هل صلاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على المرأة السوداء التي كانت تقمُّ المسجد من خصوصيَّاته ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل صلاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على المرأة السوداء التي كانت تقمُّ المسجد من خصوصيَّاته ؟
A-
A=
A+
السائل : السَّائل يقول : هل صلاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على المرأة السوداء التي كانت تقمُّ في المسجد وهي في قبرها هو من خصوصياته ؟

الشيخ : لا ، لم يدل شيء على تخصيص الرسول - عليه السلام - بهذه الصلاة ، وقد يظنُّ البعض أن هذه الصلاة تنافي النهي عن الصلاة في القبور أو في المقابر ، وليس ذلك بمنافٍ ؛ لأن المنهي عنه غير ما فَعَلَه الرسول - عليه السلام - نفسه ، الذي نهى عنه أن تصلِّي فريضتك أو أن تصلي على جنازتك بين القبور ، فتضعها بين القبور وتقوم تصلي ، أو تصلي الفرض وأنت أمام القبر أو بين القبور ؛ هذا لا يجوز في الإسلام . أما رجلٌ أو شخصٌ دُفِنَ بعد أن صلى عليه بعضهم أو لم يصلِّ أحدٌ منهم مطلقًا ، فيأتي حين ذاك بعض المسلمين للقيام بواجب الصلاة صلاة الجنازة على ذلك المسلم فيصلون عليه وهو في قبره ، هذا ما فَعَلَه الرسول - عليه الصلاة والسلام - .

ومن المؤسف أن هذه السنة لا تُعرف في البلاد الإسلامية اليوم لسببين اثنين ؛ أحدهما إعراض أكثر العلماء عن دراسة السنة ، والسبب الآخر أنه قلَّ ما يقع إنسان مسلم يدفن في قبره ولم يصلَّ عليه ، وإن كان نحن أو أنا شخصيًّا كتب الله عليَّ أن أحيِيَ هذه السنة حينما ضرب الفرنساويون مدينة دمشق بالقنابل وحرَّقوا فيها منطقة واسعة اسمها الحريقة ، حتى اليوم معروفة بهذا الاسم ، فوقع في ساحة كبيرة هناك تُعرف بساحة " المرجة " كثير من القتلى حينما فُجِئوا بالرصاص ينهمر عليهم من كلِّ جانب ، فعلمنا بعد ذلك أن كان من جملة القتلى رجل من إخواننا السلفيين هناك اسمه " عبد العزيز ملص " ، فاهتدينا إلى قبره ، ووقفنا نصلي عليه وهو في قبره إحياءً لهذه السنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

اختصارًا : الصلاة على الميت في قبره غير الصلاة على الميت في نعشه غير الصلاة إلى القبر ، أنت تصلي لله فرضًا أو نافلة ، هذه الصور إذا صح التعبير الغيرية أو المُستثناة هذه التي يشمَلُها قوله - عليه السلام - : ( لا تجلسوا على القبور ، ولا تصلوا إليها ) ، وحديث : " نهى عن الصلاة على القبر - أو إلى القبر - " . هذه الأنواع هي المقصود بهذه المناهج ، أما رجل يُدفن فيُصلَّى عليه وهو في قبره فهذه سنة فَعَلَها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وصلَّاها معه أصحابه ؛ فكان ذلك دليلًا واضحًا على أنَّها ليست من خصوصياته ، لو أنه صلى لوحده لَكان هناك مجال أن يُقال أنُّو هذه خصوصية ؛ فكيف وقد صلَّاها معه بعض الصحابة ، حتى وبعضهم كان قد صلى عليها قبل أن تُدفن في قبرها .

مواضيع متعلقة