التحذير من التشبه بلباس الكفار ، وخطورة تقسيم الدين إلى قشرٍ ولبٍّ . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
التحذير من التشبه بلباس الكفار ، وخطورة تقسيم الدين إلى قشرٍ ولبٍّ .
A-
A=
A+
الشيخ : ولكن يجب أن نلاحظ شيئًا واحدًا ، وهو كما قال - عليه السلام - : ( كُلْ ما شئتَ والبَسْ ما شئتَ ما جاوَزَكَ سَرَفٌ ومخيلة ) ، فكُلْ ما شئت والبَسْ ما شئت لكن شرط واحد ؛ لا تضيِّع شخصيتك المسلمة بأن تنماع في مظهرك بشعب من الشعوب أو أمة من الأمم الأخرى التي لا تؤمن بالله ورسوله ؛ لأن الرسول - عليه السلام - نهى عن التشبُّه بالكفار ، وهذه الناحية - مع الأسف الشديد - مما تعرَّى منه المسلمون جمهورهم اليوم ، فلا يكادون يقيمون وزنًا لمثل هذا البحث أوَّلًا من الناحية الفكرية العلمية ، فلا تجد خطيبًا ولا واعظًا ولا مرشدًا ولا مؤلِّفًا يؤلِّف ولو طريق المرور يعني سريعًا يكتب لتنبيه الناس عن هذه الظاهرة التي انتشرت بين المسلمين ؛ وهي إعراضهم عن تقاليد آبائهم وأجدادهم وأزيائهم إلى تقليدهم لأزياء الكفار ، وأصبح هذا - مع الأسف الشديد - ديدن الشباب اليوم ؛ أيّ موضة تأتيهم فهم لا يُدخِلون فيها أيَّ تغيير أو تبديل ، لو أنهم حرصوا على الشرع مثل هذا الحرص في عدم التغيير والتبديل لَكانوا منصورين على أعدائهم الكافرين .

أنا يؤسفني جدًّا أن أدخل المسجد وأجد فيه شبابًا مسلمًا يصلون - وبعضهم ممَّن تبنَّوا دعوة الكتاب والسنة - فيصلِّي أمامي فأتعجَّب ؛ هل هذا مسلم يصلي ولَّا رجل منافق يصلي ؟! لِمَ ؟ لأنه يلبس لباس الكفار ، ضيق ما يسمُّونه بـ " البنطلون " يعضُّ على فخذيه وعلى إليتَيه عضًّا ، وربما إذا سجد ظهر لِمَن خلفَه ما بينهما ؛ هذا لباس الإسلام يا جماعة ؟ حاشا لله - عز وجل - ! لكن هذا هو التقليد ، كنَّا في تقليد نشكو منه كثيرًا وكثيرًا ، وإذا نحن بتقليد أفظع من ذاك ؛ لأنُّو ذاك كيفما كان نقلِّد مسلمين ونقلِّد أئمة في الدين ، لكن الإسلام يريد أن نقلِّد الدين مباشرة ؛ فما بالنا نحن نقلِّد اليوم أئمة الكافرين الذين يضعون هذه النُّظُم في اللباس سواء للنساء أو للرجال أو للشباب ، فالذي يأتينا نقبله دون أيِّ بحث أو سؤال تفتيش ؟!

والحق - والحق أقول - أنا لا أعتقد أن الأمة المسلمة - ولا أريد يعني ثمان مئة مليون مسلم ؛ هذا مستحيل ، وإنما نخبة منهم - لا يمكن أبدًا أن تعود إليهم عزَّة الإسلام وهم على هذا الوضع الذي يعيشون فيه .

كثير من الكُتَّاب الإسلاميين اليوم ومن المحاضرين وأمثالهم يصرِّحون بأنُّو هذه القضايا التي جَعَلَها الإسلام مبادئ وقواعد ( مَن تشبَّه بقوم فهو منهم ) يقولوا : هذه مسائل تافهة ، وهذه أمور تُعتبر من القشور ، نحن بدنا نشتغل الآن باللُّباب ، وليتَهم اشتغلوا باللُّباب ؛ لأنُّو اللي ما بيحافظ على القشر لا يمكن أن يحافظ على اللُّباب ؛ لأنُّو ربنا - عز وجل - بحكمَتِه كما حصَّنَ لبابًا الماديًّا ببعض القشور المتنوعة كذلك - أيضًا - حصَّنَ لبابًا روحيًّا معنويًّا بأمور أخرى يسمِّيها هؤلاء بالقشور ، نحن نسمِّيها مثل ما قال في الحديث القدسي : ( ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه ، فإذا أحبَبْتُه كنت سمعَه الذي يسمع به ) إلى آخره ؛ لذلك فالأمة المسلمة الحية لا يمكن أبدًا أن تكون مسلمة في قلبها وغير مسلمة في قالبها ؛ لأن الإسلام كلٌّ لا يتجزَّأ أبدًا ؛ ولذلك وإن كنت أرى تباشير في العصر الحاضر باعتبار يمكن أعدُّ نفسي شبه مخضرم ؛ يعني أدركت أنا زمن كان طلَّاب العلم يحضرون في المساجد يحملون شعارًا دخيلًا في الإسلام وهو اللَّفَّة اللي يسموها " لامانيه " - اللَّفَّة الصفرة على الطربوش الأحمر - هذا طالب علم ! أما لحيته حليقة ، بينما القرآن والسنة والمذاهب الأربعة تؤكِّد في إعفاء اللحية ما لا تؤكد مطلقًا في العمامة ؛ خاصَّة هذه العمامة التي وضعوها هؤلاء طلبة العلم ، فأنا أدركت ذلك الزمان ، أما الآن فأجد القضية انعكست ، لكن هذا الانعكاس يحتاج إلى تعديل .

اليوم مظاهر الإسلام والتمسُّك بالدين في الشباب المؤمن واضح تمامًا ، أوَّلًا : في إقباله على بيوت الله - عز وجل - ، ثانيًا : في إقباله على التمسُّك بهذه السنة ، بل بهذا الواجب ، بل بهذه الفريضة بكثرة تبشِّر بالخير ، ولكن لما يستقيموا على الطريقة ؛ لأنهم لايزالون يمشون في الطرقات حُسَّرًا كالكفار ، ثم هذه اللحية قد يفعلها بعض الناس - أيضًا - تقليدًا لِمَن يسمُّونهم بالانكليز وأمثالهم ؛ لأنُّو في أوربا - أيضًا - توجد هذه الظاهرة ولو بنسبة أقل مما عندنا ، فيمكن بقى بعض الشباب يفعلوها تقليدًا - أيضًا - لأولئك .

مواضيع متعلقة