بيان حكم التسمِّي بالسلفي ، والرد على مَن ينكر ذلك ويحتج بقوله - تعالى - : (( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ )) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان حكم التسمِّي بالسلفي ، والرد على مَن ينكر ذلك ويحتج بقوله - تعالى - : (( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ )) .
A-
A=
A+
الشيخ : ... فيقول بعضهم : أَلَا يكفينا أن نتسمَّى بما سمَّانا به ربُّ العالمين في كتابه الكريم أن نقول : نحن مسلمون وبس ؟!

جوابي على هذا الاعتراض : يكفينا ، لكن متى يكفي هذا ؟ حينما يعود المسلمون جميعًا كما كان سلفنا الأول على الكتاب والسنة وليس هناك مذاهب لا تزال اليوم تثبت وجودها ويتبنَّاها الملايين من المسلمين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ، يوم يتفق المسلمون على هذا المنهج من الرجوع إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح كما قلنا حينئذٍ ترتفع الأسماء كلها ليس فقط سلفي ، بل قبل سلفي يرتفع نسبة حنفي ومالكي وشافعي وحنبلي وزيدي وشيعي وإباضي وخارجي ونقشبندي وما أدري فرق معروفة عندكم إلى آخره ؛ يوم يتفق المسلمون على نبذ هذه الأسماء كلها والفرق كبير جدًّا بين هذه الأسماء وبين اسم السلفي ، وهذا الفرق يجب أن ننبِّه عليه ؛ فإن من بياننا السابق أن السلفي هو نسبة للسلف ، وأن السلف ليس انتسابًا لشخص حتى ولو كان أبا بكر أو عمر أو عثمان ، وإنما هو لجميع السلف ، بينما هذه المذاهب الأخرى فهي انتماء لأشخاص ، فشتَّان بين هذا الانتماء وبين ذاك الانتماء ، ذاك الانتماء السلفي هو انتساب للعصمة ؛ لأن الرسول - عليه السلام - يقول : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) . فالسير على ما كان عليه السلف الصالح أمرٌ مَجمَعٌ عليه ومعصوم من الخطأ ، أما السير على مذهب إمام من أئمة المسلمين مهما سما وعلا علمًا وخلقًا وصلاحًا وزهدًا إلى آخره ؛ فهو ليس معناه التمسُّك بالعصمة ؛ لأنه يخطئ ويصيب كما قلنا آنفًا عن الإمام الشافعي : " ما من أحد إلا وتخفى عليه سنة من سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " . إلى آخره .

فالشاهد : ما دامت هذه الأسماء وهي تدلُّ على أشياء غير مشروعة من التعصُّب لشخص غير معصوم ؛ ما دامت هذه الأسماء موجودة فنحن لا نرى إطلاقًا أن نتسامح ونتنازل عن الانتساب للسلف الصالح ، وأنا لا أقول عن نفسي سلفي لأنني وُجِدت في عصر لا بد من أن أنتسب إلى شيء ما من هذه المذاهب .

يقول بعض الناس : قل أنت مسلم . يا أخي ، أنت - ولا تؤاخذني - مَثَلُك مثل النعامة ، هذا الطير الضَّخم الذي يُضرب به المثل في الحماقة ؛ إنه حينما يرى الصياد - يزعمون هكذا - يُدخِلُ رأسه في الرمل ، فهو لا يرى الصياد ، فيتوهَّم بحماقته أن الصياد لم يعُدْ يراها ، وهي في الضخامة كالجبل ، الذي يقول : أنت قُلْ الآن مسلم هو يُغمِض عينيه عن الواقع الموجود اليوم ، إذا قلت : أنا مسلم ؛ سيسألني : أنت حنفي ؟ أنت شافعي ؟ أنت كذا ، أنت كذا ، أنت كذا ، إلى آخره ، أسماء لا يمكن حصرها ؛ فماذا تقول ؟ إذا أصرَرْتَ أن تقول : أنا مسلم فقط ؛ معناها أنت ما صرَّحت بعقيدتك ، معناها اختلط الحابل بالنابل ، واختلط الحقُّ بالباطل ؛ حينما قلتَ أنتَ عن نفسك فقط : أنا مسلم . طيب ؛ إذا قال إنسان : أنا مسلم من حيث إيش ؟ الدين ، لكن لا مانع أن ينسب إلى ذلك شيئًا آخر لبيان الواقع ، وهو أنا مسلم سوري ، أي شيء في هذا ؟ أنا مسلم سوري ، إيش النسبة ؟ سوري بلد هاجرت إليها ، أنا مسلم ألباني ؛ يعني ولادة ؛ أي شيء في هذا ؟ لا في مفخرة ولا في أي شيء ، لكن بيان إيه ؟ للواقع ، فإذا قلت : أنا سلفي ؛ أي : أنا أنتسب إلى العمل بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، فأي شيء في هذا إلا الفخر لو جاز للمسلم أن يفخر بمثل هذا الانتساب ؟!

مواضيع متعلقة