هل أخبار الآحاد حجة وما الجواب على من ينكر ذلك ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل أخبار الآحاد حجة وما الجواب على من ينكر ذلك ؟
A-
A=
A+
السائل : السؤال الثالث يقول صاحب السؤال تحدثنا مع أحد المبتدعين من الأشاعرة و وصل الحديث أن قال: أنا شافعي المذهب فهل تنكرون عليّ مذهبي ؟ فقلنا له: إذا ورد حديث صحيح على النبي صلى الله عليه وسلم يخالف قول الشافعي فهل تأخذ قول الشافعي أم حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: بالطبع قول النبي ومن ترك حديث النبي فقد كفر ، فقلنا ماذا تقول فيمن ترك أحاديث الآحاد الصحيحة الورادة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال نحن لا ننكرها و نجحدها و نأخذها بظنية الثبوت ولا نأخذ به في العقيدة !؟

الشيخ : شنشنة نعرفها من أخزم ، من العلم الدخيل في الإسلام تقسيم الإسلام إلى قسمين قطعي الثبوت ظني الثبوت أنا أشهد بالله وأحلف على ما أقول أن أعرف الناس بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلص الناس لرسول الله وهو أبو بكر الصديق ما كان يعرف هذه الفلسفة ثم إذا نزلنا إلى الطبقة الثانية و هي طبقة التابعين خذوا سيد التابعين سعيد بن المسيِّب أو المسيَّب وكان يكره أن يكره أن يقال المسيَّب رحمه الله كان أعلم التابعين أو حتى نكل العلم إلى الله نقول كان من أعلم التابعين وأزهدهم وقد لقي من بعض الحكام الأمويين ما لقي بسبب أنه أبى أن يزوج ابنته بولي العهد كما يقولون اليوم عذبه بينما زوجه بأحد تلامذته الفقراء والمساكين الشاهد هذا التابعي الجليل لا يعرف هذه الفلسفة الدخيلة في الإسلام ، الإسلام منه قطعي الثبوت وظني الثبوت يترتب من وراء هذا التقسيم تخيير المسلم كما سمعتم في السؤال بين أن يأخذ بما كان ظني الثبوت أو لا يأخذ أهكذا كان السلف الصالح ؟! لذلك نحن يا إخواننا حينما نقول لكم: الكتاب والسنة والسلف الصالح إنما نأكد على مسامعكم هذا الشرط الثالث نعلم يقينا مثل ما أنكم تنطقون أنه لا يوجد على وجه الأرض طائفة مسلمة مهما كانت عريقة في الضلال لا توجد طائفة تقول نحن لسنا على الكتاب والسنة كما سمعتم آنفا في جواب المسؤول لكن توجد طوائف بل جماهير المسلمين اليوم الذين يقولون نحن مع الكتاب والسنة ولا يستطيعون بطبيعة الحال أن يقولوا إلا هذه الكلمة لا يوجد فيهم من يقول وعلى منهج السلف الصالح إلا طائفة قليلة جدا هي الطائفة المنصورة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث الصحيحة: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله حتى تقوم الساعة ) من هي هذه الطائفة ؟ قال عليه السلام: ( هم الغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) من هم ؟ هم الذين يتمسكون بما كان عليه رسول الله وأصحاب رسول الله أعطوا بالكم ليس بما كان عليه رسول الله فقط بل وأصحاب رسول الله هكذا وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفرقة الناجية الفرقة الناجية لما قيل له عليه السلام من هي ؟ جاءت هناك روايتان إحداهما أصح من الأخرى ولا اختلاف بينهما الأولى قال: ( هي الجماعة ) الجماعة هي أصحاب الرسول بداهة ، الثانية هي تفسير الجماعة قال: ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) ولذلك فمن يأخذ بالكتاب والسنة لا يلتفت إلى الأخذ بما كان عليه السلف الصالح فسيكون في ضلال مبين وهذا واقع العالم الإسلامي اليوم وقديما بالنسبة لبعض الطوائف والفرق لذلك نحن ندندن حول كلمة السلف الصالح فهل كان السلف الصالح يعرف فكرا أو عمليا لأنني أدري أن هناك اصطلاحات كما قلنا آنفا في التوحيد لكن المهم واقعيا هل كان فيهم إذا جاءه حديث من شخص واحد وهذا اسمه حديث آحاد مثلا سعيد بن المسيَّب أو المسيِّب سمع أبا هريرة يروي حديثا له علاقة مثلا في العقيدة مثلا في القبر هل يرى له الخيرة أن لا يأخذ فيه لأنه حديث آحاد ؟ حاشا لله , ما كانوا يعرفون هذه الفلسفة إطلاقا وإنما كانوا يعرفون شيئا واحدا هو ما أشار إليه ربنا عز وجل في كتابه ثم نبيه في حديثه أما الكتاب فقوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ... )) تثبتوا كما في قراءة أخرى في الحديث الذي قال فيه الرسول عليه السلام: ( كفى المرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) فكان التابعون يتحرون أن يعرفوا هذا الحديث يرويه تابعي آخر عن صحابي الصحابة كلهم عدول فإذا التابعي سمع من الصحابي مباشرة ما عاد فيه عنده أبدا ترددا في أن يأخذ بهذا الحديث لأنه خبر آحاد لكني كأني أشعر من تمام فلسفة هذا الكلام أن بعضكم ما يعرف شو معنى حديث آحاد بلا شك لأن هذا اصطلاح , حديث آحاد الآن أنا أكلمكم أنا واحد أنا أقول: قال الله وقال رسول الله قال الصحابة وإلى آخره على هذه الفلسفة أنتم لكم الخيرة تأخذوا أو ما تأخذوا لستم مكلفين بينما الرسول يقول: ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) إلى آخر الحديث لذلك ترتب من وراء هذه الفلسفة آثار كثيرة جدا ، كثير من الناس لا يؤمنون بعذاب القبر يقولون نحن نظن لأن الخبر ظني البحث مع الأسف طويل وأخشى أن يصاب بعضكم بالملل .

خبر آحاد لو تصورنا سعيد بن المسيَّب أو المسيِّب سمع حديثا من عشرة من أصحاب الرسول أو عشرين من أصحاب الرسول أو أكثر من ذلك هذا الحديث صار عنده متواترا شو معنى التواتر ؟ ما وراه جماعة امن المسلمين يستحيل تواطؤهم على الكذب فإذا افترضنا حديثا سمعه مثل سعيد بن المسيب عن عشرة عن عشرين من أصحاب الرسول هذا صار عنده يقين أن الرسول قال هذا الحديث لكن جاء تابع تابعي مثل الإمام الزهري سمع هذا الحديث عمن ؟ عن سعيد بن المسيب هل هذا الحديث عنده متواتر ؟ لا , لأنه سمعه من واحد هذا الواحد سمعه من عشرة عشرين هو عنده متواتر لكن عند هذا التابع , تابع التابعي الإمام الزهري هذا صار خبر آحاد إذا أي خبر يحدث به سعيد بن المسيب مهما كان قوته مهما كان تواتره يصبح عند التابعي تابع التابعي ظنيا أي غير قطعي الثبوت هذه الفلسفة تقول له أنت بقى مخير أن تأخذ به أو أن لا تأخذ به من تمام الفلسفة قال إذا كان الحديث له علاقة بالعقيدة فأنت إن أخذت به تأخذه وتحمله محمل الظن لا القطع وإن كان في الحكم يجب عليك أن تأخذ به فرقوا بين العقيدة وفرقوا بين الحكم تفريق آخر ولهذا التفريق ذيول وآثار كثيرة ، بحيث إنك لن تستطيع أن تأخذ من واحد من هؤلاء الذين تأثروا بهذه الفلسفة الكلامية أن تأخذ منه عقيدة لأنه إن كان من القرآن الثابت قطعيا رايح يشترط أن يكون قطعي الدلالة فلسفة أخرى قطعي الثبوت قطعي الدلالة ، القرآن قطعي الثبوت لكن أحيانا لا يكون قطعي الدلالة فإذا لم يكن قطعي الدلالة أيضا في العقيدة فإن شئت أخذت أو إن شئت لم تأخذ والبحث في هذا طويل وطويل جدا وأنا بفضل الله لي رسالتان مخصصتان في هذا الموضوع بإمكانكم أن تسألوا عنهما وتدرسوهما إن شاء الله دراسة طيبة المهم أن التفريق بين حديث الآحاد وحديث التواتر هذا اصطلاح لا ينبغي أن نبني عليه تفريقا بين ما إذا كان الحديث في العقيدة فلا يؤخذ به إلا إذا كان متواترا أما إذا كان في الأحكام فيجب أن يؤخذ به هذا التفريق لا أصل له إذا جاءك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحا وجب الأخذ مطلقا سواء كان بالعقيدة أو كان في الأحكام غيره .

السائل : الرسالتين ؟

الشيخ : الحديث حجة بنفسه حجة بنفسه في العقائد والأحكام . والرسالة الأخرى والله ما عاد أذكر ... سائل: وجوب

الشيخ: وجوب الأخذ .

مواضيع متعلقة