض حديثي العهد بالإيمان أن يشكوا في إيمانهم و إسلامهم إذا رأوا أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قد هدم الكعبة لجهلهم بأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم يريد أن يريد هدم الكعبة لإعادة بنيانها على أساس إبراهيم عليه الصلاة و السلام فإذا هو لم يغير المنكر بيده فنزل من هذه المرتبة الأولى إلى المرتبة الثانية فبيّن عليه الصلاة و السلام أن الحجر من الكعبة و أنه لو لا هذا المانع لأدخل إلى الكعبة الحجر و بعد وفاته عليه الصلاة و السلام و في زمن أحد ملوك بني أمية و القتال الذي جرى مع الأسف بين الزبير بين عبد الله بن الزبير و بين الحجاج الظالم المبير و تمكن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما من إعادة الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام ثم وقع مع الأسف أن أعيدت الكعبة إلى ما كانت عليه من قبل أي إلى ما كانت عليه في زمن الجاهلية لأن الحاكم يومئذ كان جاهلا بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها و هذه القصة كنت قد ذكرتها في المجلد الأول من كتابي سلسلة الأحاديث الصحيحة فمن شاء رجع إليها هل فيه مجال لأن أذكر مثالا آخر أم انتهى الوقت ؟ ألو ؟

السائل : شيخنا أقول لا نستطيع أن نفوت ذلك !

الشيخ : طيب جزاك الله خيرا ، مثال آخر جاء في مسند أحمد أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم رأى في منامه أنه بينما كان يمشي في بعض أزقة المدينة لقي رجلا من اليهود فقال له: معشر القوم أنتم نعم القوم أنتم معشر يهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عزير ابن الله فقال له ذلك اليهودي في المنام: و نعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله و شاء محمد ثم مضى يمشي فلقي رجلا من النصارى فقال له: نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون فتقولون: عيسى ابن الله فقال ذلك النصراني: و نعم القوم أنتم معشر المسلمين لو لا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله و شاء محمد. صلى الله على محمد و في الصباح قص رؤياه على النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقال له: ( هل قصصت رؤياك على أحد ) قال: لا. فخطب عليه الصلاة و السلام في الصحابة الكرام قائلا: ( ما بال أقوام يقولون: ما شاء الله و شاء محمد لا يقولن أحدكم: ما شاء الله و شاء محمد و لكن ليقل: ما شاء الله وحده ) قال في رواية في هذه القصة و هو الشاهد قال عليه الصلاة و السلام: ( طالما كنت أسمعكم تقولون ما شاء الله و شاء محمد فأستحي منكم ) الشاهد هنا كان عليه الصلاة و السلام يسمع مثل هذا الشرك الذي نسميه نحن بالشرك اللفظي و يقابله الشرك القلبي و الشرك اللفظي لا يخرج به صاحبه من الملة بخلاف الشرك القلبي فهو الذي يخرج به من الملة لذلك في الوقت الذي دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قومه إلى عبادة الله وحده أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطاغوت و حينما استجاب له من إستجاب من المؤمنيين كان يسمعهم بناء على عادتهم في القديم يحلفون بغير الله و الآن أصبحوا مؤمنين بالله و بمحمد فهم يقولون ما شاء الله و شاء محمد يريدون بذلك أن مشيئة محمد من مشيئة الله يعنون أن طاعة محمد من طاعة الله كما هو منصوص في القرآن الكريم و (( من يطع الرسول فقط أطاع الله )) و لكنهم لم ينتبهوا للفرق بين مثل هذه الآية و (( من يطع الرسول فقط أطاع الله )) و بين قولهم ما شاء الله و شئت فإنه يعني في ظاهر العبارة أن مشيئة الرسول عليه السلام مؤثرة كمشيئة الله التي لا يقف أمامها شيء كما قال رب العالمين: (( و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) لم ينتبهوا لذلك لهذا كانوا يقولون و على مسمع منه عليهم السلام ما شاء الله و شئت فكان يسكت لماذا؟ خشية أن يتضرروا بمثل هذا التنبيه حتى أذن الله عز و جل له بتنبيههم عن أن يقعوا في مثل ذلك الشرك اللفظي و ذلك في حادثة أخرى كان إنكاره فيه شدة لم تعهد له أو منه عليه السلام من قبل و ذلك ما رواه أيضا الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم خطب يوما فقال رجل من الحاضرين: ما شاء الله و شئت يا رسول الله فغضب عليه الصلاة والسلام و لم يغضب هناك و قال: ( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) بهذا الحديث الصحيح أنهي جوابي عن ذاك السؤال الذي يؤسفني أن يكون هو الأخير و لكن لعلي أحظى فيما بعد بمثل هذه الأسئلة النافعة لأكون مشاركا معكم بلفظي و لو كنت بعيدا عنكم بجسمي فحسبي .

السائل : جزاكم الله خيرا يا شيخنا هناك سؤال هو في الحقيقة هو ليس سؤالا و لكن الأخ الذي كتب السؤال قال عنه: مهم جدا جدا وأكد على هذا السؤال و السؤال في الحقيقة هو من بدهيات الإسلام و لكن أحببنا أن ننزل عند رغبة هذا الأخ فيقول الأخ: حتى يكذب بعض الناس في ظنهم و في عدم تصورهم لأهل المنهج هل تحبون أن تموتوا شهداء في سبيل الله ؟

الشيخ : اللهم أمتني شهيدا في معركة الجهاد في سبيل الله كما أمرتنا كتابا و سنة و على منهج السلف الصالح فأرجوا أن تعيد هذا الدعاء إلى السائل فهل يؤمن عليه أم لا؟ !

الشيخ : جزاكم الله خيرا يا شيخنا و نسأل الله أن يعظم لكم النفع و أن يكتب لكم الأجر و أن يجعلكم نصرة للحق و أهله و وشجن في حلوق أهل الشرك و الإنحراف والبدعة إنه سميع مجيب وجزاكم الله خيرا يا شيخنا .

الشيخ : بارك الله فيكم جميعا وسلامي الإسلامي الخالص إليهم مودعا بقولي: و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

الشيخ : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته .

الشيخ : و شكرا .

أبو ليلى : جزاك الله خيرا . الله يعيطك العافية

الشيخ : و إياك بسم الله .

أبو ليلى : مائة وثلاثين دقيقة تقريبا .

الشيخ : قداه .

أبو ليلى : مائة وثلاثين دقيقة .

الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه و نفثه و نفخه (( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون و إعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه و نفثه و نفخه (( و قال الذي آمن يا قوم إتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع و إن الدار الأخرة هي دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها و من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب و يا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة و تدعونني إلى النار تدعونني لأكفر بالله و أشرك به ما ليس لي به علم و أنا أدعوكم إلى العزيز الغفار لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا و لا في الأخرة و أن مردنا إلى الله و أن المسرفين هم أصحاب النار فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد )) بسم الله الرحمن الرحيم (( ن و القلم و ما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون و إن لك لأجرا غير ممنون و إنك لعلى خلق عظيم فستبصر و يبصرون بأييكم المفتون إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون و لا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم أن كان ذا مال و بنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين سنسمه على الخرطوم إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ))

مواضيع متعلقة