ما وجه الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما وجه الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة ؟
A-
A=
A+
السائل : كنت قبل تقريبًا يومين أنا ساكن بمنطقة ... قرب مسجد الجامعة ، فكنت ذهبت لمسجد الجامعة لأصلِّي صلاة المغرب وبعدها وجدت شخص هناك ، وهذا الشخص يبدو عليه ملتحي وشخص يعني يلبس لباس السنة ، وكان جالس في حلقة فجلست ، فكان يعني يتكلم في عدَّة مواضيع ، ثم بدأ يتكلم عن الأشاعرة ، وبدأ يمدح بالأشاعرة ، فوقفت له وقلت له : يعني الأشاعرة بيننا وبينهم خلاف وهي مسألة الصفات ، فأنكر ذلك تمامًا ، وقال : لا . فحتى شكَّكني في معلوماتي عن الأشاعرة ، وقال : لا ، الأشاعرة ليس بينهم وبين أهل السنة أي خلاف . فقلت له : إن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول ذلك في " الفتاوى " ، فأنكر ذلك حتى شكَّكني في معلوماتي عن الأشاعرة ، فأردت التأكد من فضيلتكم ، وما وجه الخلاف بيننا كأهل السنة والجماعة وبين الأشاعرة ؟

الشيخ : لا ، هو واهم ، ويبدو أنه ليس من أهل العلم ، وأنه يريد أن لا يجعل خلافًا بينه وبين أحد من أهل البلاد ؛ لأنَّ أكثرهم ليسوا سلفيين وليسوا على العقيدة السلفية ، والذي قرأتَه في كتب ابن تيمية هو الصواب ؛ لأن الأشاعرة يتأوَّلون بعض الصفات تأوُّلًا خطيرًا جدًّا ، ولو أنك سألته وكان على علم حقيقة باعتقاد الأشاعرة لتبيَّنَ له أنه واهم ، لكن الحقيقة أنُّو الأشاعرة والماتريدية الخلاف بيننا وبينهم أقل من الخلاف بيننا وبين المعتزلة والخوارج مثلًا ، فالأشاعرة لا يقولون بصفة علوِّ الله على خلقه ، ولا يقولون بأن الكلام الإلهي ... ألو ألو .

السائل : السلام عليكم يا شيخ .

الشيخ : وعليكم السلام .

السائل : هنا - يا شيخ - انقطعت المكالمة ، انقطع التلفون .

الشيخ : أنت من وين عم تحكي كنت ؟

السائل : من ... ، ولكن انقطع التلفون ... التلفون عندي فرديت رجعتو ، سامحنا يا شيخ .

الشيخ : يعني أنت تتكلم من دارك ؟

السائل : من البيت ، نعم .

الشيخ : آ .

فأردت أن أقول .

السائل : نعم ، سامحنا يا شيخ .

الشيخ : أن الأشاعرة لا يؤمنون بعلوِّ الله على خلقه ، ويقولون : إن الله في كل مكان ، وأكثر من هذا لا يقولون بأنَّ القرآن كلام الله حقيقة ، وإنما يتأوَّلون كون كلام الله القرآن بيقولوا كلام نفسي ، ما أدري هل تدري ما معنى قولهم : كلام نفسي ؟

السائل : لا والله ما أدري .

الشيخ : آ .

السائل : ما معناها ؟

الشيخ : أي : إن الله - عز وجل - لا يتكلَّم كلامًا مسموعًا .

السائل : آ ، نعم نعم .

الشيخ : وهذا خلاف عقيدة أهل السنة ، وخلاف "" لو كان البحر مدادًا لكلمات الله لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات الله "" ، فهم يقولون .

السائل : (( لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ )) .

الشيخ : كيف ؟

السائل : أقول : (( لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي )) .

الشيخ : نعم .

فهم يقولون بأن الكلام النفسي يعني كلام ليس له أحرف تُسمع ويسمعها موسى كما قال - تعالى - في القرآن : (( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى )) ، فالرجل يبدو أنه ليس على علم بالخلاف الحقيقي بين أهل الحديث والأشاعرة ؛ ولذلك فالذي قرأته من كلام ابن تيمية هو الصواب .

السائل : جزاك الله خير يا شيخ .

الشيخ : وإياك .

مواضيع متعلقة