بيان الشيخ لمؤاخذاته على جماعة الإخوان المسلمين . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان الشيخ لمؤاخذاته على جماعة الإخوان المسلمين .
A-
A=
A+
الشيخ : ... ولكني آخُذُ عليهم كجماعة شيئًا ، وآخذ على بعض الأفراد أو كثير من الأفراد أشياء أخرى ، وهؤلاء الأفراد يختلفون بين سوريا وبين الأردن ، فآخذ عليهم - مثلًا - أنهم لا يهتمُّون بتركيز العقيدة الصحيحة في أفراد الإخوان المسلمين ، بل زيادةً على ذلك لا يلقِّنونهم الأصول التي ينبغي أن يرجع إليها هؤلاء الشباب ليزولَ الخلاف الموجود واقعيًّا بينهم من سلفي ، من مذهبي ، من صوفي ، ونعتقد أن الوحدة التي ينشدونها لا يمكن أن تقوم لها قائمة - في دائرة الإخوان المسلمين على الأقل - وفيهم هذه الخلافات الجذرية الأصيلة ، على خلاف ما يتظاهر بعضهم من المتعصِّبة للمذاهب يقولون أن الخلاف في الفروع وليس في الأصول ، ولست الآن في هذا الصدد ، فأنا آخذ على الإخوان كجماعة بعض الأشياء ، وآخذ على بعض الأفراد منهم أشياء أخرى .

فالجماعة أنا أعتقد - وقد مضى عليهم نصف قرن من الزمان أو أكثر - أنَّه يجب عليهم أن يلتفتوا إلى تصحيح مفاهيم أفراد الإخوان المسلمين ، وخاصَّة ما كان منها في العقيدة ، وهذا يكون الخطوة الأولى في سبيل توحيد بين أفراد الإخوان المسلمين أوَّلًا ، ثم التوحيد بينهم وبين عامة المسلمين ثانيًا ، بالإضافة إلى هذا لا بد أن يخطُّوا الخطَّة التي خَطَّها أقول " حسن البنا " - رحمه الله - حينَما وافق على النهج الذي سَلَكَه صديقنا " السيد سابق " في تأليفه لكتاب " فقه السنة " ، فأنتم تذكرون تقريض حسن البنا لهذه الخطَّة التي وضعها سيد سابق - جزاه الله خيرًا - . فأرى تناقضًا عجيبًا جدًّا في صفوف الإخوان المسلمين ، هذا الكتاب الذي أنا أنصح دائمًا وأبدًا الشباب حينما يسألوني لأدلَّهم على كتاب في الفقه القائم على الكتاب والسنة أقول : لا أجد لكم خيرًا من كتاب " فقه السنة " لـ " السيد سابق " ؛ وإن كان لي ملاحظات على ذلك ؛ لأن الأمر في الواقع كما قال الإمام الشافعي - رحمه الله - : " أبى الله أن يتمَّ إلا كتابه " ، وأنا لما كتبتُ نقدًا على الجزء الأول والثاني والثالث من " فقه السنة " إشارةً إلى أني متعاون معه ولسْتُ نقَّادًا له سميت كتابي : " تمام المنة في التعليق على فقه السنة " .

مواضيع متعلقة