بيان عناية الإسلام بإصلاح الظواهر لأنه يؤدي إلى إصلاح البواطن . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان عناية الإسلام بإصلاح الظواهر لأنه يؤدي إلى إصلاح البواطن .
A-
A=
A+
الشيخ : ... لكن قبل ذلك ذكرتني بشيء ، ولا بأس من أن نجعل كجملة معترضة في حديثنا السابق حينما قلت إننا نجتمع ونختلف حلقة ، الحقيقة أن الاجتماع حتى في الأجساد له تأثير جيد في الاجتماع بالقلوب يكون الاجتماع قلبا وقالبا ؛ لأن الأمر كما يقول بعض أهل العلم أن الظاهر عنوان الباطن ، وإلى هذه الحقيقة أشار النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال في الحديث الصحيح في البخاري وغيره من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) ، الشاهد فيما يأتي ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) ، ومما لا شك فيه أن المجتمع مؤلف من أفراد فهذا المجتمع ينبغي أن يكون كما جاء في الحديث الصحيح أيضا ( كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ، وإذا كان المجتمع الإسلامي مجتمعا واحدا مؤلف من مجموعة من الأفراد وكان هؤلاء الأفراد يعنون بإصلاح بواطنهم كما يعنون بإصلاح ظواهرهم فسيكون في نتيجة الأمر المجتمع صالحا ظاهرا وباطنا ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) ، فإذا كما يجب إصلاح الظاهر يجب أيضا إصلاح الباطن وكل من الإصلاحين يساعد في الإصلاح الآخر ، هذا كما يشبه ، ما أدري الأستاذ عدنان يمكن يذكرني ، ما كان بعض العلماء يفكرون مما يسمونه بالحركة الدائمة ، شو يا أبو محمد الحركة الدائمة هل أوجدوها ولا بعد ؟

عدنان : ولا يمكن يوجدوها على أن الطبيعة تقوم على أن الحركة الدائمة ليس لها وجود .

الشيخ : يعني يمكن يكون في حد زعمي أنا كالجاذبية هي هذا افترضوها لحل مشاكل نظرية يعني ، لكن هذه حقيقة شرعية ، الله عز وجل الذي خلق الإنسان وسوّى خلقه وأوحى إلى نبيه عليه السلام أن يخبرنا بهذه الحقيقة " إذا صلح القلب صلح الجسد وإذا صلح الجسد صلح القلب " فإذا ما في تجاوب بين الجسد وبين المضغة إفسادا وإصلاحا ، إذا كان الأمر كذلك وهو كذلك لاشك ولا ريب، الإسلام عني عن كل العناية بإصلاح الظواهر لأن هذا الإصلاح يؤدي إلى إصلاح البواطن ، من ذلك وهنا بيت القصيد بالنسبة لهذه الجملة المعترضة وهي غير طبيعية مثل هذه الجملة تكون بهذا الطول وتكون محاضرة ، لكن لعل فيها فائدة ، المقصود من هذا الكلام كله حديث واحد بالإضافة إلى ما سبق من الأحاديث النبوية الطيبة حديث أبي ثعلبة الخشني قال : ( كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونزلنا منزلا فيها الصحراء " فيها دشور كما يقول أهل بعض البدو " تفرقنا في المنازل فسافرنا ذات يوم وتفرقنا فقال عليه الصلاة والسلام: ( إنما تفرقكم في هذه الشعاب والوديان من عمل الشيطان ) تفرق مادي جسدي ، قال أبو ثعلبة: فكنا بعد ذلك إذا نزلنا منزلا انضم بعضها إلى بعض حتى لوجلسنا إلى بساط لوسعنا ؛ فإذا الانضمام الظاهري يؤثر في الانضمام القلبي وهذه حقيقة شرعية ربما يعبر عنها بعض علماء الكلام أو الفلسفة في آخر الزمان بأنها فلسفة شرعية وهي حقيقة شرعية ارتباط الظاهر بالباطن ، وهذا له أمثلة كثيرة وكثيرة جدا لكن يكفي الإطالة السابقة في هذه الجملة المعترضة لنعود إلى ما كنا في صدده .

مواضيع متعلقة