هل مفهوم التدليس عند المتقدمين هو نفسه عند المتأخرين .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل مفهوم التدليس عند المتقدمين هو نفسه عند المتأخرين .؟
A-
A=
A+
الحلبي : ... وهي قضيّة مفهوم التّدليس عند المتقدّمين ، يعني هل مفهوم التّدليس عند المتقدّمين ، هو نفسه الآن يلي الآن قائم مثلا في أذهان أهل العلم أو حتّى أهل العلم مثل الحافظ ابن حجر ومن قبله ومن بعده ساروا على نفس المسألة ؟ يعني مثلا لمّا الأعمش رمي بالتّدليس هو في الصحيحين في أحاديث كثيرة فيها يعني عنعنة الأعمش أو عنعنة قتادة أو كذا ، فأنا ذكرت له شيخنا قضيّة يعني أريد أن استصوب الرّأي فيها إنه لما لا يعلّ حديث الصحيحين ، يلاحظ فيه ثلاثة أمور ، الأمر الأول ، ما ذكره الذهبي رحمه الله في آخر ترجمة الأعمش من الميزان أنه ما أكثر أو روايته عن شيوخه المكثر عنهم ، هذه محمولة على السماع لأنه خصيص بهم ... .

الشيخ : ملازم لهم .

الحلبي : وملازم لهم ، والشيء الثاني رواية المتثبّتين عن الأعمش مثلا كسفيان وشعبة ومثل هؤلاء ، والأمر الثالث إنه هذا هو البخاري ، يعني البخاري هل هو ابن ماجه مثلا وكفلان وعلاّن ممّن هم دونه تثبّتا ونجيّا وكذا ؟ فطرح إشكال وقال طيب ومسلم ، مثلا رواية أبي الزبير عن جابر ، ليش نحن ما نعامل رواية أبي الزبير عن جابر ، زي ما نعامل مرويات الأعمش في صحيح البخاري ؟ فأنا ذكرت له شيء شيخنا ، وهو الشيء الذي أنت ذكرته في مقدّمة مختصر مسلم ، وهو الشيء الواقع يعني عظيم جدا ، إنه ما أدرانا إنه مسلم ، ثبت عنده تدليس أبي الزبير ، فنحن لما ننتقده ، لا ننتقده في شرطه ... .

الشيخ : تمام .

الحلبي : آه شيخنا ننتقده بشيء خارج عن هذا وزائد عن هذا .

الشيخ : أي نعم .

الحلبي : فيعني هل يرد هذا الجواب عن ذلك ؟

الشيخ : كيف لا وارد تماما ، أي نعم .

الحلبي : جزاك الله خير يا شيخ .

الشيخ : لكن أنا عم أتساءل إنه ما حصيلة هذا الإيراد يلي عم يورده هو ؟ أوهذا التساؤل إنه يا ترى نظرة المتقدّمين للتّدليس ، كنظرة الحفّاظ المتأخرين ، ما هو الهدف من هذا التساؤل ؟ هل هو عدم إعلال أيّ حديث بالتّدليس ؟ ولا العكس ؟ وهو إعلال أيّ حديث بالتّدليس ، ولو كان في الصّحيحين ؟ ما هو الهدف ؟

الحلبي : الهدف شيخنا الأوّل ، لكن مش بهذا الوسع ... .

الشيخ : فإذا بدّه يرجع .

الحلبي : جواب دقيق جدا صحيح أي نعم صحيح ، سبحان الله قضايا علم المصطلح ، يعني والنّقد دقيق جدا ، الله أكبر والله هذا الأخ يعني فيه خير يظهر لي سبحان الله ، كأني أشعر إنه يستظهر الصحيحين شيخنا يعني ذهنيّته طيّبة ما شاء الله وحادّة ... .

الشيخ : أي والله .

الحلبي : أي نعم ، و فضلا في أخ شيخنا في الرياض ، هو تلميذ لعبد الله الدويش طبعا ، فيه أخ في الرياض تلميذ خصيص به أكثر ، وهذا تلميذ لهذا الخصيص يلي في الرياض وهو اسمه عبد الله السعد ، حدّثوني عنه أشياء عجيبة جدا لما رحت على الرياض ، حكوا لي كيف حافظته الأسانيد والتعليل والنقد ، لكن عنده القضيّة التي أشرت إليها قبل قليل وهي للأسف يعني غامضة جدّا قضيّة إنه الفرق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين ، فذكرت له الأخ عبد الله البارحة ، قلت له حقيقة أن هذه المسألة إذا بدّنا نقولها ونفتح بابها ، هذا بصير شوربة المنهج ، بصير المنهج شوربة ، كلّ واحد بصير يقول هذا على المتقدمين وهذا على المتأخرين ، أبو زرعة سمّى علم العلل كهذا ، وأبو حاتم قال هذا إلهام وغيره نحن أولئك ما بنطيقوا على أنفسنا ولا على ابن حجر ولا على من قبله ومن بعده ، هذا أولا ، ثانيا هؤلاء لما كانوا يلقوا يطرحوا أشياءهم ، أو يعلّوا بالروايات والأسانيد ، كانوا يعلّوا بخصوص إسناد واحد أمامهم وطريق واحدة ، فلذلك لما يقولوا هذا حديث باطل لا أصل له ، هل نتصوّر إنهم يقصدوا إنه ما له أصل عن النبي عليه الصلاة والسلام ولكن لا أصل له من هذا الطريق بهذا الموطن .

الشيخ : إي نعم .

الحلبي : لذلك قال قبل ما نجيب هذا الكلام ، قال أنا بشوف أحيانا الشيخ ناصر في صحيح الترمذي مثلا ، الإمام الترمذي يقول والصّحيح مرسل ، الشيخ ناصر يقول صحيح ، قلت له يا شيخ مرسل هذا النظر إلى الإسناد نفسه لهذه الطريق لكن الشيخ ينظر إلى الشّواهد ، ينظر إلى المتابعات أحيانا لأنه قد تكون المتابعة مش نفس الطّريق متابعة من طريق آخر ، متابعة تامّة أو كذا ، فالرجل يعني اقتنع كأنّه سبحان الله ... .

الشيخ : أي نعم غافلين عن هذا .

الحلبي : أيضا من الأمثلة على هذا همام شيخنا هنا ، همام عنده قضية المنهج عند المتقدمين والمتأخرين هذه كثيرة ويركز عليها ، وإيش بزيد الطين بلة كما يقال ، بأنه يقول لا بد من دراسة الراوي دراسة اقتصادية وسياسية واجتماعية ومعرفة صلته بتلاميذه وصلته بكذا وكذا ... .

الشيخ : أعوذ بالله ، معناه بده يعطّل بقى العمل بالحديث ، مثل يلّي يضعوا شروط الاجتهاد ، حتى جعلوها خيالا إلى درجة أن بعض الأئمة يمكن ما بتتحقّق فيه .

الحلبي : نعم نعم صحيح .

الشيخ : ...لطيف بخلق الله عزّ وجلّ ، إنه هذا الماء موجود هناك وموجود في الطست أحيانا ، وكثيرا ما نرى العصافير تلتفّ حول الماء تشرب ، تأتي بعض العصافير ما يهنئ لها أن تشرب إلاّ من الماسورة الناعمة يلّي عم بتنخر .

الحلبي : لا إله إلاّ الله .

الشيخ : كأنّها تميّز بفطرتها أنّ هذا الماء أنظف أصفى ، شايف الماسورة الصغيرة هذه ، يأتي العصفور ويقف ويضع منقاره في الفوهة تبع الماسورة ويلقط الماء هذا ، لذلك بهمني أحيانا شوف الماسورة فلتانة أوّلا أريد أن أرجّعها من أجل أن تصبّ على الجرن يلي تحت ، وثانيا حتى يتمكّن العصفور من الوقوف على القضيب هذا ثمّ يضع منقاره ويشرب .

الحلبي : ...فجزء علل أحاديث مسلم تبع ابن عمار الشهيد في بيت أخونا السوري هناك ، من العجيب شيخنا أنّ في هذا الجزء أربعة أحاديث ليست في النّسخ التي بين أيدينا من صحيح مسلم أو ثلاثة ... .

الشيخ : ليست بأيدي إيش ؟

الحلبي : ليست في النسخ التي بأيدنا من صحيح مسلم ... .

الشيخ : آه عجيب .

الحلبي : أي نعم ، ووجدت فيه ، ووجدت فيه ، ولذلك شيخنا في السلسلة الصحيحة الجزء الثاني أظن ، عند حديث ( ولم يشكني إلى عواده ) أنت شيخنا كاتب بحث طويل جدا في العلل وهو دقيق جدا ، قضية يشبه حديث فلان ويشبه حديث فلان ، نقلا ومناقشة لابن رجب في شرح العلل ، إذ أورد هذا الحديث وعزاه لمسلم ، فأنت شيخنا وهّمته ، هو طبعا يعزوه لمسلم تبعا لابن عمّار ، يقول وقال ابن عمّار .

الشيخ : هو مصرح يعني .

الحلبي : آه مصرح طبعا .

الشيخ : والله هذه فائدة .

الحلبي : أي نعم ، برضوا الحافظ ابن حجر في النكت ، عن هذا السند نفسه ، النكت الظراف طبعا ، عند هذا السند نفسه أتى بكلام ابن عمّار الشّهيد ، وكلام البيهقي أنه قال وعزاه بعض الحفاظ إلى مسلم ، والإمام السّيوطي في اللآلئ المصنوعة شيخنا أيضا يقول: " ولعلّه في إحدى نسخ صحيح مسلم " التي ليس بين أيدينا ، وطبعا هذا الذي يظهر شيخنا مش لعله , يقينا ... .

الشيخ : أكيد .

الحلبي : لأن الرجل يقول ووجدت فيه .

الشيخ : أي نعم يعني يخبر عن دراسة خاصّة مش نقل عن غيره .

الحلبي : عن شيء رآه ، أي نعم هذا هو أنا دائما بقول لأخوانا شيخنا يعني عجيبة بقول لهم ، نحن دائما نظن بوقت الشيخ إنه يضيع في المسائل أو في الأسئلة والأجوبة الّتي غيره يستطيع يجاوبها ويطرحها ويناقشها ، الشيخ عالم متفنّن ، لكن فنّه الأوحد هو علم الحديث ، فأقول أنا أشعر إنه الشيخ لمّا واحد يسأله عن علم الحديث ، وبخاصّة قضايا المصطلح والنّقد إنّه هو يشعر بنهم يعني ، كأنه هيك سبحان الله ، آه شيخنا ؟

الشيخ : لا شك أن هذا مغنم ومكسب أي والله ، الحمد لله الذي أقامنا في هذا المطاف .

الحلبي : أي والله الحمد لله هذا من الله .

الشيخ : ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس .

الشيخ : الحمد لله سبحان الله .

...

الشيخ : وبينقل بقى ما جاء في التهذيب ، ترجمة طويلة .

الحلبي : هذا ليس بعلم .

الشيخ : آه ، وقال فلان وقال فلان وقال فلان ، أقلّ ما يخرج من هذا النقل لمن لا يعرف الألباني وأسلوبه ، إنه شو هذا الشيخ الألباني ، يجيب أحاديث فيه في أسانيد الرواة ، متكلّم فيهم بهذا الكلام هذا ، كأنّه عم يجي شيء جديد كان خافيا علينا ، وبتوسّع عجيب وعجيب ... .

مواضيع متعلقة