شرح حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : نامَ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على حصير فقام وقد أثَّرَ في جنبه ، فقلنا : يا رسول الله ، لو اتَّخذنا لك غطاءً . فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( ما لي وللدنيا ؟! ما أنا في الدنيا إلا كراكبٍ استظلَّ تحت شجرةٍ ثم راح وتركها ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : نامَ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على حصير فقام وقد أثَّرَ في جنبه ، فقلنا : يا رسول الله ، لو اتَّخذنا لك غطاءً . فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( ما لي وللدنيا ؟! ما أنا في الدنيا إلا كراكبٍ استظلَّ تحت شجرةٍ ثم راح وتركها ) .
A-
A=
A+
الشيخ : الحديث الذي بعده وهو صحيح - أيضًا - قال : وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : نامَ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على حصير فقام وقد أثَّرَ في جنبه ، فقلنا : يا رسول الله ، لو اتَّخذنا لك غطاءً . يعني شيء من الفراش من تحته تدفع به أثَرَ الحصير في جسدك يكون لسا شيء طري في تحتك . فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( ما لي وللدنيا ؟! ما أنا في الدنيا إلا كراكبٍ استظلَّ تحت شجرةٍ ثم راح وتركها ) . وفي هذا الحديث كناية على أنَّ الذي يكون في سفر على عَجَلٍ فينزل تحت شجرة فهو لا يؤسِّس ولا يبني تحتها ؛ لأنَّه عمَّا قريب راحل ، فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - حينما يشبِّه نفسه في هذه الحياة الدنيا لهذه العاجلة الفانية كالرجل المسافر ينزل تحت الشجرة يستظلُّ بها ، فهو سرعان ما يرحل عنها ويدَعُها ، ففيه حضٌّ على أن لا يتكلَّب ولا يتمسَّك المسلم بهذه الدنيا وبحُطامها وزخرفها وزينتها ، اللهم إلا بمقدار ما يساعده على القيام بحقِّ العبادة لله - عز وجل - هذه العبادة التي من أجلها خلقنا كما قال ربُّنا - عز وجل - : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) . هذا الحديث - أيضًا - صحيح ، وقال المصنِّف في تخريجه : رواه ابن ماجه والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح . والطبراني ولفظه هذا اللفظ الطويل ، وفي سنده ضعف ؛ ولذلك على الشرط السابق اجتنبته .

مواضيع متعلقة