السنة تفسر القرآن ، ووجوب تصفية الاسلام عقيدة وفقهاً وسنة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
السنة تفسر القرآن ، ووجوب تصفية الاسلام عقيدة وفقهاً وسنة .
A-
A=
A+
الشيخ : من المتفق عليه أيضا أن السنة تفسر القرآن وأن القرآن لا سبيل إلى فهمه كما أراد الله تبارك وتعالى حين أنزله على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم لا يمكن تحقيق هذا الفهم إلا بالرجوع إلى السنة هاتان ركيزتان متفق عليهما بين كافة المسلمين الذين لايزالون معنا في دائرة الإسلام وإن كانوا يختلفون اقترابا وابتعادا عنها سيظهر الاقتراب والابتعاد فيما يأتي من البيان السّنة تفسر القرآن لكن معلوم أيضا وبخاصة عند أهل العلم أن السّنة قد دخلها مالم يكن فيها يوم خاطب الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله (( وأنزلنا إليك الذكرى لتبين للناس ما نزل إليهم )) هذا البيان الذي هو سّنة الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبق كما كان إلى وفاته عليه الصلاة والسلام وإنما دخل في هذه السّنة مالم يكن منها يومئذ وقد يكون - أرجوا الانتباه - وقد يكون ذهب بهض هذه السنة التي كانت في عهد النبي صلى الله عليه وآله سلم ذهبت عن بعض علماء المسلمين فضلا عن عامتهم من أجل هذا وهذا أعني من أجل أنه دخل في السنة مالم يكن منها ومن أجل أنه قد ذهب بعضها عن بعض العلماء من أجل هذا وهذا لا يمكن فهم القرآن الكريم فهما صحيحا إلا بالعناية التامة المتوفرة على جمع السنة أولا ثم على تمحيص صحيحها من ضعيفها ثانيا هذا الواجب وهو جمع السنة وتميير صحيحها من ضعيفها هذا مع الأسف الشديد لم يأخذ حقه طيلت هذه القرون الكثيرة التي مرت على المسلمين لم تأخذ السنة حقها سواء من حيث الجمع أولا ثم من حيث التمحيص ثانيا أدندن حول نقطة ذكرتها آنفا لأنني أشعر أنني نادرا ما تعرضت لبيانها العادة أن نتعرض لبيان أنه دخل في السنة ما ليس منها أما أن نتعرض لبان أنه قد ضاعت بعض السنة على بعض العلماء فيجب نحن أن نتحرى هذه السّنة الضائعة على بعض العلماء فنضمها إلى المجموعة التي اخترنا منها ما صح من سنة النبي صلى الله عليه وآله سلم وإن مما لا شك فيه أن هذا الواجب المزدوج أي من حيث الجمع أولا ثم من حيث تصفية الصحيح من الضعيف ثانيا لا شك ولا ريب أن مثل هذا العمل لا يمكن أن يقوم به فرد أو أفراد أو عشرات أومئات ومتفرقين في العالم الإسلامي الأمر أعظم بكثير جدا جدا مما يتصوره البعض أنه أمر ميسور الجمع ثمالتمحيص الصحيح من الضعيف ولكن لما كان من القواعد الإسلامية المتفق عليها بين الأمة قوله تبارك وتعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) فلا ينبغي لمن كان عنده قدرة على الجمع أو التمحيص بل وعلى الجمع بين الأمرين كليهما لابد أن يقوم به من هذا الباب (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) ولا شك ولا ريب أن العالم المسلم كل ما كان أكثر جمعا للسنة وأعرف بتمييز صحيحها من ضعيفها كلما كان متمكنا من تفسير القرآن تفسيرا صحيحا وبالتالي كلما كان أفقه بالإسلام من أولئك الأخرين الذين لم يؤتوا حظا من الجمع للسنة ومن التمييز للصحيح من الضعيف منها إذا فالعلم النافع هو المستقى من كتاب الله والمفسر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا التمحيص الذي ندندن حوله ذلك مما نراه أشبه ما يمكن أن نقول عنه إنّ هذه الحقيقة العلمية ضائعة اليوم من أفكار كيثر من العلماء فضلا عن طلاب العلم الذين ابتلوا بالإفتاء أو بالتأليف والتصنيف لذلك ننصح كل من كان معنا على هذا الخط المستقيم الكتاب والسّنة أنه يجب تفسير القرآن بالسّنة والسّنة الصحيحة مع الحرص الشديد على جمع أكبر كمية ممكنة من السّنة الصحيحة ليتمكن من تفسير القرآن تفسيرا صحيحا في أوسع دائرة يتمكن منها هذا هو العلم النافع العلم النافع معلوم جملة أنه ما كان مستقى من الكتاب والسنة لكن مع الأسف ليس معلوما أن السنة يجب تحريها عملا فكرا معلوم عند العلماء الذين يدرسون علم مصطلح الحديث مثلا وعلم الجرح والتعديل هذا أمر معروف نظريا لكنه مع الأسف غير مطبق عمليا لذلك يجب علينا نحن معشر طلاب العلم أن يدندنوا دائما وأبدا حول هذا الذي نكني عنه بالتصفية فقد عرفنا الآن التصفية التي نحن نتكلم عنها في كثير من الجلسات أو المحاضرات تصفية الإسلام مما دخل فيه مما لم يكن يوم قال الله عز وجل (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) هذا بطبيعة الحال كلام مجمل من حيث الأصل من حيث معرفة االعلم النافع ماهو أما التصفية هذه دائرة عملها واسع جدا جدا لأنه يتطلب فقها صحيحا مستقا من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وهذا لا يتمكن منه إلا أفراد قليلون جدا ممن أتوا حظا من العلم النافع ولا أكرر فقد عرفتم ماهو العلم النافع فمن كان على أمر وعلى علم بهذا العلم النافع هو الذي يستطيع أن يقوم بتصفية الإسلام مما دخل فيه لأن هذه التصفية تعني تصفية العقائد والأفكار مما توارثها الخلف عن بعض ممن تقدمهم تصفية الأفكار والعقائد مما ليس لها صلة بالإسلام بالكتاب والسنة هذه التصفية تعني تصفية كتب الفقه من الآراء والاجتهادات التي وإن كانت قد صدرت من بعض العلماء والأئمة وكانوا مأجورين على تلك الآراء ففيها الشيء الكثير مما يخالف الكتاب والسنة فهم وإن كانوا مأجورين ولكن لابد لأهل العلم من تمييز آرائهم التي خالفة الكتاب والسنة ولو بإجتهاداتهم من تلك الآراء المطابقة للكتاب والسنة حتى يتبنى المسلمون إسلاما مصفى وهنا لابد لي من وقفة لعلها تكون قصيرة إن شاء الله حينما قال الله تبارك وتعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) ندري يقينا أنّ الله عزّ وجل حينما شرع لعباده هذا الإسلام على ما قام ببيانه نبينا عليه الصلاة والسلام إنما كلفهم في حدود طاقتهم فإذا وسّع هذا الإسلام بأراء اجتهادية أو ببدع إضافية ألحقت بسبب انحراف في قاعدة ليست هذه القاعدة إسلامية كقول بعضهم مثلا أن البدعة تنقسم إلى خمسة أقسام فباسم هذا التقسيم أدخلوا في الإسلام ما ليس منه وبذلك الاجتهاد الذي لابد منه من أهل العلم والاجتهاد قد وقعت منهم آراء خالفت الكتاب والسنة قليلا أو كثيرا ليس هذا البحث الآن فمن مجموع تلك البدع التي أضيفت باسم وجود بدع حسنة وسيئة وباسم تلك الآراء الاجتهادية المخالفة للسنة إتسعت دائرة الإسلام فصار هذا الإسلام بصورة واسعة لا يستطيع أعبد الناس أن ينهض به لأن الذي كلف به في عهد النبي عليه السلام هو الذي يستطاع فما ألحق بهذا الإسلام فيما بعد بطريقة من الطريقتين المشار إليهما آنفا فهنا سيقع من المسلم كل ما أخذ شيء من هذه الزيادات نقص مما هو زيد عليه أي من الإسلام الصحيح لذلك يظهر أهمية خطيرة جدا جدا من ضرورة تصفية الإسلام مما ليس فيه قلت آنفا تصفية العقائد والأفكار ثم ثنيت بتصفية الفقه من تلك الآراء أو البدعة ثم تصفية الأحاديث وما أدراكم وهذا سبق الإشارة إليه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ولاسيما وأنه قد فتح على المسلمين باب واسع جدا برأي لا أقول بقاعدة .

مواضيع متعلقة