بيان الشيخ لموقف أهل السنة والفرق الثلاثة : المعتزلة ، والماتريدية والأشاعرة من صفات الله تعالى . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان الشيخ لموقف أهل السنة والفرق الثلاثة : المعتزلة ، والماتريدية والأشاعرة من صفات الله تعالى .
A-
A=
A+
الشيخ : فاليوم نحن نعيش في غمرة فرق قديمة وحديثة ، وأحزاب عديدة ، وبعض الفرق القديمة ذهبت أسماؤها ، وبقيت آثارها ، فالمنطق الاعتزالي والمذهب المعتزلي لا نكاد نسمع له ذكراً في هذه الأيام ، ولكنه تطور وصار تارة بأسماء فرق إسلامية ، فرق إسلامية ومذاهب إسلامية معتداً بها ومعترف بها عند جماهير المسلمين ، وتارة بآراء حديثة لكنها تتصل بسبب وثيق بتلك الآراء الاعتزالية القديمة ، أما التارة الأولى التي أشرت إليها آنفاً وهي التي تكون بأسماء ، ومعترف بها عند المسلمين فمثلاً كالأشاعرة وكالماتريدية ، العالم الإسلامي ، اليوم إذا استثنينا منه الفرق المعروف انحرافها عن الشريعة كالشيعة مثلاً والزيدية ، والخوارج وحصرنا كلامنا على من يسمون أو يتسمون بأهل السنة والجماعة ، فأهل السنة والجماعة اليوم هم ثلاثة مذاهب فيما يتعلق بالعقائد وأربعة مذاهب فيما يتعلق بالفقه ، أما المذاهب الثلاثة الأولى فهي الماتريدية والأشاعرة ، وأهل الحديث فهذه الفرق الثلاث ، تتعلق في العقيدة فقط في أهل السنة والجماعة ، أما المذاهب الأربعة فهي معروفة للجميع في الفقهيات الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي ، إذا رجعنا إلى المذاهب الثلاثة الأولى الماتريدية والأشاعرة ، نجد في هذين المذهبين الشيء الكثير مما هو من مذاهب وآراء وأفكار المعتزلة ، ومع ذلك فهي موجودة ومبثوثة في المذهب الأشعري ، والمذهب الماتريدي ، أهم ما يتعلق في هذا الذي أقوله ، أنه موجود من الاعتزال شيء في المذهبين المذكورين الماتوريدي والأشعري ، أهم ما يمكن ذكره الآن ، أصل من الأصول وقاعدة من القواعد هي أن الحديث الصحيح لا تثبت به عقيدة ، هذا رأي المعتزلة ، لكن الأشاعرة والماتريدية يتبنون هذا الرأي ، هذه كقاعدة وأصل ، الشيء الثاني أن المعتزلة عرفوا عند أهل السنة حقاً بأنهم يتأولون آيات الصفات وأحاديث الصفات ، والتأويل أخو التعطيل ، والمقصود بالتعطيل إنكار الشيء ، إنكار الحقيقة فحينما تكون هناك آية أو يكون هناك حديث نبوي صحيح وله دلالة واضحة صريحة فيعطلون هذه الدلالة ، ويأتون بمعنى غير متبادل للذهن ؛ لذلك النص القرآني أو الحديث النبوي فهذا معناه أنهم ما اتبعوا الكتاب والسنة ، لكنهم لا نستطيع أن نقول ما أتبعوا الكتاب والسنة إنكاراً لهما وإنما دوراناً عليهما ، وخروجاً عن دلالتهما الصريحة باسم التأويل ، ولذلك قلت التأويل أخو التعطيل ، نحن نضرب مثلاً عادياً ، إذا قال الرجل العربي جاء الملك فما يتبادر إلى ذهنه ؟ إلى ذهن المخاطبين بكلامه أنه يعني جاء خادم الملك ، هو قال جاء الملك ، السامعون لا يفهمون من كلامه أنه يعني جاء خادم الملك بل ولا يفهمون منه أنه جاء وزير الملك ، فلو أن رجلاً عربياً تكلم بهذه اللفظة العربية بهذه الجملة العربية ، جاء الملك فأحد السامعين قال يعني خادم الملك ، هذا عطل كلام هذا المتكلم ، فما بالكم إذا كان الكلام المعطل هو كلام الرب تبارك وتعالى ، فيأتي المعتزلة ويتبعهم في ذلك الماتريدية والأشاعرة ، فيتأولون بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، بمثل هذا التأويل الذي قلنا عنه بحق إنه أخو التعطيل في الآية الكريم : (( وجاء ربك والملك صفاً صفا )) جاء ربك بلا تشبيه مثل ما قلنا آنفاً ، جاء الملك لا ، ما جاء الملك من لكان ؟ خادم الملك ، وزير الملك في فرق بين الخادم والوزير طبعاً ، مع ذلك فإذا فسر بوزير الملك ، يكون عاطل باطل ، وإذا فسر بخادم الملك فهو أعطل ، فقولهم في تفسير قول ربنا عز وجل : (( وجاء ربك والملك صفاً صفا )) جاء ربك أي أمر ربك ، أو خلق من خلق ربك ، أو أو ، أما الرب لا بجي ولا بروح ، ومن أين جاءتهم هذه المشكلة ؟ أو من أين جاءهم هذا التعطيل ؟ من قياس الخالق على المخلوق ، من قياس الغائب على الشاهد ، يقولون لا يجوز وصف الله بالحركة ، نحن ما نصف الله بالحركة لأنه ما وصف بذلك ، لا هو وصف بذلك نفسه ، ولا وصفه بذلك نبيه ، لكن وصف نفسه بأنه جاء أي يوم القيامة فنحن نقول جاء وما نقول جاء يعني تحرك ، هم يأبون أن يؤمنوا بصريح القرآن الكريم ، كذلك مثلاً فيما يتعلق بهذا المعنى ، الحديث المعروف والمشهور ، بل هو عندنا حديث متواتر ، لكثرة طرقه الصحيحة : ( ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا ) أهل السنة حقاً وهم أهل الحديث ، يؤمنون بالآية السابقة الذكر على ظاهرها ، جاء ربك ، ربك جاء ، ينزل ربنا ، ينزل ربنا أما المعتزلة وتبعهم الأشاعرة في جملة ما اتبعوهم عليه لا ، ربنا لا ينزل كما قالوا لا يجيء ، قالوا أيضاً لا ينزل ، إذاً شو معنى ينزل ربنا أي رحمته ، هذا تأويل ، هذا التأويل هو تعطيل يلزم من هذا التعطيل إنكار حقائق شرعية ، متعلقة بالصفات الإلهية ، ربنا عز وجل حينما يصف نفسه في كتابه أو على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - فإنما ذلك ليعرف عباده به تبارك وتعالى ، لأنه غائب عنا ولا يمكننا أن نراه ، إلا يوم القيامة إن شاء الله فحينما نأتي إلى الآيات الصفات وأحاديث الصفات ، فنأتي لها بمعاني غير المعاني الظاهرة الجلية ، من نصوص القرآن أو الحديثية ، فمعنى ذلك أننا أنكرنا هذه الصفات الإلهية ، جاء ربك ، ما جاء ربك ، ينزل ربنا ، لا ينزل ربنا - سبحان الله - لو كان هناك نص أنه لا يجيء ولا ينزل كنا نؤمن ، لكن النصوص على خلاف ذلك ، فكيف نصف ربنا بما لم يصف نفسه به ، وننزهه عما وصف نفسه به ، هذا هو التعطيل ، وهذا مما وقعت فيه ، كما قلنا بعض المذاهب الإسلامية السنية كالماتريدية ، والأشعرية لهذا قلنا إننا ندعو الى اتباع الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، حتى ما نقع في مثل هذه الانحرافات التي ابتدأها المعتزلة ، ثم تبعهم عليها كثير ممن ينتمون إلى أهل السنة والجماعة ، أهل السنة والجماعة اليوم في عرف العصر الحاضر وفي الأزهر الشريف والجامعات الإسلامية وإلى آخره ، هي أهل الحديث ، والماتريدية والأشعرية طيب ، هذه مذاهب ثلاثة في العقيدة ، فكيف يكون هناك ثلاثة مذاهب في العقيدة ، في الأمور الغيبية .

مواضيع متعلقة