مسألة التزكية النفسية والتصفية الروحية عند الصوفية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مسألة التزكية النفسية والتصفية الروحية عند الصوفية .
A-
A=
A+
عيد عباسي : والمسألة الثالثة هي مسألة التزكية النفسية والتصفية الروحية ، هذه المسألة قد شاعَ لدى المتأخِّرين فيها طريق المتصوفة ، هؤلاء الذين يعتمدون بتزكية النفوس على المجاهدات الروحية والوسائل النَّصِّية ، وما أحدثه مشايخهم من أمور ادَّعوا أنها توصلهم إلى الله ، وقد اعتمدوا فيها على غير ما جاءهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، هؤلاء - والحقُّ يُقال - المتصوفة إن أول درجات التصوف ابتداع ، وآخر درجاته زندقة ، أول ما يدخل الإنسان في الصوفية لا بد أن يقومَ ببعض البدع ؛ لأنه ما الذي يميِّز الصوفي عن غيره من أهل السنة ؟ أهل السنة يلتزمون بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح ؛ فبِمَ يختلف الصوفي عنهم ؟ إن قالوا : نحن على الكتاب والسنة ؛ طيب ؛ لماذا إذًا تختصون لأنفسكم طريقًا ؟ لماذا تلتزمون بأوراد ؟ لماذا تلتزمون بنوع معيَّن من الذكر وطريقة خاصة به ؟ لماذا تفرِّقون المسلمين ؛ فهذا شاذلي وهذا رفاعي وهذا قادري وما أشبه ذلك ؟

إنه لا شك الحقيقة البيِّنة الناصعة تدل على أنهم يبتدعون في دين الله ، فلا يكتفون بهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهدي السلف الصالح ، وإنما يزيدون ما استحسنوه لأنفسهم وما أضافوه إلى الدين من أمور هو منها بريء ، وأمور هي ضلالات ؛ فلذلك طرق الصوفية السلفيون ينكرونها جملة وتفصيلًا ، وليست المسألة كما يتوهَّم البعض أنُّو مسألة اصطلاح ، و ... الصوفية هي نفس ما جاء في الإسلام من درجة الإحسان ، أو الكشف ، أو التزكية ، أو ترقيق القلوب ، أو الجانب ... .

الضلال الآخر ، وهو أنهم يعتقدون أن هناك طريقة لمعرفة الغيب ولمعرفة حقائق الأمور عن طريق الكشف ، ولا يرجعون فيه إلى ما جاءهم عن طريق الشرع ، ويزهدون في التعلُّم ، وبعضهم أحرَقَ كتبه ، وقال آخرون : أنتم تأخذون علومكم ميتًا عن ميت ، ونحن نأخذها عن الحيِّ الذي لا يموت .

وهذا الذي قلنا ... الكشف من أبشع الباطل ، ومن أضلِّ الضلال ، وهو إذا نظر فيها الإنسان نظرةً شاملةً صحيحة يجده إلغاء لكلِّ ما جاءنا به الإسلام مع استبدال ما جاء عن طريق الـ ... والتضليل والأهواء والنزغات الشيطانية به ، وهذا خطر عظيم ما بعده خطر ، إنه استهانة يدَّعون أنه أن الملائكة تأتيهم وتلهمهم ، وأن الله هو الذي يخبرهم ويلهمهم ، وما الدليل على ذلك ؟ ما الذي يضمن أنه وحي من الله ؟ أنه إلهام من الله وليس نزغات الشياطين ؟

والأمور بنتائجها وتُعلم من آثارها ، أيضًا لا يتَّسع المقام الإفاضة في ذلك ؛ فحسبنا أن نكتفي بهذا .

مواضيع متعلقة