ما الراجح في مسألة حجية خبر الآحاد في مسائل الاعتقاد .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما الراجح في مسألة حجية خبر الآحاد في مسائل الاعتقاد .؟
A-
A=
A+
السائل : لو سمحت في هناك خلاف بين العلماء المسلمين في سبيل أخذ خبر الآحاد في العقيدة فإيش هو برأيكم الشيء الصحيح ؟

الشيخ : حسن , هذه المسألة يجب أن نعلم أن التفريق بين الأحكام الشرعية بحيث أنه يجب أن يؤخذ ببعضها إذا صحت نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يجب هذا أقل ما يقال ولا يجب أن يؤخذ بما ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام من البعض الآخر هذا التقسيم دخيل في الإسلام وفلسفة لا أصل لها في دين الإسلام وهذه المسألة لا تحتاج إلى كبير بحث وتطويل للكلام وإن كان مجال الكلام فيه واسع جدا , لكني آتي الموضوع من أقرب سبيل دون أن ندخل في سرد الأدلة الشرعية التي يفهمها بعض طلاب العلم ولكن سأذكر ما يشترك فيه جميع المسلمين في فهمه , كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث وحده إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وأنه بلغ الرسالة وأدّى الأمانة هذه النقطة الأولى التي لا يشك فيها مسلم , النقطة الثانية: أن تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام كان على وجهين أو على صورتين الأولى أن يبلغ الإسلام بشخصه مباشرة إلى الناس , ونحن حينما نذكر هذه الحقيقة ما أظن أن أحدا يعجز عقله عن أن يستوعب ما سأذكره ألا وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما بلغ شريعة الإسلام ما بلغ كل فرد من أفراد المكلفين في ذلك العالم , ونأخذ مثال قريب حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام في أول الدعوة التي لقي فيها ما لقي من المصائب والشدة هل كان الكفار الذين هم ليسوا في المسجد الحرام كانوا يسمعون كلامه كما يسمعه من كان بين يديه من الكفار؟ الجواب لا هذه بدهية يشترك في معرفتها كل الناس لا يشترط أن يكون طالب علم , وهكذا إذا كان أهل مكة حينما كان الرسول يبلغهم أحكام الله وشريعة الله بتلاوته لآيات الله إنما يسمعها بعضهم فالآخرون كيف بلغتهم شريعة الله لم تبلغهم بسماعهم كلام الرسول مباشرة وإنما وهذا أمر واقع في كل زمان ومكان الآن في هذا المجلس قد يسمع أحد منكم حكما أو بحثا كهذا البحث فينقله إلى من لم يكن حاضرا هذا المجلس فالذي سمعه من المدرس سمعه منه مباشرة لكن هذا المدرس بلّغه الآخرين الآخرون لم يسمعوا من المدرس هذا تقريب وللرسول المثل الأكمل فالرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان يبلغ الآية أو يقرأ الحديث يسمعه الحاضرون أما الأخرون فيسمعونه بواسطة من؟ , الذين سمعوا من الرسول عليه السلام هذه نقطة ثانية وبدهية جدا ما تقبل المناقشة والجدل .

ندعم ذلك ببعض الروايات المعروفة أيضا في التاريخ الإسلامي والتي نستطيع نقول لا يجهلها أحد أيضا من المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل الرسل من طرفه إلى رؤوس الدول ملوك الدول ككسرى وقيصر وملك الحبشة شو اسمو النجاشي أي نعم وهكذا وأرسل دعاة إلى اليمن عليا وأبا موسى ومعاذا فهؤلاء الرسل الذين أرسلهم الرسول عليه السلام لنقل الدعوة التي سمعوها منه صلى الله عليه وسلم من فمه الشريف ينقلون ما سمعوا منه إلى أولئك الناس فأولئك الناس لم يأتهم الشرع من النبي المعصوم لكن جاءهم الشرع من الفرد من الشخص .

مواضيع متعلقة