كلام الشيخ على الفرقة القاديانية وأميرهم وكيف رد رشيد رضا عليهم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلام الشيخ على الفرقة القاديانية وأميرهم وكيف رد رشيد رضا عليهم .
A-
A=
A+
الشيخ : أنا أذكر جيدا أنني حينما نشأت في طلب العلم أنني انتفعت بالسيد رشيد رضا وبمجلته المنار خاصة انتفاعا كثيرا , بل أعتقد أنه لم يكن المفتاح الذي فتح لي طريقة السلف إلا هذه المجلة ، أي نعم ؛ لكن وجدته في كثير فيما بعد من مقالته أنه انحرف في قليل أو كثير من ما جاءت به السنة , والسبب في ذلك أنه كان ابتلي بمن يسمون بالقاديانية ، تعرفونهم ؟ .

السائل : هل هم سنية ؟ .

الشيخ : لا ، القاديانية الذين يسمون أنفسهم بالأحمديين .

السائل : غلام أحمد القادياني .

الشيخ : اه، غلام أحمد القادياني , فهم معروفون عند أهل السنة بالقاديانية وهم يفرون من هذه النسبة إلى النسبة الأحمدية , فهم يقولون نحن أحمديون , ولهم هدف خبيث من الفرار من تلك النسبة إلى هذه ؛ لأن النسبة الأولى إنما هي نسبة إلى البلدة التي خرج منها نبيهم الكذاب ميرزا غلام أحمد القادياني وهي قاديان ، وينتسبون إلى أحمد لأن ميرزا غلام أحمد القادياني ليس اسمه أحمد وإنما هو غلام ، غلام أحمد ، وهذا أسلوب باللغة الهندية تفسيره خادم أحمد , فهو ليس أحمد , وإنما هو خادم أحمد ؛ والمقصود بأحمد هو نبينا عليه الصلاة والسلام ؛ والأعاجم لهم مثل هذه النسبات افتخارا بانتسابهم للرسول عليه السلام ؛ فغلام أحمد هكذا عرف الرجل , ولكنه لما ادعى المهدوية ثم ادعى النبوة فحمل على نفسه بعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة جرها جرا على نفسه , مثل قوله تعالى : (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) من هذا أحمد ؟ هو محمد ... هو أحمدهم هكذا , وبناء على ذلك حتى يصح له جلب هذه الآية وحملها على ذاته غير اسمه في مؤلفاته , وعلى هذا درسته شخصيا لأنني ابتليت بمجادلة القادينية هناك في دمشق سنين طويلة , وهو كان يكتب اسمه في مؤلفاته ميرزا غلام أحمد , أي خادم أحمد ابن عبدالله ابن عبد المطلب , فحذف ميرزا غلام أحمد وقال : أحمد , اسمه أحمد , لكي يضلل الناس أن هذه الآية تعنيني أنا , وأنا اسمي أحمد , أما محمد النبي المبعوث رحمة للعالمين اسمه محمد وليس اسمه أحمد , هكذا أوهم المضللين به , ولذلك فهو إتماما لإضلال شيخه له يضلل العالم بأنهم أحمديون , ليسوا منتسبين بأحمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب وإنما لأحمد الدجال الكذاب , هؤلاء كالمعتزلة بل وأشد إغراقا في الضلال لأنهم ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة , يؤمنون بكل الكتاب ولكن لفظا وليس معنا , ولا يخفى على أهل العلم أن اللفظ في كل الكلام فضلا عن الكلام الإلاهي ليس مقصودا بذاته وإنما هو وسيلة للمعاني , وكما يقال : الألفاظ قوالب , نعم فما الفائدة إذا آمن مؤمن ما بآية ما ثم لف ودار عليها , واستخرج لها من ضلاله معنى ولا صلة لهذا المعنى في اللفظ القرآني , هكذا كل الفرق الضالة شأنهم مع القرآن اللذين لم يعلنوا الخروج عن الإسلام , وإنما لايزالون يدعون أنهم مسلمون ويؤمنوا بالقرآن .

القدريون هكذا مثالهم يؤمنون بألفاظ القرآن في كثير من نصوصه , ولكنهم يحرفون الكلم من بعد مواضعه كما حكى ربنا ذلك في القرآن الكريم عن اليهود , هم يعتقدون مثلا بأن باب النبوة مفتوح على محمد عليه الصلاة والسلام, على الرغم من مثل قوله تبارك وتعالى في القرآن : (( ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاتم النبيين )) هم لا ينكرون أنه خاتم النبيين , لكنهم ينكرون كما أنكر المعتزلة القدر وأنكروا الصفات الإلهية ونحو ذلك , فهم يقولون : (( خاتم النبيين )) ليس معناه آخرهم , وإنما خاتم النبيين كالخاتم في الأصبع , فهو زينتهم , طيب هذا موقفهم من القرآن , ما موقفهم من الأحاديث المتواترة بأنه لا نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام , ما استطاعوا تأويله حرفوه كما حرفوا القرآن , وما لم يستطيعوا نسفوه نسفا , وقالوا : هذا مخالف للقرآن , من أشهر الأحاديث التي تثبت أن لا نبي بعده عليه السلام , حديث مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي حينما سافر إلى تبوك غازيا , وترك عليا في المدينة وبكى علي , فآنسه عليه السلام بقوله : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ) قالوا هذا حديث صحيح , لكن ما فهمتموه جيدا لا نبي بعدي أي معي , أما بعده فيه نبي .

السائل : هذا تفسيرهم هم .

الشيخ : هم , وهذا مثال آخر يعني كيف يحرفون الكلم من بعد مواضعه أيوه .

السائل : لأن هارون كان مع موسى فيهم ذكاء هؤلاء مع ضلالهم يعني .

الشيخ : أي ذكاء , لكن ذكاء بدون عقل لا يفيد شيئا أبدا , لذلك حكا ربنا عز وجل في القرآن الكريم عن المشركين والكفار: (( قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا )) لذلك الذكاء شيء والعقل شيء .

السائل : وأنت ترى ثلث التفاسير بعد ابن كثير .

الشيخ : عفوا , عفوا , أنا جعلت الاستطراد طويلا جدا لكن كنت أتكلم عن السيد رشيد رضا , وأنني استفدت منه , لكن رأيت منه بعض الانحرافات , منها بسبب رده على القاديانيين , والقاديانييون يدعون من دعاويهم الباطلة أن مرزا غلام أحمد القادياني من عيسى المبشر به في الأحاديث , وهذا أيضا من تأويلاتهم الباطلة : ( لينزلن فيكم عيسى ابن مريم حكما عدلا ) ليس المقصود عيسى , وإنما المضاف محذوف تقديره مثيل عيسى , لف ودوران من هو هذا المثيل .؟ ميرزا غلام أحمد القادياني , فالسيد رشيد رضا رحمه الله تعالى كأنه شعر أنه ما ستطاع أن يقيم الحجة عليهم حجة دامغة قاهرة إلا بالتشكيك بأحاديث نزول عيسى عليه السلام , منشان إيش .؟ يخلص الجمهور متأثرا بالقاديانية ...

كذلك قلنا بالنسبة إليه مع فضله وعلمه :

أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل

وأنا كتبت في بعض ما كتبت من المؤلفات والكتب أن السبيل في كل هذه الأمثلة وسواها ليس هو التأويل الذي هو أخو التعطيل , وإنما هو فهم النصوص فهما جيدا كمسلمين حتى لا يقعوا في انحراف سلبي أو إيجابي .

مواضيع متعلقة