بيان الفرق الدقيق بين الكرامات والإهانات . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان الفرق الدقيق بين الكرامات والإهانات .
A-
A=
A+
الشيخ : إذًا خلاصة الكلام : التصديق بمثل هذه الطَّامَّات والضَّلالات تصدر من ناس يفعلون شرًّا ، لكن هذا في الظاهر ، هذا فتح باب لأمثال هؤلاء الناس أنه إذا بُعِثَ فيهم الدَّجَّال أن يؤمنوا به ؛ لماذا ؟

لأنه يأتيهم من الكرامات بزعمهم ما حكوه عن أحد من أوليائهم ، يقول للسماء : أمطري ؛ فتمطر ، شو بدكم كرامة أعظم من هذه ؟ نحن ما نسميها كرامه ، هذا أمر خارق للعادة ، لكن لما رأينا هذا الرجل يدَّعي الربوبية كان ما صدر منه مما هو من خوارق العادات كان ذلك دليلًا على أن هذه ليست كرامات ، وإنما هي مخاريق وتدجيل منه على الناس . إذًا الحُكْم الفصل بين الكرامة وبين الأمر الخارق للعادة اللي هو فتنة للناس هو أن ننظر إلى المصدر ؛ فمن كان مصدره وليًّا صالحًا فهذا نؤمن بكرامته ، وهناك كرامات صحيحة وثابتة عن بعض الصحابة وبعض السلف لا ننكرها أبدًا ، لكن نحن ننكر مثل هذه الكرامات التي هي في الحقيقة إهانات ، أما أصل الكرامة فنحن نؤمن بها ، وهي فصل من فصول الخوارق خوارق العادات يشترك في الخوارق الصالح والطالح ، والمميِّز هو العمل الصالح ، فمَن كان ذا عملٍ صالحٍ فما صدر منه من خوارق فهي كرامة ، ومَن كان عمله طالحًا فما صدر منه من خوارق فهي ليست كرامة ، بل هي إهانة ، وحسبُكم دليلًا على هذا ما ذكرنا لكم من خوارق العادات التي يُجريها الله - تبارك وتعالى - على يدي الدَّجَّال .

والآن نقف ههنا ؛ فقد طال الحديث ، وموعدنا في إتمام بقية الكلام على الفقرات من الحديث في الدرس الآتي إن شاء الله .

مواضيع متعلقة