ما هي حقيقة القاديانية ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هي حقيقة القاديانية ؟
A-
A=
A+
الشيخ : لا بد أنكم تسمعون بطائفة اسمها " القاديانية " ينتسبون إلى بلدة أو قرية في الباكستان تسمى بقاديان هناك خرج رجل من الصوفية عالم لكن كان صوفيا صاحب طريقة فادعى أولا بأنه المهدي ثم ادعى بأنه عيسى المبشر بنزوله في آخر الزمان ثم ادعى أنه يوحى إليه وله كتاب مطبوع باللغة العربية اسمه " حقيقة الوحي " وله هناك كفريات عجيبة جدا من هذا النبي الذي كذب وافترى على الله عز و جل يقول هناك مثلا يزعم أنه اسمه أحمد وكان اسمه الذي سماه أبوه غلام أحمد غلام أحمد، ترجمة غلام أحمد في لغتهم " خادم أحمد " والمقصود بأحمد هنا نبينا محمد عليه السلام وهذا الوليد سموه تبركا بغلام أحمد أي خادمه ثم لما ترقى في الضلال حذف كلمة غلام وبقى اسمه أحمد ثم زعم بأن الله عز وجل أوحى إليه ذلك الكتاب المعروف بحقيقة الوحي ماذا يقول فيه؟، قال الله له يا أحمد أنت مني بمنزلة توحيدي أنت مني بمنزلة تفريدي، يعني التوحيد هو بمنزلة توحيد الله عز وجل وله من مثل هذا الضلالات كثيرة وكثيرة جدا لكنه لما ادعى النبوة اتبعه أناس إلى اليوم وهو مضى عليه تقريبا نحو سبعين سنة ، مات له أتباع اليوم منتشرون في بريطانيا في ألمانيا في فرنسا ولهم نشاط عجيب في الدعوة ،لا أقول في الدعوة إلى الإسلام و إنما في الدعوة إلى إسلامهم لأن من إسلامهم أن النبوة لم تنقطع خلافاً للآية المعروفة (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) خلافا لقوله عليه الصلاة و السلام ( إن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبي ولا رسول بعدي ) وخلاف قوله عليه السلام لعلي لما ذهب عليه السلام إلى تبوك وخلفه في المدينة نائبا عنه قال له عليه الصلاة والسلام: ( أنت بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ) هؤلاء القاديانيون لا تظنوا أنهم ينكرون شيئا من أركان الإيمان أو شيئا من أركان الإسلام ، لا هم يؤمنون معنا في كل هذه الأركان فهم يصلون ويصومون ويحجون وأسماؤهم أسماء إسلامية تماما فهل ترونهم مسلمين وهم يعتقدون بأن هذا الرجل نبي صادق ثم هذا الرجل يقول بأنه سيأتي أنبياء من بعده ، طبعا هؤلاء ليسوا من المسلمين لأنهم أنكرو كما يقول الفقهاء ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، معلوم من الدين بالضرورة عند كل مسلم أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للاية المذكورة آنفا وللأحاديث التي ذكرت بعضها أيضا آنفا ، الشاهد هلا يؤمنون بهذه الآية ؟ الجواب نعم ، هلا يصدّقون بهذه الأحاديث ؟ الجواب نعم ، كيف هذا وهم يقولون بخلاف الآية وبخلاف الأحاديث هنا تأتي مصيبة التأويل الذي كان سببا لتفريق المؤمنين ، تلك الفرق القديمة والتي لا يزال شيئا من آثارها حتى اليوم ، المعتزلة مثلا ضلوا وخرجوا عن الجماعة هل كفروا بشيء من آيات القرآن ؟ الجواب لا ، إذن لماذا ضلوا ؟ لانهم سلطوا معول التأويل على نصوص القرآن والسنة فضلوا ضلالاً بعيداً

السائل : السلام عليكم

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, كذلك هؤلاء القاديانيون ماخرجوا عن القرآن والسنة لفظا ولكنهم خرجوا عن القرآن والسنة تأويلا وتحريفا فقالوا مثلا في الآية السابقة (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) ، ولكن رسول الله أي هو رسول الله حقا وصدقا ولكن خاتم النبيين معنى هذا الوصف أنه زينة النبيين وليس آخرهم ، (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) قالوا هذا تشبيه وهذا مجاز كما أن الخاتم في الأصبع زينة الأصابع واليد كذلك محمد هو خاتم الأنبياء أي زينتهم و ليس آخرهم فإذن هم آمنوا و هم كفروا أي آمنوا بلفظ القرآن وكفروا بمعناه ترى هلا ربنا عز وجل حينما يريد منا أن نؤمن بالقرآن يريد منا أن نؤمن بلفظه دون معناه أو بمعناه دون لفظه ، أم يريد منا أن نؤمن بهما كليهما لفظا ومعنى ؟ لا شك أن الجواب لفظا ومعناً . وجد في المسلمين من الفلاسفة الذين يعتبرون من الذين خرجوا من دين الله أفواجاً وكما تخرج الشعرة من العجين قالوا الآيات التي جاءت تأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ليس المقصود بهذه الآيات هو هذه الصلاة التي يفعلها المسلمون حتى اليوم والحمد لله صلوات في أوقات خمسة بركعات معروفة بشروط واركان و و و الخ، لا هذا خطأ في فهم الآية إنما المقصود أقيموا الصلاة يعني الدعاء و الزكاة يعني تطهير النفس فعطلوا هذه الشرائع كلها ومعنى هذا أنهم لا يؤمنون بالله ورسوله حقا هذا ما يقوله بعض الفلاسفة الإسلاميين لكن هناك ضلال أدنى درجة من هذا الضلال لكنه ضلال أيضا ولا أريد أن أعود إلى بعض الأمثلة القديمة حسبنا هذا المثال الجديد الآن (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) أي زينتهم ، أي هو ليس آخرهم لأنه جاء بعد الرسول غلام أحمد القادياني وسيأتي من بعده أنبياء كثر والآية فسروها أولوها عطلوا دلالتها كاليهود يحرفون الكلم من بعد مواضعه و وقعوا في الكفر وهم يعتمدون على القرآن زعموا مؤولين للآية خلاف تأويلها الصحيح ماذا فعلوا بالحديث ؟ سمعتم آنفا قوله عليه السلام لعلي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لانبي بعدي ) قالوا لا نبي معي أما بعد موته فهناك أنبياء هكذا , إذن هؤلاء هم من الفرق التي جاء إشارة إليها في قوله عليه الصلاة والسلام: ( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) هذه الفرقة من هذه الفرق الاثنين وسبعين الهالكة لماذا ؟ لأنهم ولو آمنوا بالقرآن ولكنهم سلكوا غير سبيل المؤمنين في تفسير القرآن من أجل ذلك قال الله عز وجل في الآية السابقة في القرآن (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) فإذن هؤلاء القاديانيون وأمثالهم قديما وربما حديثا لما آمنوا بالآية و أولوها غير تأويل المؤمنين إذن جزاؤهم ماجاء في الآية (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) . إلى هذا القدر كفاية إن شاء الله مشان ما نجمع بين الضرس والدرس فتفضلوا الآن إلى الطعام .

مواضيع متعلقة