موعظة الشيخ لِمَن ينتسب إلى الدعوة السلفية وليس لديهم علم وتمييز بالكتاب والسنة وفهم السلف الصالح . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
موعظة الشيخ لِمَن ينتسب إلى الدعوة السلفية وليس لديهم علم وتمييز بالكتاب والسنة وفهم السلف الصالح .
A-
A=
A+
الشيخ : فإذًا الآية جعلت الناس قسمين ؛ العالم يسأله الجاهل ، والجاهل هذه وظيفته أن يسأل العالم ، فينسبون إلينا أنَّنا نقول وظيفة هؤلاء الجُهَّال أن يفهموا ما فَهِمَه العلماء ؛ هذا أمر مستحيل ، من هنا تتسرَّب وتُذاع وتُشاع هذه الفرية ، فربما تأخذ بعقل بعض مَن سمع بالدعوة السلفية في جانب من تفاصيلها وتبنَّاها ولكنه فاتَتْه هذه الحقيقة ؛ وهي أن الدعوة السلفية لا تسمح للجاهل بأن يتعالم ، ولا فرقَ في هذه النقطة بين الدعوة السلفية وبين كلِّ الدعوات الأخرى ؛ فالجاهل جاهل مهما ادَّعى ، لكن أنا أقول هذه الحقيقة لفهم الدعوة السلفية ، وإن كنت أجد نفسي مضطرًّا إلى أن مثل هؤلاء الذين يتَّهمون الدعوة بما ليس فيها والدعاة بما هم بريئون منه ، لا أستطيع أن أنكر - وهذه موعظة مني إلى إخواني - أن هناك ناس ممَّن استجابوا للدعوة السلفية ولمَّا يتمكنوا من أن يصبحوا من أهل العلم من الذين يتمكَّنون من فهم المسألة بدراستهم لنصوص الكتاب والسنة أوَّلًا ، ثم بالاستعانة بأقوال العلماء المتقدِّمين الذين درسوا هذه النصوص من الكتاب والسنة ثانيًا ؛ أقول آسفًا أنني لا أستطيع أن أبرِّئ بعض الإخوان المتحمِّسين للدعوة أنهم قد يكونون شبهة لأمثال أولئك الذين يقولون في الدعوة وفي دُعاتها وشبهة لهذا الكاتب الذي اتَّفق أخيرًا مع المتعصِّبين للمذهبية أنُّو دعوة هؤلاء الناس الذين لا تمييز لهم إلى اتباع الكتاب والسنة هو تضليل لهم وإخراج لهم من الدين .

فإذًا هنا قضيَّتان ؛ قضية تتعلق ببعض إخواننا ؛ فأنا أنصحهم بأن لا يتسرَّعوا بادِّعاء أنهم أصبحوا في منزلة وفي مكانة يتمكَّنون فيها من أن يفهموا نصوص الكتاب والسنة استقلالًا بذواتهم وأشخاصهم دون الاستعانة ودون الالتفات إلى هذا التُّراث الضَّخم الذي وَرِثْناه من علمائنا الذين أشرنا في مقدمة كلمتنا هذه إلى جهودهم وإلى فضلهم علينا ، ومن جهة أخرى نفيد هؤلاء الذين ينسبون إلى الدعوة ما ليس منها أن الدعوة لا تُعطِي مجالًا للجُهَّال أن يتفهَّموا القرآن والسنة مباشرةً ، ولكن في الوقت نفسه أريد أن أقول ... .

مواضيع متعلقة