كيف يمكن الجمع بين قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ما كانَ مِن نَبِيٍّ إلَّا وقد كانَ له حَوارِيُّونَ يَهتَدُونَ بهَديِهِ ، ويَستَنُّونَ بسُنَّتِهِ ) ، والحديث الآخر : ( فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبيُّ معهُ الرَّجُلُ ، والنَّبيُّ معهُ الرَّجُلَانِ ، والنَّبيُّ معهُ الرَّهطُ ، والنَّبيُّ ليسَ معهُ أحَدٌ ) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف يمكن الجمع بين قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ما كانَ مِن نَبِيٍّ إلَّا وقد كانَ له حَوارِيُّونَ يَهتَدُونَ بهَديِهِ ، ويَستَنُّونَ بسُنَّتِهِ ) ، والحديث الآخر : ( فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبيُّ معهُ الرَّجُلُ ، والنَّبيُّ معهُ الرَّجُلَانِ ، والنَّبيُّ معهُ الرَّهطُ ، والنَّبيُّ ليسَ معهُ أحَدٌ ) ؟
A-
A=
A+
عيد عباسي : سؤال : كيف يمكن الجمع بين قولي الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( ما بعث الله من نبيٍّ إلا كان في أمَّته قومٌ يهتدون بهديه ويستنُّون بسنَّته ) ، والحديث الآخر : ( رأيت النبيَّ ومعه الرهط ومعه الرهطين ، والنبي ليس معه أحد ) ؟

الشيخ : الذي يبدو لي - والله أعلم في الجواب - أن الحديث : ما من نبيٍّ إلا . شو نص الحديث ؟

عيد عباسي : بعث ، ( ما بعث الله من نبيٍّ إلا كان في أمَّته قوم يهتدون بهديه ) .

الشيخ : ما بعث الله من نبيٍّ إلا كان في قومه مَن يهتدي بهديه ؛ هذا من النصوص العامة التي تُخصَّص بالحديث الآخر الذي عُرِضَ فيه على الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - النبي وليس معه أحد ؛ أي : إن الغالب - وهذا أمر مقطوع به نظرًا وبصرًا - الغالب أنَّ الله - عز وجل - حين بعث الأنبياء فلا بد أن يكون هناك مَن يستجيب لدعوتهم ، ولكن ما بين أن يكون المستجيب قليلًا أو كثيرًا ، ولكن هذا لا ينفي أن يكون هناك بعض الأفراد من الأنبياء لم يستجِبْ لهم أحد ، فالحديث الأول يُحمل على الغالب من شأن الدعاة مع المدعوِّين ، شأن الأنبياء مع المدعوِّين ؛ فعلى الغالب يستجيب المدعوُّون لدعوة الأنبياء لأنها دعوة حقٍّ ؛ مع الاختلاف - كما قلنا - في الكثرة والقلة ، ولكن أحيانًا لا يستجيب للرسول أحد إطلاقًا ، وهذا من جملة الامتحان والابتلاء من الله - عز وجل - .

فإذًا التوفيق بين الحديثين بقاعدة " حمل العام على الخاصِّ " ، وبذلك يزول الإشكال ، وهذا لا يشكل على طلاب العلم ؛ لأنه كما في قوله - تعالى - مثلًا : (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ )) ، فهذا يشبه تمامًا لو سأل سائل : كيف التوفيق بين الآية وبين قوله - عليه السلام - : ( أُحلَّت لنا ميتتان ودمان : الحوت والجراد ، والكبد والطحال ) ؟ الجواب : حُرِّمت عليكم الميتة إلا ، كذلك الدم إلا ؛ يعني هذا النَّصُّ عام ، النَّصُّ القرآني نص عام خُصِّص منه ما ذكر في الحديث ، كذلك المبدأ العام أنُّو كل نبي بعثَه الله - عز وجل - استجاب له مَن استجاب إلا نأخذ الاستثناء من الحديث الثاني : ( وعُرِضَ عليه النبي وليس معه أحد ) ؛ إذًا عام وخاص ، هكذا الجمع .

مواضيع متعلقة