ذكر الشيخ للقرار الجائر الذي اتخذه الإخوان في الأردن في مقاطعة حلقات الشيخ . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر الشيخ للقرار الجائر الذي اتخذه الإخوان في الأردن في مقاطعة حلقات الشيخ .
A-
A=
A+
الشيخ : ونحن عشنا في سوريا سنين طويلة مع جماعة الإخوان المسلمين ندعوهم إلى الكتاب والسّنّة ولا ننتمي إليهم ، ثم كتب الله لي أن أهاجر من دمشق إلى عمّان وبدأت هناك أن أدعو كما كنت أفعل وأنا في دمشق كنت أزور الأردن وأدعو بقدر ما يساعدني الانتقال من دمشق إلى عمّان لكنّي لما سكنت واستوطنت عمّان أخذت نشاطا في الدّعوة أكثر وأكثر بكثير من قبل وكان من نتيجة ذلك أن وشى بنا إلى المسؤولين هناك ، الله أعلم نحن ما نتّهم شيخا صوفيّا أو مذهبيّا مقلّدا أو حزبا معيّنا ، الله أعلم ؛ لكن كان عاقبة تلك الوشاية أن أعادوني رغم أنفي وفي صورة لا داعي لتفصيلها إلى دمشق بمراقبة المخابرات ثمّ بعد نصف سنة تقريبا سمحوا لي بالرّجوع إلى عمّان بعد أن كنت بنيت فيها دارا وبدأت أنقل مكتبتي إليها سمحوا لي والحمد لله بالرّجوع والسّكن فيها مرّة أخرى ، وبدأت في نشاطي ، فماذا كان موقف حزب من الأحزاب هناك أن أعلنوا على ملئهم بوجوب مقاطعة الشيخ الألباني وليس في شخصه فقط بل وبكلّ من يحمل دعوته ؛ فكنا نمر بمن كنا نسلم عليهم من قبل ويسلم علينا وإذا به ينزوي عنّا وينحرف ، لماذا ؟ لأنّه صدر الأمر من القيادة العليا زعموا بأنّه يجب مقاطعة الألباني ، واستمر هذا القانون سنة كاملة ، وفيهم ناس ...
السائل : هذا قانون طوارئ لا تزعل الطالب .
الشيخ : نعم ، لا أنا ما أزعل (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم )) كان من هؤلاء الأفاضل الذين تأثّروا بقرار اللّجنة هناك أو الإدارة أو ما أدري ماذا يسمّونه الرّجل الّذي نفع الله به فيما أعتقد كثيرا في أفغانستان وهو الدّكتور عبد الله العزّام ، هذا الرّجل أمره عجيب ، كان هو الحزبيّ الوحيد الّذي كان يحرص على أن يحضر جلساتي ، فعنده دفتر صغير وقلم رقيق ناعم لطيف مثله ، كلّما سمع فائدة من الألباني سجّلها عنده ؛ ولكن لما صدر القرار ما عاد يسلّم علينا ؛ جمعني لقاء معه وأنا خارج من المسجد هناك قلنا له كيف هذا يا دكتور ؟ قال ما معناه سحابة صيف عمّا قريب تنقشع ، قلنا خير ، مضى ما شاء الله من الشّهور وهو على هذا الإزورار ؛ أمّا أفراد من الحزب فكانوا يحضرون حلقاتنا دون إذن من القيادة العليا زعموا ، وكنّا نثير هذه القضية ، ما الّذي حمل جماعتكم على إصدار هذا القرار الظّالم ؟ وها أنتم الآن تحضرون ؟ ولو كنتم تعتقدون بأنّ هذا القرار عادل ما تخالفونه لكن تشعرون بأنّه ظالم ولذلك تحضرون هذه الجلسات ؛ ختاما جاء الدّور أنّ هذا القرار كما يقولون أخذ إيش ؟ مداه ومفعوله ورجع الجماعة الذين كانوا يسلّمون علينا إلى سلامهم ثمّ فوجئت بمجيء الدّكتور المرحوم إن شاء الله إلى دار صهري كنت ساهرا عنده دخل هو وشخص من إخواننا السّلفيّين سلّموا وجلسوا وقال نحن جئنا إلى دارك وطرقنا الباب وما سمعنا جواب ، ثم بعد ذلك ذهبنا إلى دار فلان وجلسنا ننتظر فقيل لنا إنّه يمكن راح لعند ابنته عند صهره ، وها نحن جئناك ؛ قلنا له أهلا وسهلا ، قال عندي أسئلة فأريد أن تتفضّل بإفادة جواب عنها ؟ فقلت له خلاف عادتي قلت له مقابل كل سؤال مشوار ، مقابل كل سؤال مشوار يعني كلّ سؤال بدّك تسألني إياه تأتي لعندي على الدار ؛ أما أنّك تأخذ جواب عن كلّ الأسئلة في جلسة واحدة لا ، قال لما ؟ قلت لما أصدرتم هذا القرار الجائر الظالم ؟ ما الذي فعلته معكم ؟ سوى أنّني أدعو إلى الكتاب والسنة ؟ قال أنت كفّرت سيّد قطب ، قلت أنت تسمعني هل سمعتني أكفّر سيد قطب ؟ قال لا لكن بعض شبابنا بلّغونا ذلك ؛ قلت سبحان الله كأنّك ما قرأت قوله تعالى (( يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) وذكرت له الحديث الآخر ( بحسب المرء من الكذب أن يحدّث بكلّ ما سمع ) فأنت لم تكتفي بأن تحدّث بأنّ الشّيخ الألباني يكفّر سيّد قطب بل بنيت على ذلك الهجر والمقاطعة الّتي تخالف السّنّة الصريحة ( لا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) ثمّ أنت بصورة خاصّة من بين كلّ جماعتك حيث كنت تحضر جلساتي تعلم أنّني أقول لا يجوز المبادرة إلى تكفير المسلم إلا بعد إقامة الحجّة ، ألم تسمع هذا الكلام منّي مرارا وتكرارا ؟ قال بلى ؛ قلت إذا كيف لم تدافع عنّي وفي غيبتي لمّا أتخذ هذا القرار الجائر الظالم على الأقلّ أن تقول والله لازم نرسل شخص نستوضح من الشّيخ صحيح أنّه كفر سيد قطب ، هذا شيء ؛ والشّيء الثّاني كيف صدقت بأنه أنا أكفر سيد قطب وأنا ذكرته بخير في بعض المقدّمات ، فلو كان كافرا عندي ما تعرّضت لذكره ، وجرى نقاش طويل وطويل جدا بيني وبينه ؛ الشاهد أثر الحزبية واضح جدا في تحقيق التّدابر والتّقاطع بين المسلمين وهذا مثال جديد مع الأسف حيث صار السلفيّون في بعض البلاد الإسلامية طائفتين وكانت تجمعهم الدعوة ولا تفرّقهم ؛ فلمّا دخل في الدعوة ما يسمّونه اليوم بالتّنظيم وهو التحزب والتّكتّل ضد ّكلّ من لا ينتمي إلى هذا التّكتّل والتّحزّب فإذا صدق ربنا عزّ وجلّ حينما قال (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) هذا الحزب حتى في الجماعة الواحدة منهجا وعقيدة يفرّق بين الشيخ وتلميذه ، يفرّق بين التّلميذ وزميله ، هذه أثار وكما قيل قديما " هذا آثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلى الآثار " .

مواضيع متعلقة