كيف التوفيق بين القول بكون السنة محفوظة وبين وجود أحاديث ضعيفة وموضوعة دخلت في السنة؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف التوفيق بين القول بكون السنة محفوظة وبين وجود أحاديث ضعيفة وموضوعة دخلت في السنة؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا سألني سائل في صلاة العشاء في قوله الله تبارك وتعالى (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) يقول لما نحن نفهم من تفسير هذه الآية أن القرآن والسنة محفوظين من الله عز وجل والكل يعلم أن السنة دخلها أحاديث ضعيفة وموضوعة فكيف نوفق ما بين قول الله وهذا الواقع الذي حصل للسنة حيث إن بعض النصارى قد وضعوا لهذا الأخ شبهة أنه ممكن أن يتحرف القرآن ما دام ما تحرفت السنة والله عز وجل يقول إنه محفوظ وتحرف فكيف نرد على هاتين الشبهتين؟
الشيخ : أولا قبل الجواب عن هذا السؤال يحب على كل مسلم أن يعلم أن الإسلام بالأحرى العالم المسلم بل راح أقول كلمة أكبر نبي الإسلام لا يمكن أن يقنع كل كافر بكل جزئية من جزئيات الإسلام مفهوم هذه المقدمة ؟ نعم أه وهذا أمر واضح جدا لماذا ؟ لأنه في هناك في الإسلام أمور أساسية هذه الأمور الأساسية يتفرع منها الألوف المؤلفة من الأحكام الشرعية فمن لم يؤمن بذلك الأصل فلا يمكن أن يؤمن بما تفرع من ذلك الأصل وعلى هذا فلما يأتي الكافر ويطرح على مسلم شبهة فهذه الشبهة لا قيمة لها لأنها قامت على كفره مش على إيمانه فإذا هنا نحن راح نقول أيها المسلم خاصة الذي ليس عنده ثقافة شرعية لا تفتح قلبك لسماع شبهات الكافرين وإنما افتح قلبك لتلقي العلم الصحيح من أهل العلم والمعرفة بالدين أظن أنه المقدمة تكفي لمن كان مؤمنا بالله ورسوله حقا أنه نقول له إلى هنا وبس ماشي لكن عندي طريقة أخرى في الجواب وإن كانت هذه الطريقة الأخرى هي مبنية على الطريقة الأولى فأقول معلوم عند العلماء أن الألفاظ هي قوالب المعاني وأن الأمر كما قال ذلك الشاعر القديم ولو أنه كان كافرا لكنه كان عاقلا ! حيث قال :
" إن الكلام لفي الفؤاد *** وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا " فالألفاظ هي قوالب المعاني فإذا أنزل الله عز وجل آيات أو تكلم نبيه بأحاديث من كلامه فهو تعالى ثم نبيه عليه السلام يقصدان المعاني التي تضمنتها هذه الألفاظ وإذا كانت هذه الحقيقة معلومة لدى كل مسلم عاقل بل وحتى عند ذلك الكافر " إن الكلام لفي الفؤاد *** وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا " ، حينئذ إذا قال الله عز وجل بالنسبة لكتابه (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) وهذه حقيقة لا يستطيع الكفار أنفسهم أن ينكروها وبخاصة إذا طبقوا القاعدة التي قالها بعض العرب قديما " وبضدها تتبين الأشياء " إذا قاسوا القرآن على أناجيلهم وجدوا أن الإنجيل عندهم فوق السبعين أنجيلا بعدين صغروا العدد وصلوها لأربعة ونسخوا البقية فهذا أكبر دليل أن الإنجيل أن إنجيلهم غير محفوظ وإنما هذه النسخة بينما هذا المصحف هذا القرآن الكريم إلى اليوم لا يجدون وصولا إلى الغمز واللمز فيه إطلاقا ولذلك يأتون من طريق السنة ! فإذا كانت الألفاظ هي قوالب المعاني نعود الآن ندخل في صلب الإجابة عن الشبهة .
هذا المسلم مثلا الذي أرسلت عليه تلك الشبهة يعتقد من قرارة نفسه أن هذا القرآن الكريم محفوظ ليس كالسنة نقول له هل أنت عرفت المعاني التي تضمنتها الآيات القرآنية كلها؟ سيكون من جوابه لا عرفتها جلها؟ سيقولون من قوله لا إذا عرفت قليلا منها سيعترف بهذا ولابد نعود لنقول له هل يعني هذا أن المعاني التي أنت ما عرفتها وفاتتك هي ضاعت على علماء المسلمين قاطبة أم هي معروفة عندهم وإن كانت مجهولة عندك ماذا ترون سيكون جوابه ؟ حينئذ يطيح الإشكال أن هذه الأحاديث التي هي ضعيفة عند أمثال هذا المستشكل للمسألة فهي ليست كذلك عند مجموعة علماء المسلمين فكما أن معاني القرآن محفوظة عند جميع علماء المسلمين فأحاديث الرسول عليه السلام الصحيحة هي محفوظة عند مجموع علماء المسلمين وليس عند واحد لأنه قد يقال القرآن نفسه معانيه خاصة والمعاني التي تتضمنها آية واحدة قد يستنبط منها العالم الخريت النحرير عشرات المسائل بينما عامة الناس يأخذوا مسألة أومسألتين فما بالك بمجموع الأحكام والاستنباطات التي تؤخذ من مجموع الآيات الكريمة هذه المعاني لا يمكن أن يقال إنها ضاعت على الأمة كلها وإنما قضية نسبية كذلك أحاديث الرسول عليه السلام الصحيحة محفوظة في صدور الأمة ولكن ليس في صدر فرد من أفراد الأمة باختصار وإيجاز تام يقال بالنسبة للأحاديث لمتون الأحاديث كما يقال لمعاني الآيات واضح إن شاء الله تؤدي الرسالة وتبلغ الأمانة.

مواضيع متعلقة