بيان حكم من يقصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم دون الصلاة في المسجد النبوي و بيان الزيارة المشروعة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان حكم من يقصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم دون الصلاة في المسجد النبوي و بيان الزيارة المشروعة .
A-
A=
A+
فهناك في المسجد النبوي لا بد من التنبيه أن كثيرًا من الناس يتقصدون إتيان قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - للسلام عليه ، هذا القصد وإن كنا لا نمنع منه لذاته ولكنهم يشعروننا بأن هؤلاء الناس الذين يذهبون إلى قبر الرسول عليه السلام يشعروننا بأن السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يصله إلا إذا كان المسلم قريبًا من قبره ، وهذا الإشعار باطل ، لا فرق في سلام المسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أن يكون بجانب قبره أو يكون في أقصى المشرق والمغرب ، لا فرق بين هذا وذاك إطلاقًا من حيث الناحيتين من حيث أن سلام هذا وهذا يصل الرسول عليه السلام ، بدون فرق ومن ناحية أخرى ، لا فرق بين الذي يسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بجانب قبره ، وبين من يصلي عليه بالمشرق أو المغرب ، من حيث أنه لا يسمعه من حيث أن الرسول لا يسمع هذا السلام ، سواء كان بجانب القبر أو كان بعد المشرقين ، فالناس حينما يتقصدون الإتيان إلى القبر أنا أفهم جيدًا أن هذه المعاني الشرعية أدمغتهم خاوية على عروشها ، لن تتثقف بهذه الثقافة النبوية ، ما الدليل على هذا الذي نقول ؟ ألا وهو قول الرسول : ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) ، ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) وقبل أن أصل إلى الهدف ، أو بُعيد وصولي إلى الهدف أذكر قصة تأكيدًا لهذا المعنى ، فإذا دخل الداخل المسجد لا تأخذنه العواطف فيسارع للوصول إلى قبر الرسول لكي يسلم عليه وينسى هذه المعاني الشرعية التي ذكرناها أولاً ، ثم ينسى سنة الدخول بالرجل اليمنى إلى المسجد النبوي مسلمًا عليه حيث هو يدخل الناس جل الناس ، ولا أقول كل الناس ، يؤخذون بالعواطف الجامحة التي لا حدود لها ، يضيعون الواجب في تحصيل ما ليس فيه فائدة ، يضيعون أمر الرسول لنا بأننا إذا دخلنا المسجد أن نقول : " بسم الله ، اللهم صل على محمد وسلم ، اللهم افتح لي أبواب رحمتك " كل هذه الأشياء لا تجدون لها هناك حسًا إطلاقًا ، إنما يا لله مثل البعران أو الجمال الشاردة ، هجوم إلى قبر الرسول عليه السلام ، يا جماعة ما في فرق بين صليت عند باب المسجد ، أو صلينا هنا ، لا فرق أبدا ، كل ذلك سواء بالنسبة للآية والمعجزة التي خص الله بها نبينا - صلوات الله وسلامه عليه - دون سائر الأنبياء ، والرسل في الحديث السابق : ( أن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) إذًا صدق من قال من أهل البيت : " ما أنت ومن في الأندلس إلا سواء " رجل من أهل البيت اسمه الحسن العلوي : " سمع رجلًا أو رأى رجلًا ينضم إلى فجوة يومئذ كان في القبر قبل بناء القبة هذه ، وهذه الجدران على حساب المسجد ، رآه يأتي عند قبر الرسول في فجوة ، قال له : لم ؟ قال : أصلي ، قال له : صل حيثما كنت ، سمعت الرسول عليه السلام : ( صلوا عليَّ حيثما كنتم ) وقال لهذا ما أنت ومن بالأندلس إلا سواء ، لماذا ؟ لأنه أن ( لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) " . القصة التي وقعت معي حينما كتب الله لي أن أسافر من دمشق إلى المدينة منتدبًا لتدريس مادة الحديث في إبان افتتاح الجامعة الإسلامية أجريت المعاملة وأخذت التأشيرة من القنصلية السعودية هناك ، وصلت الجوازات حسب الروتين الحكومي المعروف هناك الظاهر أن الضابط هناك كان عنده شيء من الدين ، لما رأى إنه أنا ذاهب إلى المدينة ، قال أريد منك حاجة ، قلت له تفضل ، قال إذا وصلت المدينة أنه تُقرئ الرسول مني السلام ، فقلت له : ألا أدلك على ما هو خيرٌ من ذلك ؟ قال كيف ؟ قلت أنا الآن ساعي للذهاب إلى المدينة فقد أصل وقد لا أصل لسبب أو أكثر من سبب كما يقولون ، ثم إذا وصلت قد أنسى ؛ لأن الإنسان ما سُمي إنسان إلا لنسيانه ، قد أنسى هذا الذي أنت تطلبه مني ، ألا أدلك على بريد مسجل مضمون أسرع من البرق الخاطف ، تعجب الرجل ، وقال كيف ؟ قلت : قال عليه السلام : ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) ، صل على محمد وأنت وراء مقعدك وطاولتك ، أحسن ما تنتظرني أنا ، بلغ سلامك للرسول عليه السلام ، الحقيقة هذه معاني جميلة وعظيمة جدًا تشعرنا بمقام الرسول عند ربه الكريم ، لكن نحن غافلون عن كل هذه الحقائق لذلك فإذا دخل الداخل المسجد النبوي فلا ينسن أدب المساجد بعامة ، أن يدخل باليمنى وأن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - هناك ، ويدعوا ويبسمل " باسم الله ، اللهم صل على محمد وسلم ، اللهم افتح لي أبواب رحمتك " هذا السلام كذاك السلام ، لا فرق أبدًا ، نعم هناك فرق لكنه فرق مطروح غير مرغوب فيه ، وهو إيجاد الزحام حول قبر الرسول عليه السلام وربما الصياح والزعاق الذي يشوش على المصلين ، لذلك فليكن كل منكم مستحضرًا في نفسه هذه الآداب التي تعلمناها بواسطة نبينا - صلى الله عليه وسلم - الذي نتقصد الصلاة في مسجده ؛ لأن الصلاة في مسجده بألف صلاة مما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ولا نخالف هديه وسنته بأن نترك هذه التعاليم النبوية كلها ، وبس نصل القبر ونصلي عليه وفقط إيش ؟ نقتصر على هذا ربما يعمل اللمس ، والتبرك وخاصة إذا كان النحاس لميع يأخذ الأبصار ، بس طبعًا أبصار الجهلة المساكين ، هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين

مواضيع متعلقة