ألا نقول : إن الرواي ذكر الحنَّاء والكَتَم ، وكان يصبغ بكلٍّ منها على انفراد - عليه الصلاة والسلام - ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ألا نقول : إن الرواي ذكر الحنَّاء والكَتَم ، وكان يصبغ بكلٍّ منها على انفراد - عليه الصلاة والسلام - ؟
A-
A=
A+
السائل : طيب ؛ ما نقول : إن الرواي ذكر الحنَّاء والكَتَم ، وكان يعني يصبغ بكلٍّ منهما على انفراد ؟

الشيخ : لا ، كيف ؟ هو عم يقول : الرسول كان يصبغ بالحنَّاء والكَتَم ... ؟

السائل : أحيانًا بالحنَّاء وأحيانًا بالكَتَم .

الشيخ : نعم ؟

السائل : على أنُّو أحيانًا كان يصبغ بالحنَّاء وأحيانًا كان يصبغ بالكَتَم .

الشيخ : رجعنا لنفس القضية السابقة ؛ إذا قلنا هكذا ؛ أليس في بعض أحيانه اختلط مع نهيه عن السواد ؟ في بعض أحيان ؟

السائل : ما يختلف عن السواد .

الشيخ : ما أنت عم تقول : أَلَا يمكن أن نفسِّر حديث : كان يخضب بالسواد أحيانًا ؛ يعني بالكَتَم أحيانًا ؛ فنحط الآن مكان الكَتَم السواد ؟

السائل : ليش ؟

الشيخ : لَكَان !

السائل : الكَتَم ما يؤدي إلى سواد ؟

الشيخ : طيب ؛ الحنَّاء يؤدي إلى سواد ؟

السائل : ولا الحنَّاء .

الشيخ : سبحان الله ! لَكان نبحث متل اللي يضرب بحديد بارد !! إذا كان خليطين كلاهما ليسا أسود ؛ فكيف ينتج منهما سواد ؟

السائل : الكَتَم يعني إذا كانت مفردها تؤدِّي إلى الزُّرقة .

الشيخ : كويس ؛ إذا خُلطت بالحنَّاء ؟

السائل : وإذا خلطت بالحنَّاء تؤدي إلى السواد .

الشيخ : من الذي أثَّر في الآخر فجعله مائلًا إلى السواد آلكَتَم أم الحنَّاء ؟

السائل : ما أعرف .

الشيخ : هذا كلام غير معقول !! يعني أحد الشيئين أخي ، أحد الشيئين اللي يكون هو يغلب عليه السواد ؛ أَتخلِطُه مع مَن لا يغلب عليه السواد ؟ فهذه الذي لا يغلب عليه السواد يأخذ طبيعة إيش ؟ من يغلب عليه السواد ؛ بمعنى هل أقرب إلى السواد الكَتَم أم الحنَّاء ؟

السائل : الظاهر الكَتَم طبعًا .

الشيخ : هو كدا ، هو كذلك ، لكن إذا كان أنت قائم في ذهنك أنُّو هاللي أقرب إلى السواد ومع ذلك هو ليس بأسود انتهت المشكلة ؛ فلماذا تُتعب نفسك في التوفيق بين مَن صبغ بالكَتَم خالصًا وبين أحاديث النهي عن السواد ما دام ما في تعارض ؟

السائل : ما في تعارض .

الشيخ : إذًا ؟

السائل : التعارض في الخلط ؛ يعني خلط الحنَّاء بالكَتَم ، هكذا يقول يعني ، يقول ابن الأثير ، اقرأ عليك شيخ ؟

الشيخ : نعم .

السائل : يقول : قال ابن الأثير في تفسير الحديث : " يُشبه أن يُراد به استعمال الكَتَم مفردًا عن الحنَّاء ؛ فإن الحنَّاء إذا خُلِطَ به مع الكَتَم جاء أسود ، وقد صح النهي عن السواد " . قال : " ولعل الحديث بالحنَّاء أو الكَتَم على التخيير ، ولكن الروايات على اختلافها بالحنَّاء والكَتَم " .

فإذا خُلطت فقط تؤدِّي إلى السواد ، أما إذا كانت كل واحدة على انفرادها ما تؤدي إلى السواد .

الشيخ : يعود البحث السابق ؛ شو نسبة الخلطة ؟

السائل : نسبة الخلطة .

الشيخ : نعم ، وإذا كان الكَتَم نفسه ما هو أسود فما في إشكال بالبحث كله ، لكن يبقى بقى هون قضيَّة تتعلَّق بعلم الكيمياء ؛ إذا خلطنا خليطين بعضهم مع بعض ليس واحد منهما أسود ؛ هل يمكن أن يحصل منهما سواد قاتم ؟ هَيْ بدها إلمام بقى بهالعلم هذا ، وإلا نحن اللي منعرفو بالتجربة لا يمكن أن يحصل من خليطين ليس فيهما أسود يصير إيش ؟ أسود قاتم ، شايف ؟ فإذا كان الكَتَم لا يصبغ أسود بطبيعته فيجوز استعماله ، وكذلك الحنَّاء يجوز استعماله وحده ، أما إذا كان شيء نحن ما نعرفه كما يقول ابن الأثير أنه ينتج من خلط الحنَّاء بالكَتَم سواد لا يوجد في الأصل لا في الكَتَم ولا في إيش ؟ ولا في الحنَّاء ؛ حينئذٍ نقول : ننظر في نسبة السواد كما شرحنا آنفًا .

السائل : لكن ما نحمله على الانفراد يعني الحديث الذي جاء ؟

الشيخ : لأ ، ما في مانع ما دام الكَتَم ما يصبغ سوادًا ، ما في مانع .

السائل : إي نعم ، جزاك الله خير .

مواضيع متعلقة