ما حكم الانتساب إلى السلف ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم الانتساب إلى السلف ؟
A-
A=
A+
السائل : ... ؟

الشيخ : لماذا أنتم تحرصون على رفع اسم السلف ، وهذه النسبة التي أنا أعتقد أنه لا يجوز لمسلم أن يتبرَّأ من هذه النسبة ؛ لأن التبرُّؤ من هذه النسبة هو من مشاققة الله والرسول التي جاء ذكرها في القرآن الكريم ؛ وهو قوله - تعالى - : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، (( سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ )) من هم هؤلاء سبيل المؤمنين ؟ لا شك أنهم الذين قال عنهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الصحيح بل الحديث المتواتر : ( خير الناس قرني ) ، وكثير من الناس يروونه بلفظة : " خير القرون " ، وما وجدنا له أصلًا في كثير من الروايات التي وقفنا عليها واستطعنا أن نحكم على الحديث بأنَّه من الأحاديث المتواترة ، لا يوجد في طريق من هذه الطرق هذا اللفظ المشهور : " خير القرون قرني " ، لا ، وإنما اللفظ الصحيح : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) ، هؤلاء هم المقصودون مباشرةً بقوله - تعالى - : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ )) .

نحن الآن في أوائل القرن الخامس عشر ؛ فإلى أيِّ جماعة ننتمي ؟ ليس عندنا جماعة إلا هذه الجماعة الأولى التي شهد لها رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - بالخير وبالتَّزكية ، فمتى - نقول الآن كلامًا جدليًّا - متى يتَّفق المسلمون - ولن يتَّفقوا - على أن يرفعوا من بينهم كل هذه النِّسب المذهبية والفكرية ؟ حينَ ذاك نلتقي معهم على كلمةٍ سواء ؛ وهي : نحن مسلمون ؛ لأننا في هذه الحالة نكون قد اتَّفقنا على الرجوع إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله وعلى ما كان عليه القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية ، لكن هل هذا سيكون ؟ لا أعتقد ذلك ؛ لأن الله يقول : (( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ )) .

مواضيع متعلقة